حسم اخيرا الرئيس باراك اوباما خياره بترشيح تشاك هاغل لخلافة بانيتا في وزارة الدفاع، رغم كل الاعتراضات ، التي شنها انصار دولة التطهير العرقي الاسرائيلية وانصارها من الايباك واليمين الجمهوري ضده.
المرشح لتولي وزارة الدفاع الاميركية، سيناتور جمهوري سابق، وحاصل على العديد من الاوسمة اثناء عمله في القوات الاميركية في فيتنام، وله مواقف متوافقة مع الرئيس اوباما بشأن رفض الحرب ضد ايران والعراق، وايضا بشأن تخفيض موازنة البنتاغون، وله مواقف غير ايجابية من سياسات إسرائيل، فضلا عن انه وقف الى جانب اوباما اثناء حملته الانتخابية الاولى في 2008.
الاتيان بهاغل ليس بعيدا عن توجيه صفعة لبينامين نتنياهو، الذي ناصر ميت روميني، المرشح الجمهوري المنافس لاوباما في الانتخابات الاخيرة. وان لم يشر الرئيس الاميركي لذلك صراحة. وللالتفاف على هذه النقطة، اكد اوباما في تقديم مرشحه، بانه داعم ومؤيد لاصدقاء الولايات المتحدة. كما ان هاغل اعلن في مقابلة صحفية، انه ليس ضد إسرائيل، بل هو حريص عليها، ويقف الى جانبها وجمايتها من الاعداء المحيطين بها.
غير ان الحملة الاسرائيلية وانصارها في الولايات المتحدة لم تتوقف ضد المرشح لوزارة الدفاع. لاعتبارهم وجوده في هذا المركز الرفيع سيؤثر على العلاقات الاميركية – الاسرائيلية بمعايير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، اي دون مبالغة في قراءة الاثار المترتبة على ذلك. ولن تتوقف الحملة بهدف ابتزازه قبل ان يمرر الكونغرس المصادقة على ترشيحه. وحتى بعد تعيينه، لاسيما وان كل المؤشرات تشير الى تبوأه المنصب.
كما ان الجماعات المؤيدة لاسرائيل في الحزب الجمهوري والايباك، يراهنون على لجم اية نزعات سلبية عند هاغل من خلال وجود انصارهم المنتشرين في البنتاغون. والذين باستطاعتهم كف يد الوزير الجديد من اتخاذ اية قرارات لا تخدم دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية.
مع ان المراقب لسياسة ادارة اوباما يلحظ، انها كانت الاكثر دعما لدولة إسرائيل، كان آخرها اول امس عندما اعلنت الادارة الاميركية تقديم دعم مالي بقيمة (450) مليون دولار، كما انها اعلنت موقفا معارضا للتعامل مع التوجهات الفلسطينية بتغيير جوازات السفر، التي ستحمل ترويسة دولة فلسطين، وكانت قبل ايام خلت استخدمت حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني العربي والاممي ، الداعي لادانة الاستيطان الاستعماري في اراضي دولة فلسطين المحتلة، وتضغط على القيادة الفلسطينية للعودة للمفاوضات العبثية دون إلزام حكومة اقصى اليمين الصهيونية بمرجعيات التسوية السياسية وفي طليعتها وقف البناء في المستعمرات .
تشاك هاغل لن يكون معاديا لاسرائيل، وادارة اوباما الثانية ستبقى نصيرا قويا ومتواطئة مع دولة الارهاب الاسرائيلية المنطم، لان دورها كنقطة ارتكاز استراتيجية في المنطقة، تتجاوز حدود الحسابات الشخصية عند اوباما وهاغل. قد تضبط ايقاع السياسات الاسرائيلية، لكنها لن ترغمها على ما لا تريده، إلآ في الوقت الذي لا تعود فيه ذات شأن بالنسبة للمصالح الحيوية الاميركية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها