تتصاعد وتيرة الارهاب اليهودي في اراضي الدولة الفلسطينية المحتلة يوما بعد اخر و تأخذ شكلاً مخيفا من اشكال التعرض لحياة المواطنين الفلسطينيين واملاكهم وبيوتهم وحقولهم حتى اصبح هذا الارهاب ينذر بكثير من التداعيات واخذت الدوائر السياسية في اسرائيل يحسبوا حساب لهذا الغضب القادم , العام الماضي احرق الفتي محمد ابو خضير في جريمة اهتزت لها اركان الانسانية جمعاء , وبعدها احرق الارهابيين اليهود اكثر من 11 مسجدا وثلاث كنائس ومئات اشجار الزيتون , والاسبوع الماضي احرق المستوطنين عائلة دوابشة في قرية دوما , ومازال مسلسل الحرق يتصاعد ,فكل يوم توجد محاولات لإحراق بيوت ومزارع للفلسطينيين وكل يوم يعدم فلسطينيين من قبل الجيش الاسرائيلي وكل يوم تهدم الجرافات الاحتلالية بيوتا ومحال فلسطينية تجارية بالقدس , التصعيد الاجرامي الاحتلالي يأخذ شكلا اخر لان الحكومة الاسرائيلية تقدم الدعم المالي والقانوني  لكافة المنظمات الارهابية بل انها تغض الطرف عما يمارسه المستوطنين من اعمال انتقامية بحق الفلسطينيين   دون الاكتراث بانها تدفع الفلسطينيين الى الانفجار المؤكد .
لعل هناك اكثر من مائة سبب لينفجر الشارع الفلسطيني في وجه اسرائيل في كل مناطق اراضي الدولة الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة وحتى غزة , من هذه الاسباب  انغلاق الافق السلمي لحل الصراع وظهور معادلة التقاسم بين الحكومة الاسرائيلية والمستوطنين الارهابين للأدوار التي من خلالها يتطاولوا على كل ما هو فلسطيني ليس هذا فقط بل ان الفترة الاخيرة شهدت تطاولا على الاسلام الحنيف وشهدنا على الملاء  شتما وسبا للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في باحات الأقصى من قبل المستوطنين الذين يقتحموا المسجد تحت حماية الجيش والشرطة الاسرائيلية , وهناك الاحباط السياسي لدي الفلسطينيين من انغلاق كافة المسارات السياسية واهمال واشنطن رعاية عادية لمسار السلام  وامكانية ان تحل قضايا الصراع حلا عادلا  ويعش الفلسطينيين في دولة مستقلة كباقي شعوب الارض , لعل هذا الاحباط يكون سببا رئيسيا لحدوث الانفجار الذي نحذر من وقوعه اليوم لأنه سيدخل الجميع في دائرة دم واسعة , وحالة الاحباط السياسي هذه اخطر الحالات التي مر بها الشعب الفلسطيني  اليوم لأنها حالة غير مسبوقة و بالذات انها مصحوبة بتغير على الارض من قبل اسرائيل , الاستيطان يتسارع ويتغول واسرائيل تسابق الزمن للإجهاز على القدس الشرقية و توسيع الاستيطان فيها بقدر مساحتها اربع مرات , واسرائيل تسارع الزمن لقطع كافة خطوط الجغرافيا التي تساهم في تواصل الدولة الفلسطينية القادمة من جنين حتى الخليل ومن الخليل حتى رفح  ومن رام الله حتى الاغوار و حدود الدولة الفلسطينية الشرقية , ليس هذا فقط وانما تسعي لأحداث تواصل جغرافي عريض بين كافة المستوطنات بالضفة الغربية .
غزة ايضا لا يمكن ان تكون خارج معادلة الاستهداف الاسرائيلي بالرغم  من اعتقاد البعض خطأ انها محررة  , فقد حولتها اسرائيل الى سجن كبير يعيش فيه الناس بلا مستقبل ولا امل لأولادهم واحفادهم , فمن يعتقد ان الانفجار سيكون بالضفة فقط فانه مخطئ خطأ كبيراً لان العقيدة الوطنية للشعب في الضفة وغزة والقدس هي عقيدة واحدة والجميع على امتداد جغرافيا الدولة الفلسطينية يدرك ان اسرائيل تستهدف كل شيء   ويدرك ان العدو واحد برغم ما يحاول  به بعض اصحاب الاجندات الفصائلية من تصويرة لبعض من ابناء الفصائل الذين لا يسمعوا سوي صوت فصيلهم , عند الانفجار سيسمع الكل هذا الصوت ومن صمت اذانهم الكراهية والبغضاء الحزبية سيفهمون صوت هذا الانفجار ويدركوا ان الالتحاق به شرف وطني والبقاء في خندق المزاودة يعتبر شبهة خطيرة  , لعلنا اصبحنا نقدر ان الوقت اقترب ولن يطول استفراد اسرائيل بنا ولن يطول تعزيزها الانقسام الفلسطيني  وجنى ثمار هذا الانقسام , المعروف ان كل الدوائر الاستراتيجية بالدولة العبرية تطمئن المستوي السياسي بان بقاء الانقسام يعني استحالة تحقيق حلم الشعب الفلسطيني  في دولة ذات جغرافيا متواصلة  , لذا فان الحكومة الاسرائيلية تدرك ما يفعله الاستيطان والانقسام من عوائق امام هذه الدولة وهما عوامل هامة في احباط مبدأ حل الدولتين , فلو توقف الاستيطان وانتهي الانقسام اصبح الفلسطينيين اقرب من أي وقت مضي من اقامة دولتهم المستقلة  وهذا سيكون اهم اهداف الانفجار القادم .
لم تترك اسرائيل امام الفلسطينيين أي مسافة للانتظار حتى يأتي المجتمع الدولي بعدلته الى الصراع ويتحمل مسؤولية تجاهل العدالة الدولية في حل الصراع وقضاياه , لم تترك اسرائيل للفلسطينيين أي مساحة من مساحات الامل في مستقبل سياسي حقيقي بعيدا عن الوصاية الاسرائيلية , بل تأكد الفلسطينيين اليوم ان تصديهم لكل مشاريع اسرائيل الاستيطانية هو الشكل الذي يحقق حماية لما تبقي للفلسطينيين من مساحات الامل المهدد بالانسحاق تحت اقدام المستوطنين الارهابين , وتأكد الفلسطينيين ان استراتيجية المستوي السياسي الفلسطيني   المتمثلة في مواجهة اسرائيل سياسيا في المحافل الدولية وحدها لن تحقق شيء بل لابد من الانتفاض في وجه المحتل ومستوطنيه ومتطرفيه وكل عناصر الارهاب اليهودي الذي   ما تغول وتطرف ونال من الابرياء المدنيين الا بسبب اتكال الجمهور الفلسطيني  على المستوي السياسي الفلسطيني  و الانتفاض في وجه المحتل سيكون القاعدة الاساسية لانتهاء الانقسام و تراجع طرفي الانقسام عن ما هم فيه امام ارادة الشعب الفلسطيني  التي ستشكل حاضنة لكل اشكال المقاومة الشعبية واعمال الانتفاضة و كافة اشكال الدفاع عن النفس .