يوم الخميس الماضي في الثانية عشرة ظهرا قص الاخوة الطيب عبد الرحيم، امين عام الرئاسة، ونمر حماد، المستشار السياسي للرئيس ابو مازن، رئيس مجلس إدارة الحياة الجديدة، والدكتور حسين الاعرج، رئيس ديوان الرئاسة، عضو مجلس ادارة الجريدة شريط مبنى الصحيفة الوطنية الصاعدة «الحياة الجديدة»، الذي جرى إعادة تأهيله وتطويره بما يليق ومكانتها الاعلامية، ومستقبلها الواعد.
جرى الاحتفال بحضور ثلاثة قادوا سفينة الصحيفة الرسمية لمنظمة التحرير على مدارعقدين من الزمن، الاخوة نبيل عمرو، المؤسس، وحافظ البرغوثي رئيس التحرير السابق، والشاعر محمود ابو الهيجاء، رئيس التحرير الحالي، وكل من موقع تجربته وحميته ومهنيته، حاول او ما زال يحاول النهوض بالجريدة الواعدة. كما شارك باعادة الافتتاح سعادة سفير المملكة المغربية، محمد الحمزاوي ونخبة من السياسيين والاعلاميين والمثقفين، بالاضافة لطاقم الجريدة المعطاء: اعضاء هيئة التحرير، ورؤساء الاقسام ومرؤوسيهم، والمراسلين والادارة بطواقمها المختلفة.
يبقى الحديث عن إعادة الافتتاح لمبنى الجريدة ناقصا، إن لم يعط المرء، الاخ ماجد الريماوي، مدير عام الجريدة حقه في الانجاز الجديد، الذي واصل الجهود الحثيثة مع فرق العمل المختلفة بصبر وأناة ومثابرة لاخراج المبنى كما هو عليه الآن، فجاء أشبه بلوحة فنية، تحكي قصة نشوء وتطور الصحيفة على مدار العقدين الماضيين. كما ان مهندسة الديكور، كرمل عبد الرحيم ملوح، لعبت دورا مهما بابداعها المتميز في إضفاء البصمات الفنية الراقية على المبنى.
إعادة الافتتاح لمبنى الجريدة، يفتح الباب للحديث عن المضمون، بعد التأكيد على اهمية الجانب الشكلي في الجريدة. حيث لا قيمة لأي مبنى او مكتب دون ابداع الطاقم الاعلامي في النهوض بمكانتها وترسيخ وتعزيز رصيدها المهني على المستويات كافة، الوطني والقومي والاممي، من خلال العمل على: اولا المصداقية والأمانة في نقل الخبر؛ ثانيا تسليط الضوء في التحقيقات والريبورتاجات على هموم وقضايا المواطن؛ ثالثا ملاحقة الفساد والمفسدين في المؤسسات الوطنية الرسمية والاهلية؛ رابعا توسيع المجال لكتاب الاعمدة لاستشراف المستقبل، ووضع رؤاهم بغض النظر عن توافقها او اختلافها مع الموقف الرسمي، كي يفتحوا أفقاً لصانع القرار في تلمس طريقه إلى اهدافه، اهداف الشعب؛ خامسا الجريدة، هي منبرا للكل الوطني لهذا ينبغي ان تفتح صفحاتها للرأي والرأي الآخر، بحيث تشكل مركز إشعاع للحوار السياسي والفكري والثقافي؛ سادسا المثابرة الدؤوبة في ملاحقة مخططات ومشاريع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية الاستيطانية والعنصرية، وفضحها؛ سابعا تركيز المتابعة على قضايا ابناء الشعب العربي الفلسطيني في داخل الخط الاخضر والشتات على حد سواء ... إلخ
كي تنهض الصحيفة بدورها على نحو فعال باستمرار تملي الضرورة على مجلس الادارة وهيئة التحرير واداراتها، إجراء تقييم دوري لمستوى اداء طواقهما في الاقسام والادارات المختلفة، المهنية والفنية والادارية بما في ذلك التوزيع والمطبعة (الورق والحبر والنظافة) وتسليط الضوء على الاخطاء والنواقص والثغرات دون مجاملة. وعلى ادارة التحرير إعادة توزيع الصفحات بشكل جديد، والعمل على إغناء الجريدة بابواب واقسام جديدة او تطوير الاقسام القائمة بما يتوافق وطموحات هيئة التحرير، وإدخال الصحيفة عجلة التطور التقني ارتباطا بثورة الاتصالات والمعلومات المعولمة، ليس فقط لجهة إنشاء الجريدة الالكترونية، وانما لتشمل كل ملمح من ملامح الثورة للارتقاء بها بشكل دوري ودائم، ولتشكل رافعة للمنابر الاعلامية المختلفة في الساحة الوطنية.
رغم الاشارة لموضوع التوزيع سريعا، غير ان هذا الموضوع يحتاج الى ثورة حقيقية، ولا يجوز مواصلة العمل بالطريقة القائمة، على اهمية الجهود المبذولة على هذا الصعيد، بل يحتاج هذا القسم إلى السعي لتوصيل الجريدة لكل بيت إن امكن، وخلق صلة مع كل مواطن حتى في القرى والخرب والمناطق المهمشة، وهذه مسؤولية فريق التوزيع لايجاد الخطط الكفيلة بذلك، لذا لا بد من تغيير الآليات، وعدم الركون لواقع الحال السائد.
مبروك لكل طاقم جريدة الحياة الجديدة المبنى المتجدد، غير ان المبروك الكبيرة للجميع ستكون مع إحداث القفزة النوعية في مهنية الزملاء، وفي إخراجها بحلة عصرية، وفي جرأتها وحيويتها في معالجة ومواجهة قضايا الشعب والوطن بكفاءة واقتدار ..
تجديد الاحتفاء بالافتتاح: بقلم عمر حلمي الغول
09-05-2015
مشاهدة: 596
عمر حلمي الغول
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها