استقبل السيد الرئيس محمود عباس، اليوم الاثنين، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، البطريرك ثيوفلوس والوفد المرافق له.

وقدم البطريرك ثيوفلوس، التهاني للسيد الرئيس، بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة والسنة الميلادية الشرقية الجديدة.

وشكر بطريرك القدس، سيادته، على الجهود العظيمة التي تقوم بها دولة فلسطين وما تقدمه من دعم متواصل للحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصة للحفاظ على الوجود المسيحي في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية.

ووضع، سيادته، في صورة الأوضاع في المدينة المقدسة، وما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في القدس وسائر فلسطين، خاصة المسيحيين ورجال الدين والكنائس من اعتداءات جسدية وعمليات الترهيب المتواصلة ضد المسيحيين الذين يمارسون حقهم الطبيعي في العبادة، واستمرار الهجمات التي أدت إلى خراب في الأماكن المقدسة، وتدنيسها واعاقة المؤمنين من إداء صلواتهم.

وشدد البطريرك ثيوفلوس، على أن ما تقوم به الجماعات الصهيونية المتطرفة بحق المسيحيين هي جرائم مدروسة تهدف لطرد المسيحيين من القدس وأجزاء أخرى من الأراضي المقدسة.

وأوضح أن رؤساء الكنائس قد عقدوا العزم على القيام بحملة دولية تضع العالم المسيحي في صورة الانتهاكات التي ترتكب من قبل المتطرفين بحق المدينة المقدسة، خاصة الاعتداءات على العقارات الارثوذكسية المهددة بالاستيلاء عليها من قبل هذه الجماعات الصهيونية المتطرفة في ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل بمدينة القدس الذي يعتبر ممراً للحجاج إلى كنيسة القيامة والأديرة والكنائس المختلفة، إضافة إلى عمليات تشويه الهوية الحضارية والتاريخية لمنطقة باب الجديد.

واطلع بطريرك القدس، سيادته، على عدد من المشاريع التي يجري العمل على تنفيذها للمساهمة في تعزيز مكانة مواقع الحجيج التي تستقبل ملايين المسيحيين حول العالم، كمشروع ترميم دير مار الياس، وترميم مدرسة مار متري في البلدة القديمة في القدس وإطلاق مشروع" لنا القدس" الذي يضم 400 شقة سكنية، ومركز تسوق في بلدة بيت حنينا لتعزيز صمود أهلنا في القدس، ومشاريع في بيت جالًا وبيت ساحور، وفي مدينة بيت لحم بالتعاون مع اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، والتي تشمل مشاريع إسكان ومركزا ثقافيا على الأرض الممنوحة للجمعية الوطنية الارثوذكسية ببيت لحم.

واختتم البطريرك: "نحن في القدس يا سيادة الرئيس نستمد عزيمتنا منكم، ومن توجيهاتكم نكمل مسيرة البناء والصمود والعمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل يضمن حقوق المظلومين ويحافظ على الهوية الحقيقية لمدينة القدس".

من جانبه، رحب سيادة الرئيس، بغبطة البطريرك والوفد المرافق له، مقدمًا لهم التهاني بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة والسنة الميلادية الشرقية الجديدة، متمنيًا أن يكون العام الحالي عام السلام وتحقيق آمال شعبنا بالحرية والاستقلال.

وثمن سيادته، كل ما جاء في كلمة البطريرك خلال الاجتماع، وأيضًا البيانات التي صدرت عن غبطة البطريرك وبيانات رؤساء الكنائس التي صدرت مؤخراً.

وأكد السيد الرئيس، أن دولة فلسطين ستواصل دعمها لجميع أبناء شعبنا في القدس، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في ظل ما تتعرض له من اعتداءات من قبل إرهاب المستوطنين والجماعات المتطرفة.

وقال سيادته: "نحن نشارككم التأكيد على أهمية القيام بمزيد من المشاريع الحيوية التي تسهم بتثبيت الوجود المسيحي في القدس وسائر الأراضي المقدسة، ونثمن عاليا قيامكم بمثل هذه المشاريع، وحملتكم الدولية الرامية لفضح الانتهاكات بحق المؤمنين في الأراضي المقدسة".

وأضاف سيادته، من جانبنا سنواصل العمل من اجل دعم صمود أهلنا في القدس وباقي الأراضي المقدسة، وسنواصل القيام بالحملة الدولية التي أطلقناها من اجل هذا الهدف.

وأكد سيادته، أهمية مواصلة التنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة من خلال اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس.

وقدم السيد الرئيس، تحياته لجميع رؤساء الكنائس وجميع الكنائس في فلسطين، التي تشترك مع أبناء شعبنا الفلسطيني في الدفاع عن مقدساته الإسلامية والمسيحية في مواجهة الاحتلال والتطرف والعنصرية.

وحضر اللقاء، رئيس الجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس رمزي خوري، وقاضي قضاة فلسطين الشرعيين محمود الهباش، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي.