القذافي دعا يهود ليبيا إلى العودة.. وصدام حسين دعا يهود العراق إلى العودة.. والمغرب ظل لا يمانع في إقامة اليهود وعودتهم.. ومصر لم تطرد اليهود قط بل تم طردهم إجبارياً ضمن مخطط بريطاني أميركي إسرائيلي لتهجيرهم إلى فلسطين، حيث مارست أجهزة مخابرات غربية والوكالة اليهودية إرهاباً سرياً بتفجير معابد ومتاجر لليهود لإجبارهم على الهجرة. وقد بلورت إسرائيل مؤخراً قضية سمتها أملاك المهاجرين اليهود من الدول العربية واعتبرت أن اليهود طردوا قسراً من البلاد العربية تاركين عقاراتهم وممتلكاتهم وصارت تطالب بتعويضات عنها ربما تفوق التعويضات اليهودية من المانيا النازية. وربطت حل قضيتهم بقضية اللاجئين الفلسطينيين.
لم يحدث أن تم طرد اليهود من أي بلد عربي، فالمخطط الذي تم تنفيذه في العراق لإرهاب اليهود من قبل منظمات إرهابية صهيونية تكرر في المغرب وليبيا ومصر واليمن أيضاً.. ويتكرر بطريقة ما في فرنسا منذ سنوات بهدف نشر الرعب لدى الجالية اليهودية لتهجيرها بعد أن نضب مخزون الهجرة اليهودية من الغرب. وما أثار هذه القضية مجدداً هو دعوة عصام العريان الرجل القوي في جماعة الاخوان في مصر لليهود المصريين للعودة واستعادة ممتلكاتهم في سياق قوله ان إسرائيل دولة زائلة خلال عشر سنوات وان على اليهود مغادرتها للنجاة، وقد لعب الاخوان في مصر دوراً غير وطني بأمر من المخابرات البريطانية قبل ثورة يوليو حيث دبروا تفجيرات ضد ممتلكات يهودية لتهجير اليهود، ولما قامت ثورة يوليو لم تهجر أي يهودي بل هاجر اليهود بعد العدوان الثلاثي وباعوا ممتلكاتهم ولم يتركوا شيئاً يستحق التعويض، فعبد الناصر لم يقم بأي دور لتهجيرهم كما يدعي الاخوان بل قامت إسرائيل بذلك في القضية المسماة قضية لافون وهي شبكة إرهابية يهودية عملت بأمر من وزير الدفاع الإسرائيلي لافون لضرب المصالح البريطانية والأميركية لخلق توتر بين الثورة المصرية ودول الغرب ولمنع بريطانيا من الجلاء عن مصر وعدم تزويد الغرب لها بالسلاح. فالعامل الأساس في تهجير يهود البلاد العربية هو الزحف الألماني في أفريقيا.. ثم تواطؤ بعض الأنظمة في العراق مثلاً لتسهيل الهجرة، وأنشطة المخابرات والوكالة اليهودية في مجال إرهاب اليهود لتهجيرهم من المغرب وتونس وليبيا واليمن. ورغم أن إسرائيل اختلقت قضية المهاجرين اليهود وأملاكهم حالياً كرد على قضية العودة الفلسطينية، فإن أحداً منا لم يحاول توثيق الشهادات والوثائق والأحداث والمؤامرات التي صاحبت تهجير اليهود من البلاد العربية وكأن الأمر لا يعنينا بل هو أكثر ما يعنينا للرد على الادعاءات الإسرائيلية. فالفلسطيني اللاجئ كان ضحية، واليهودي المهاجر كان ضحية أيضاً.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها