قبل اسبوع انهت حركة حماس اقليم غزة انتخاباتها علىمستوياتها المختلفة. تحديدا في 12 نيسان الجاري توجت حماس - غزة مجلس شورى من (77)عضوا, اختارت من بينهم (15) عضوا للمكتب السياسي، من بينهم : اسماعيل هنية، عماد العلمي،خليل الحية، نزار عوض الله، مروان عيسى، احمد الجعبري، اسماعيل الاشقر، عبدالفتاح دخان،محمود الزهار، يحيى السنوار، روحي مشتهى، واسامة المزيني.. وآخرين ما زال هناك تباينبين المصادر المختلفة بحسم هويتهم.

سيختار المكتب السياسي لاقليم غزة (6) اعضاء للمكتبالتنفيذي - المكتب السياسي العام، التقديرات تشير الى التالية اسماؤهم كاعضاء فيه:اسماعيل هنية، عماد العلمي، خليل الحية، نزار عوض الله، يحيى السنوار وروحي مشتهى.

وهناك شخصيات لم تتمكن من اجتياز الشورى للمكتب السياسيمنهم، فتحي حماد، غازي حمد، احمد يوسف.. وهناك تضارب في المعلومات حول موقع احمد بحروالسيد ابو مسامح.

الانتخابات في محافظات غزة شهدت صراعا قويا بين تيارين،الاول تيار هنية والثاني تيار عماد العلمي، ولم يكن للزهار اي موقع مؤثر بينهما، بلكان على هامش ما يجري من صراع. واكتسى الصراع بطابع لاجىء ومواطن. وقد حسم لصالح اللاجئينمن خلال تقدم اسماعيل هنية على العلمي بعدد محدود من الاصوات. الامر الذي حسم مكانةاسماعيل هنية كرئيس للمكتب السياسي في غزة، وضاعف من مكانته وقوته كقطب مؤثر في صناعةالقرار الحمساوي، وطوى صفحة المرافق للشيخ احمد ياسين.

كما ان انتصار ابو العبد على خصمه العلمي، لم تكن تداعياتهمقتصرة عند حدود العائد للقطاع مؤخرا، بل طالت كل الاقطاب السابقين وخاصة محمود الزهار،الذي كان، وما زال يعتبر نفسه الاولى بقيادة الحركة بعد موسى ابو مرزوق، وقبل رئيسالمكتب السياسي الحالي خالد مشعل.

الزهار واجه لحظة خطرة هددت وجوده في الشورى والسياسيفي اقليم غزة، لولا تدخل ابو مرزوق، الذي لجأ له الزهار لانقاذه من السقوط. لا سيماوان موسى ابو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هو حليف هنية والداعم لهفي الصراع مع تيار خالد مشعل. وصعود ابو خالد للمكتب السياسي، كان صعوداً مضطربا ومتهالكا.حتى يمكن القول، انه الآن ممسحة المكتب السياسي الجديد في غزة. وهو ما يحول دون منافستهلأحد في المكتب السياسي العام لفترة من الزمن حتى يستعيد عافيته، ويشبك مع تيار جديدلمواجهة خصومه.

انتخابات غزة فرضت اجراء انتخابات الخارج مع مطلع ايارمايو القادم دون اجرائها في اقليم الضفة، على ان يتم انتهاج سياسة التعيين فيها لاسبابذاتية لدى قيادة حماس. وكما اشير في مقالة سابقة بذات الزاوية، الصراع متواصل بين قطبيهنية ابو مرزوق من جهة وخالد مشعل من جهة اخرى. والنية تتجه لدى التيار الاول في حالتم الاتفاق على بقاء ابو الوليد رئيسا للمكتب السياسي تلبية لرغبة مكتب الارشاد الاعلىلحركة الاخوان المسلمين وقطر وتركيا، يبقى ولكن مكسر الجناحين, حيث من المفترض العملعلى اسقاط كل من عزت الرشق ومحمد نصر وسامي خاطر، حلفائه المعتمدين.

اللافت للنظر للمراقبين لتطور حركة حماس, ان صراع تياراتهاواقطابها لم يعد خافيا على احد. والصراع ليس على الانتماء او في العقيدة, الصراع يقومعلى النفوذ والسلطة مهما كانت هشة. اي ان الصراع ليس له بعد عقائدي في الاجتهاد والتأويل،بل في حجم الحصة من كعكة النفود داخل الحركة والامارة في غزة، التي بات اسماعيل هنيةالمقرر الاول فيها (الامارة او الانقلاب) وبالتالي المحاولات الحثيثة لقادة حركة حماسباخفاء تناقضاتهم وصراعاتهم فشلت. لأن اللحظة السياسية والتنظيمية تغيرت، ولم يعد بالامكانتغطية شمس التناقضات بغربال الوحدة، التي تآكلت وتهتكت بفعل السلطة والنفوذ والاستحواذعلى المال وتجارة الانفاق والعقارات والسلاح والمخدرات.