استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر في حلقة خاصة عبر قناة فلسطيننا، الكاتب والمحلل السياسي د. فادي أبو بكر، للحديث حول المخاطر والأطماع الإسرائيلية في الضفة الغربية وخطورة المرحلة المقبلة في تاريخ قضيتنا.
بدايةً أكَّد أبو بكر أنَّ مصادقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على جملة من الإجراءات التي وصفها بالدفاع والهجومية في الضفة الغربية، تؤكد من جديد أنَّ اليمين المتطرف هو من يسيطر على مسارات الحكم في إسرائيل، ويوجه السياسات الإسرائيلية، وأنها رسالة للمجتمع الدولي من قبل إسرائيل بأنها في حالة الدفاع عن النفس، بالإضافة إلى إظهار الشعب الفلسطيني بصورة موازية للجيش الإسرائيلي، مشدداً على أنَّ نتنياهو يستغل الإجراءات الدفاعية لمزيد من التصعيد بالاستيطان الرعوي في الضفة الغربية، واقتحامات المسجد الأقصى، المدن، المخيمات، وسياسات تطهير العرقي، وكل ذاك يصب في تعزيز سياسية الضم للضفة الغربية.
وأضاف، أنَّ إجراءات الضم تجري على قدم وساق سواء بتشييد أبراج اتصالات خليوية لشركات إسرائيلية، بالإضافة إلى تضييق الخناق بالضغط على السلطة الفلسطينية من خلال الحصار الاقتصادي لتقويّد مقومات الصمود الفلسطيني، ودفع شعبنا نحو الهجرة طوعية.
وأكَّد، أنَّ خروج أبناء شعبنا في إنطلاقة حركة "فتح" لتجديد البيعة وتمسكه باستقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وبتعزيز الوحدة الميدانية والمجتمعية، مشدداً على أنَّ الشعب الفلسطيني مر وما زال بتجارب وعذابات ومعاناة منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، وسيمر من هذه المرحلة التي تعد الأصعب بتاريخ القضية الفلسطينية.
مؤكداً، أنَّ الوحدة الوطنية هي ضمانة صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات القادمة وبناء موقف وطني فلسطيني قادر على مجابهة كل السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية مرة واحدة، لذلك يجب اليوم العمل على استراتيجية شاملة تجمع بين الوحدة الوطنية والتصعيد الديبلوماسي، القانوني، ودعم المقاومة الشعبية في السلمية بكافة أشكالها سواء في الميدان أو في الساحة الرقمية، والثقافية، وكل ذلك يعتمد على الإرادة السياسية الفلسطينية وتفاعل المجتمع الدولي مع هذه الجهود، وتفاعل شعوب العالم مع القضية الفلسطينية لتحقيق ضغط حقيقي على الولايات المتحدة أولاً، ومن ثم الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع قائلاً: "إنَّ اليوم المنطق الوطني السليم يتطلب من حركة حماس الانخراط وبجدية في جهود الوحدة الوطنية، والعودة لمصلحة الشعب الفلسطيني، وتنطوي جميع الفصائل تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية لكي يكون لدينا موقف وطني موحد، ولتقوية موقفنا التفاوضي".
ووفقاً لتعبيره، أوضح أنّ حل الدولتين ليس ضمن أجندة ترامب القادمة، وأن الضفة الغربية لن تكون بمأمن، مشدداً أنَّ خطة ترامب لن تتحقق في حال عمل المجتمع الدولي على استراتيجية ضغط فعالة على الولايات المتحدة ولا سيما على إدارة ترامب لفرض إحياء مسار سياسي يضمن حقوق الفلسطينيين وفق القانون الدولي والشرعية الدولية التي ما زالت تحترم حل الدولتين وتفرض هذا الحل كرؤية نهائية لصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتابع، أنَّ محاولة اختطاف مخيم جنين ما يحمله من رمزية في قلوب الفلسطينيين وأحرار العالم، تأتي بالتزامن مع الحملات التي تستهدف الأونروا والسلطة الفلسطينية، لإعطاء مزيد من الذرائع لإسرائيل لارتكابها سياسة التطهير العرقي وتمرير كل مشاريع ضم الضفة الغربية، وأيضاً إعطاء مبرر للولايات المتحدة للاستمرار في تقديم المزيد من الدعم لإسرائيل.
وختم الحوار قائلاً: "نحن اليوم أمام مشروع أميركي جديد، تتجه ولاية ترامب الثانية لشن حملة قمع جديدة ضد مناهضي الاستعمار والعنصرية في شكل استراتيجية لـ"مكافحة معاداة السامية" بعنوان "مشروع إستر"، الذي يعمل على تعزيز هذا المفهوم وتوظيفه في الساحة الدولية في خطوة أولى لتقييد أي نشاط ضد السياسة الأميركية العامة داخلياً وخارجيًا، والذي يحمل في طياته برامج ومخططات هدفها الأساس تدمير حركة التضامن الدولية مع القضية الفلسطينية، وبالتالي سنشهد ضغوط على الصعيد الدولي، وهذا يتطلب مسارات نضالية مستجدة على الساحة الدولية لمواجهة هذا المشروع وخطورته".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها