بات ملحا ضغط النفقات الحكومية وتوجيهها نحو دعم اهل الحرمين القدسي والابراهيمي الذين يتحملون اعباء القبضة القمعية للاحتلال ويتعرضون لقطع الارزاق والتهجير يوميا ، اضافة الى قطع الاعناق الذي يمارسه الاحتلال في المدينتين, وفعل حسنا مجلس الوزراء عندما عقد جلسته الاسبوعية في خليل الرحمن ليلمس على ارض الواقع معاناة السكان ويرى بأم عينيه ممارسات الاحتلال اليومية ضد اهلنا ومواطنينا.

من الضروري ايضا ايلاء اهمية قصوى لعاصمتنا الابدية القدس الشريف, فلا تكفي عبارات الدعم ان لم تقرن بافعال على الارض لمؤازرة اهل الرباط في اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويجب ايجاد طرق لتوفير الدعم المادي للمدينة المقدسة بعد ان اوغل الاحتلال في سياسته القمعية من قتل واعتقال وتنكيل وهدم ووقف رخص البناء وصولا الى فكرته العنصرية بالتطهير العرقي.

قد يكون وضعنا جميعا ليس في اسوأ حالاته بل ادنى من ذلك, لكن هذا لا يمنعنا من البذل لدعم اهلنا في القدس وتضميد جراحها. فنحن مرصودون لهذه المهمة ان نكون في بيت المقدس واكنافه سدنة للمقدسات وحراسا لهذه الارض حتى يوم الدين. واظن انه آن الأوان لكي تقوم وفود مقدسية رسمية وشعبية بجولة دولية لشرح اوضاع المدينة وما يتهددها حتى لو لم تجد آذانا صاغية كالذي حدث بعد احتلال الفرنجة للمدينة. فقد توجه وفد علماء القدس الذين رحلوا الى دمشق وقاضي قضاة دمشق على رأس وفد كبير الى الخليفة العباسي في بغداد طالبين النجدة فأعرب لهم عن ضعفه لأن الأمر بيد السلطان السلجوقي في بغداد فذهبوا الى السلطان وشرحوا له ما حل بالقدس فلم يحرك ساكنا واكتشفوا في النهاية ان السلطان لا يعرف العربية فكانوا يخاطبون جمادا، فتوجه قاضي قضاة دمشق الى المسجد الجامع لصلاة الجمعة وكان في شهر رمضان فاعتلى المنبر وخطب بحماسة عن بيت المقدس لكن احدا من المصلين لم ينفعل, وهنا تناول ابريق ماء ووضعه على فمه.. فهاج المسجد وماج وسط صيحات المصلين.. "أوتفطر من على المنبر في رمضان يا عدو الله" وهنا وضع الابريق وقال قولته الشهيرة "الان عرفت حدود دينكم" وعاد مع الوفد الى بغداد ،وظل هناك في دمشق من ينطلق  لمحاربة  الفرنجة هو الفلسطيني الحلحولي مع نفر من الفلسطينيين الشجعان حتى استشهد.. وظلت الخليل جارة حلحول الآن تتضامن بالدم مع بيت المقدس.