تجول مفتي مصر علي جمعة بأرجاء أولى القبلتين وثالثالحرمين الشريفين، وصلى تحت الصخرة المباركة، وأم المؤمنين بصلاة الظهر وقال «انهاقطعة من قلوبنا» مشيرا الى القدس بمساجدها وكنائسها، فانتهز خصومه السياسيون زيارتهللأقصى وصلاته فيها ولكنيسة القيامة ليشقوا قلبه وينتزعوا منه موقع المفتي أو اسقاطه...بعد أن وسوس لهم شيطانهم انه من «الفلول» فبدت سوأة نوايا المتلهفين على مناصب الدنيا،أما المسلم علي جمعة فبدت طهارة نواياه الدينية الخالصة لامعة كلمعان قبة الصخرة المذهبةالتي صلى تحت صخرتها حمدا لله الذي مَنَ عليه بفرصة الصلاة في أولى القبلتين.

قد لا يعلم الذي يقول أن زيارة القدس والصلاة في المسجدالأقصى أو كنيسة القيامة تطبيع مع اسرائيل انه يقر ولو عن غير قصد بأن مدينتنا وعاصمتناالأبدية ومعالمها المقدسة اسرائيلية !! ويسلم ويستسلم لمخطط تهويدها , ويعبر صراحةعن عجزه لنصرتها، فالقدس فلسطينية عربية بمعالمها التاريخية والثقافية، بكنائسها ومساجدها, ومن يجرؤ على الصاق تهمة التطبيع بزائرها المؤمن بعروبتها فهو يساوي بين القدس ومستوطنة«معاليه ادوميم» أو «بتاح تكفا» ضاحية تل ابيب، وهذا لعمرنا خطيئة نتمنى ألا يقع فيحبائل شراكها مؤمن عاقل.

لم نعلم أن لدى علماء وخطباء ومشايخ فلسطينيين ومصريينهذه الجيوش الجرارة ومدافعها القاذفة الراجمة للبيانات والتصريحات الا عندما فتحواجبهات افواههم، وشنوا هجماتهم الكلامية على زائر الديار المقدسة، فخونوا المفتي، نعتهمحتكرو ألقاب العلماء والفقهاء بالمتصهين، وطالبه آخرون بالاستقالة فورا طمعا بوراثةالمسمى الذي تركه على كرسي المنصب قبل زيارته القدس وصلاته في الأقصى.

يهجم التلموديون، المستوطنون المتطرفون بين الحين والآخرعلى المسجد الأقصى، ينتهكون حرماته، فيحميه الفلسطينييون المسيحيون والمسلمون على حدسواء، فيما كتائب المستنكرين الشاجبين، الممانعين، الرافضين، المكفرين، المخونين، المحرمين،المتوعدين للمفتي بالجحيم صامتون.

لا يجوز لمسلم إضفاء القداسة على مفاهيمه لأمور الدينوالدنيا، والادعاء بأنه المالك الحصري للحقيقة، فالمفاهيم متنوعة، متبدلة، متغيرة،مرتبطة بدرجة علم الانسان ومعرفته, ونواياه.

ليس مشروعا ولا قانونيا ولا منطقيا ولا علميا ادعاءواحد من مشايخ هذا الزمان علمه بما وقر في قلوب الناس، فهذه قدرة حصرية لله الخالقالعليم، وعليه فان كل من يدعي أنه يعلم بنوايا المؤمن علي جمعة , فانه كمن يسمي نفسهالها آخر.

كل فتوى تحرم زيارة القدس الآن، وكل حكم يمنع مؤمناقطع أرجاء أرض الله الواسعة ليصلى في اولى القبلتين أو كنيسة القيامة، وكل تخوين اواتهام لزائر للقدس العربية خدمة لحكومة الاحتلال، ومساعدة له - مقصودة او غير ذلك- على اقتطاع «المقدس» من قلوب المؤمنين.