راهن الكثيرون على  فشل اردوغان في حصد اغلبية برلمانية في الانتخابات لكن الداهية  العثماني نجح مبددا كل الاوهام التي بناها خصومه،  فهو خلال خمسة اشهر من الدم والعنف الذي اجتاح تركيا منذ الانتخابات السابقة  اعاد  استنفار الاتراك من حوله بعد مثول الخطر الانفصالي الكردي مجددا وبعد  فقدان تركيا لاوراقها في سوريا فاعاد اردوغان  بناء حلف سني مع السعودية   في مواجهة التمدد الايراني  إثر تلاشي الوجود الفاعل في المنطقة لحليفه الرئيس وهي جماعة الاخوان المسلمين التي ثبت  انها  عديمة النفوذ في سوريا وليبيا وحتى في مصر واليمن، واعاد تحسين علاقاته مع اوروبا واميركا.

المنطقة الان تعيش حالة بندولية من التوازن الدقيق  بين القطبين وهما روسيا واميركا اللتان تتواجهان معا مع داعش في سوريا والعراق ، ولكنْ لكل منهما  هدف مغاير للآخر، فروسيا تريد موطئ قدم في المنطقة والحفاظ على بنية النظام السوري بينما تريد واشنطن الاطاحة بالنظام  وتوزيع سوريا الى  هبات عرقية ومذهبية ، فيما ان ايران وتركيا تلعبان تحت الراية الروسية  "إيران "والاميركية  "تركيا" وهكذا فإن تركيا الجديدة بعد الانتخابات لن تكون لاعبا رئيسا الا بقدر ما تسمح به واشنطن ، فالطموحات العثمانية  انتهت خاصة وان تركيا فقدت ورقتها الرابحة وهي الحلف  السري الصامت بينها وبين داعش، فهي الان في حرب مفتوحة مع داعش. اي ان هناك لاعبين اثنين هما روسيا واميركا ولكل منهما حليف اصغر ، لكن الملاحظ ان لا وجود للاعب او حليف اصغر عربي سواء لدى موسكو او واشنطن فالعرب أقزام او قل الدول العربية, مع ان اللعب على ملعب عربي  وقرابين المعمعان عربية ، فالعرب في محل الملعوب بهم لأنهم لا يتقنون اللعب، العرب يوك كما يقال بالتركية. شخصيا كنت احبذ فوز اردوغان مهما كان ومهما تآمر مع الاخوان، لأن تركيا كانت  مرشحة للفتن والتشظي مثلها مثل سوريا والعراق وفوزه ضمان لبقاء تركيا موحدة .