اذا ذهبنا إلى تعزيز خطوة انهاء الانقسام والوحدة الوطنية بمصالحة حقيقية في ظل حكومة التوافق الوطني بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة فهذا يعني أننا اسقطنا هدف نتنياهو السياسي من عملية (الجرف الصامد) الحربية, فحكومة دولة الاحتلال وهي تحسب الهجوم كعملية انتقامية ردعية اثر خطف ومقتل ثلاثة مستوطنين في الخليل حسب الرواية الاسرائيلية حتى الآن !! وتسوق حربا باطلة المسوغات على شعبنا في غزة والضفة معا, فإنها تسعى لإعادة تكريس غزة كجزء منفصل عن الوطن (دولة فلسطين) كما فعلت منذ العام 2007 عندما استغلت الانقسام لشن حربين على القطاع في نهاية العام 2008 وبداية 2009 وكذلك في العام 2012 التي انتهت بهدنة بين حماس وإسرائيل برعاية الرئيس المصري ( الاخواني) محمد مرسي, لكن تأكيد الرئيس أبو مازن على وحدة الأرض والشعب, والمؤازرة التلقائية والطبيعية بين أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والقطاع, وصلابة الموقفين الرسمي والشعبي من جرائم المستوطنين الإرهابية وعمليات اغتيال المواطنين في الضفة، والاعلان عن «حق شعبنا في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة» كما صرح المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة لحظة انطلاق عمليات جيش الاحتلال الحربية بكل صنوف أسلحته على الجزء الأصيل من شعبنا في قطاع غزة, لم تكن بحسبان حكومة دولة الاحتلال التي أصابها الانقسام ( وانفلت ائتلافها ) منذ الساعة الأولى لتنفيذ قرار مجلسها الوزاري المصغر ( الكابينيت) بشن الحرب على غزة فقط, مع عمليات عسكرية محدودة في الضفة, فافيغدور ليبرمان رئيس حزب (اسرائيل بيتنا) كان يرغب بحرب على الضفة والقطاع تعدم والى الابد إمكانية تحقيق قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية كما اعترفت بها 140 دولة في العالم..فليبرمان يرى فرصة ذهبية لتوجيه الضربة القاضية للسلطة الوطنية وقيادة الشعب الفلسطيني في ظل ظروف دولية وعربية معقدة, حيث باتت دول الاقليم الكبرى والولايات المتحدة الاميركية ودول الاتحاد الأوروبي منشغلة بإحداث داخلية على أراضيها أو بدول مجاورة تهدد أمنها ومصالحها, كانشغال أوروبا والولايات المتحدة في أوكرانيا والعراق وليبيا كأولوية على الأحداث في العالم, نظرا لموارد تلك البلاد النفطية ومواقعها الاستراتيجية في الصراع مع الآخر، ناهيك عن انشغال مصر اكبر دولة عربية بمكافحة الارهاب, فيما عينا دول الخليج العربي يقظتان تخوفا من إيران النووية, ومصير سوريا, ومن شظايا انشطار العراق إلى دول طائفية !!.
ستحاول دولة الاحتلال (إسرائيل ) بما أمكنها استدراج ردود فعل فلسطينية مسلحة لتبرير عدوانها وتسويقه كحرب مع فصائل فلسطينية تمتلك قوات منظمة وأسلحة بعيدة المدى ! فتغطي بذلك على الخط البياني للانتصارات السياسية الفلسطينية في المحافل الدولية, ومؤشرات المقاومة الشعبية المتنامية افقيا التي تجلت اثر جريمة المستوطنين الإرهابية ( الحاخام ووولديه ) بإحراقهم الفتى محمد أبو خضير حتى الموت, فحكومة نتنياهو التي وجدت نفسها في مأزق، اثر تحولها الى جلاد ترعى إرهاب المستوطنين بعد تمثيلها دور الضحية اثر مقتل المستوطنين الثلاثة بعد ايام من اختفائهم أو إخفائهم, كان لابد من جر الفلسطينيين إلى العنف لاستعادة دور الضحية, فإسرائيل تختلق المبررات والذرائع بيسر وسهولة, لأن زرعت في الحالة الفلسطينية مايكفي من العدائية والإحباط من عملية السلام لتتلقى ردود فعل عنيفة على جرائم جنود جيشها وجيش مستوطنيها المتطرفين, وهذا ما يدعونا إلى ضرورة التيقظ والحذر وإدارة المعركة الحالية بحساب وبلاغة وتبصر لنضمن نصرا سياسيا على الأقل.وليفهم العالم أن غزة جزء من بيتنا الفلسطيني أيضا.