بدون تضحيات ودفع الثمن ، وبدون تطلع وأمل وإصرار يعكس الألم والوجع والمعاناة ويزيد عليهم ، لن يواصل الشعب العربي الفلسطيني طريقه ومسيرة نضاله بأشكال ووسائل متعددة مشروعة يقرها المجتمع الدولي ويقبل بها ويساندها ، بدون ذلك ، لن يستعيد الفلسطينييون حقوقهم الكاملة غير القابلة للتبديد أو التلاشي أو المساومة : 1- حقهم في المساواة في مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة ، و2- حقهم في الأستقلال في مناطق الضفة والقدس والقطاع ، و3- حق اللاجئين في العودة إلى المدن والقرى التي طردوا منها ، اإستعادة ممتلكاتهم فيها وعليها ، في اللد ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع ، تلك حقوق ووقائع وتطلعات لن يستقر الحال ولن يسكت مظلوم فلسطيني في مناطق 48 أو مناطق 67 أو لاجيء مطرود إلى خارج فلسطين ومبعد عنها ومنها ، بدون إقرار هذه الحقوق وإستعادتها كاملة غير منقوصة ، بدون  ذلك ، لن يستطيع الشعب الفلسطيني إستعادة حقوقه وإنتصار مشروعه الوطني الديمقراطي ، وبدون ذلك لن يعيش الفلسطينيون ولا الإسرائيليون بأمن وسلام وطمأنينة ، على الأرض الواحدة بعد أن فشل كلاهما في إنهاء الأخر ، لا الفلسطينيون فلحوا في رمي اليهود إلى البحر ، ولا الإسرائيليون نجحوا في طرد كل الفلسطينيين خارج وطنهم

ولذلك بدون تعرية المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي الصهيوني ، وكشفه وعزله وإدانته أمام المجتمع الدولي لن تتم هزيمته وإجتثاث مشروعه غير المشروع وغير العادل ،  والذي ما زال متفوقاً وقوياً على أرض فلسطين .
تضحيات الشهداء الرموز الأطفال الأبرياء محمد الدرة ، ومحمد أبو خضير ، وعلي الدوابشة ، وغيرهم المئات والألاف من الشهداء الأطفال الذين حرقوا وقتلوا وقضوا تحت الأنقاض والقصف ، ومن النساء والكهول والرجال ، هم شموع تضيء العتمة وتبدد الظلام وتهزم الأحتلال والإستعمار والعنصرية ، وتنصر المظلوم وتقويه وتدفعه لأن يواصل الطريق ويكسب المزيد من الأصدقاء ليس فقط من الأشقاء الملزمين بواجب الأنحياز والدعم من العرب والمسلمين والمسيحيين ، بل من معسكر الأخر ، من المعسكر الأوروبي الذي صنع المشروع الإحتلالي الإستعماري الصهيوني لفلسطين ، ومن الأميركيين الذين شكلوا غطاء ولا زالوا لمشاريع تل أبيب العدوانية ودعماً لبقاء تفوق الإحتلال وتقويته ، بل المطلوب كسب الأصدقاء لعدالة قضية الشعب الفلسطيني ومشروعية مطالبها حتى من اليهود الذين يشكلون المجال الحيوي لبرنامج المشروع الإستعماري الإسرائيلي وأداته لمواصلة الحرب والعدوان والإستعمار والعنصرية .
عائلة الدوابشة فقدت طفلها الرضيع ، وها هو رب العائلة سعد الدوابشة ، يقضي نحبه بعد صراع ضد أثار الحريق الذي أنهك جسده وقواه على أمل البقاء ، ينال الشهادة بعد أن فقد طفله الرضيع ، وها هي زوجته تُصارع أثار الحرق ما بين الحياة والموت ، لتعيش فاقدة زوجها وإبنها أو أن ترحل بعدهما ، لتسجل الأسرة أرقى التضحيات مثلها مثل بعض عائلات غزة الذين تم إبادتهم بالكامل تحت القصف الهمجي في “ حرب الجرف الصامد “ الإسرائيلة على قطاع غزة 2014 .
ملاحقة القتلة والمجرمين الإسرائيليين الصهاينة من المستوطنين والأجانب اليهود ، ضرورة سياسية وقانونية وأخلاقية ووطنية وقومية وإنسانية ، مثلهم مثل قادة النازيين الذين إرتكبوا المجازر والمحرقة في أوروبا ضد الشعوب الأوروبية بما فيهم اليهود خلال الحرب العالمية الثانية ، ومثلهم مثل قادة جنوب إفريقيا العنصرية التي طوى التاريخ مكانتهم ، في إحدى مزابله ، حيث لا مكان لهم إلا سوياً مع الأشرار والمجرمين والمطاردين العنصريين والقتلة ، تلك هي نهاية قادة المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي ، ومكانتهم خلال المحاكمة التاريخية على ما فعلوه بحق الشعب العربي الفلسطيني ولا زالوا .
الشهيد سعد الدرابشة يلحق بطفله الرضيع علي ، ليسجل تعاظم الجريمة ، وضرورة المحاكمة الجنائية الدولية للقتلة المجرمين من المستوطنين ، ومن حكومتهم وأحزابهم من المحرضين على إرتكاب الأفعال المشينة بحق الفلسطيني، وبحق الأنسانية جمعاء ، وهو فعل يستوجب من المحافل الدولية ومؤسسات حقوق الأنسان أن تنهض بواجباتها ، في ملاحقة المجرم ومحاكمته وتعريته ، ورد الأعتبار للعائلة الفلسطينية الثكلى ، لعلها تخفف من معاناتها حينما تجد المجرم خلف القضبان يقضي حياته محروماً من الحرية ومن أسرته ، بعد أن أفقد أسرة كاملة حقوقها الأنسانية في الحياة، وأقدم على حرقها بقرار ومنهجية إستعمارية صهيونية مسبقة