ستةٌ وسبعون عامًا مضت، كانت مليئة بالتحديات والمآسي والأمل المتجدد، هي سنوات شهدت فيها فلسطين وأبناؤها دروبًا وعرة، ومعارك متعددة الأبعاد، لكنها ظلّت شاهدة على إرادة شعب لا تنكسر.
إرادة تجمع بين الإيمان العميق بالإنسانية، والتمسك بالقيم السامية التي تجعل العدالة والمساواة حقًا غير قابل للتجزئة.

- العدالة أساس السلام

العدالة الحقيقية لا تعني فقط إنهاء الاحتلال الذي يعد جوهر معاناة الشعب الفلسطيني، بل تتجسد أيضًا في استعادة الحقوق المسلوبة، هذا المفهوم العميق للعدالة يبدأ بالاعتراف بمعاناة الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم كبقية شعوب العالم.
فلا يمكن أن تكون هناك مساواة إذا ما ظلّت فلسطين تعاني من التمييز الممنهج والعنصرية التي تقوض أبسط حقوق الإنسان.
من هنا، تُعد العدالة حجر الأساس لإقامة سلام دائم وشامل، هي العدالة التي تعترف بحق الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة في وطنه دون تهديد مستمر بتهجير أو مصادرة أرض أو حصار اقتصادي. إنها العدالة التي تسترد حقوق اللاجئين المهجرين قسرًا، وتُعيد لهم إمكانية العودة إلى ديارهم التي سُلبت منهم على مرأى من العالم.

- المساواة: ضمان كرامة الإنسان: المساواة ليست مجرد شعار يُرفع، بل هي التزام يومي يترجم إلى قوانين وسياسات تضمن للفلسطيني حقوقه الكاملة كإنسان. إنها المساواة التي تنهي التمييز في الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتتيح له فرصة العمل والتعليم والحياة الكريمة.
على المستوى الدولي، يجب أن تكون المساواة المبدأ الذي يُعامل به الفلسطيني في المحافل العالمية، بحيث يتم احترام حقوقه كما تُحترم حقوق بقية الشعوب، إنهاء الازدواجية في المعايير الدولية، وفرض عقوبات عادلة على منتهكي حقوق الإنسان الفلسطيني، هما خطوات أساسية لتحقيق هذا الهدف.

- التزام أخلاقي وإنساني: إن النضال الفلسطيني يتسم بطابع أخلاقي وإنساني فريد، فهو ليس فقط نضالاً من أجل الأرض، بل أيضًا نضال من أجل الحفاظ على القيم السامية التي تعترف بحق الجميع في حياة كريمة، يتجلى هذا الالتزام الأخلاقي في تمسك الشعب الفلسطيني بمبادئ الحرية والعدالة رغم كل المحاولات لطمس هويته وحقوقه.
الفلسطينيون صامدون رغم الاحتلال والقهر، لأنهم يحملون رسالة إنسانية عميقة، وهي أن الحرية والكرامة لا تُمنحان بل تنتزعان، وأن الشعوب التي تؤمن بقضيتها لا تُهزم مهما طال الزمن.

- حقوق الإنسان الفلسطيني غير القابلة للتجزئة: حقوق الإنسان الفلسطيني ليست امتيازًا، بل هي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان العالمية،  حق الفلسطيني في الحياة، والتنقل، وحرية الرأي، والتعبير، والتعليم، والعمل، والعيش بكرامة هي حقوق أساسية لا يمكن فصلها عن المبادئ العالمية لحقوق الإنسان.
إن تجزئة هذه الحقوق أو التهاون في تطبيقها يعكس انحرافًا خطيرًا عن المبادئ الأخلاقية والإنسانية. لذلك، فإن الالتزام بحقوق الفلسطيني هو التزام بإنسانية الإنسان عمومًا، وبقيم الحرية والمساواة التي تشكل أساس المجتمعات العادلة.

ختامًا، رغم العقود السبعة ونيف من المعاناة، يستمر الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، متسلحًا بعزيمته وإيمانه بقضيته العادلة. هذا الإصرار ليس فقط رسالة إلى العالم، بل هو دعوة للضمير الإنساني للوقوف بجانب الحق والعدالة.
الحرية لفلسطين ليست مجرد حلم، بل هي حق يتجسد في إرادة شعب يأبى الانكسار، العدالة والمساواة ليستا خيارًا، بل هما ضرورة لإنهاء مأساة مستمرة، وتحقيق حياة كريمة للشعب الفلسطيني، ليعيش بحرية واحترام في وطنه بدولة مستقلة  وديمقراطية وعاصمتها القدس، كما يستحق كل إنسان على هذه الأرض في أن يتمتع بالحرية ويعيش حياة كريمة وعادلة ومتساوية.