الحرب العالمية الثانية 1939-1945 أدمت شعوب الارض قاطبة،وان كانت شعوب الاتحاد السوفييتي ( قبل انهياره مطلع تسعينيات القرن الماضي ) وعموماوروبا واليابان دفعت ثمنا باهظا من الضحايا تجاوز الخمسين مليون قتيل، وهناك بعض المصادرتفيد ان عدد الضحايا بلغ السبعين مليونا من ابناء تلك الشعوب. الاتحاد السوفييتي وحدهقدم اكثر من عشرين مليونا من الضحايا، إضافة الى ملايين المصابين والتدمير الهائل للمدنوالقرى وكل معالم الحياة.

بالتأكيد وقعت المحرقة النازية ضد اليهود بغض النظرعن عدد الضحايا، بعض المصادر تقول عدد الضحايا ستة ملايين، والبعض الآخر يقول مليونانوبعضها اقل. أياً كان عدد الضحايا اليهود، فإن المؤكد هناك كارثة هتلرية ضد يهود اوروبا.ولكن الكارثة ليست ضد اليهود وحدهم، ولا يجوز إبراز قضية اليهود على حساب عشرات الملايينمن بني البشر، لان الفاشية والنازية كانت كارثة على الكرة الارضية برمتها. فما حصللشعوب المانيا والاتحاد السوفييتي واليابان وفرنسا وبريطانيا وبولندا وتشيكوسلوفاكياوغيرها من شعوب الارض يفوق الوصف. وبالتالي لا يجوز لشعوب الارض ان تصمت على مصادرةدولة الابرتهايد الاسرائيلية للكارثة، التي أصابتها من النازية الهتلرية والفاشية الموسولينية.لأن إسرائيل كدولة لم تكن موجودة آنذاك. والاستهداف كان موجها لكل الشعوب بغض النظرعن دياناتها واعتقاداتها الفكرية والسياسية، والهم الرئيسي للدول النازية والفاشية(المانيا , ايطاليا واليابان) كان إعادة النظر في تقسيم مواقع النفوذ والاسواق في القارات،والحصول على الجزء الاكبر من كعكة الاستعمار القديم.

مع ذلك، لا احد ينكر وجود الكارثة ضد اليهود، ولكن التجارةبالكارثة من قبل حكام دولة العنصرية الاسرائيلية، والسعي لاستغلالها لتعميق نهج الحربوالاستعلاء على شعوب الارض، واستعباد الارض والشعب العربي الفلسطيني، وانتاج كارثةونكبة ال 1948 و1967 و2002 ومواصلة لغة ونهج الاستعمار الاستيطاني ورفض خيار السلاموالتسوية، واقتناء الاسلحة النووية والجرثومية والكيميائية والفسفورية المحرمة دوليا،أمر لم يعد مقبولا من شعوب العالم المتمدن وأنصار السلم العالمي. كما لم يعد مقبولااستمراء قادة إسرائيل لعبة الضحية، لان العالم واقطابه ومنابره كلها باتت تدرك ان الدولةالاسرائيلية عماد المشروع الكولونيالي الاستيطاني الصهيوني الاجلائي والاحلالي علىحساب الشعب الفلسطيني، هي الجلاد، ولم تعد لعبة الاستغباء لشعوب الارض مقبولة من قبلتلك الشعوب وقواها الحية.

دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية بحاجة ماسة لتعميملغة السلام والتعايش والتسامح لا لغة الحرب والكارثة، ومواصلة انتاج الكوارث لشعوبالارض والشعب الاسرائيلي والفلسطيني بشكل خاص. تجارة الكارثة بدماء اليهود الاوروبيينلم تعد تجدي نفعا، لانها أفلست، وباتت من الماضي. الأمر الذي يفرض على نتنياهو وليبرمانويشاي ويعلون الكف عن لعبة الموت والحرب، والعودة الى جادة السلام، لانها الجادة الوحيدةالتي تؤمن الانتصار على الكوارث الفاشية في اسرائيل وغيرها من دول العالم. لأن مطلقحرب لها نهاية، ونهايتها تقوم على نهاية منتجها مهما كانت قوته، وتجربة هتلر وموسولينيوغيرهم من مشعلي الحروب أكبر دليل على هزيمة وسحق مشعلي الحروب ومن يقف معهم. وتجربةأميركا في فيتنام والعراق وافغانستان خير دليل على ذلك، واسرائيل لن تكون الاستثناء،وستدفع ثمنا يهدد مصيرها برمته، لانها دولة كارثية