أجرت قناة "فلسطيننا" اتصالًا هاتفيًا مع الكاتب والمحلّل السياسي اللواء سمير عباهرة، ضمن تغطيتها المستمرة لأحداث العدوان الصهيوني وتداعياته في المنطقة؛ وخلال الحوار مع الإعلامية مريم سليمان، قدَّم عباهرة رؤيته حول أخر المستجدات والتطورات في ملف التسوية مع لبنان ومخططات الاحتلال لهذه المرحلة. 

بدايةً أكَّد عباهرة، أنَّ هناك موافقة مبدئيّة على مسودة المفاوضات بوقف إطلاق النار من قبل الساحة اللبنانية، ولكن هناك عقبات كثيرة على بعض البنود ومنها: حرية الحركة للاحتلال الإسرائيلي داخل لبنان، مراقبة الحدود السورية اللبنانية وهذا يمس بالسيادة اللبنانية، وتعيين مجلس الرقابة الدولي للمراقبة والتنفيذ القرار 1701، بالإضافة إلى أنَّ لبنان يعاني من فراغ دستوري وسياسي، وتيارات سياسية متعددة الأراء، كل هذه الأمور تعتبر مؤشرًا لوجد عقبات في المفاوضات.

وتابع عباهرة، أنَّ إسرائيل تعتقد كلما زادت العمليات العسكرية على لبنان، قد تدفع لبنان نحو الموافقة بأي ثمن، وهذا حسب التقديرات إسرائيلية الخاطئة،  لبنان لن يستسلم لا للضربات الصاروخيّة ولا للمواقف الإسرائيلية، لبنان معني بالحفاظ على سيادته، وأنّ يكون هناك اتفاق بين الطرفين. مؤشرًا إلى أنّ إسرائيل تحاول أنّ تملي شروطها وأن لا تترجع، وهذا مرفوض جملة ًوتفصيلًا.

وحول موضوع تسليم الجيش اللبناني الحدود في جنوب لبنان، علق عباهرة أنَّ وجود الجيش في الجنوب لبناني للحفاظ على السيادة والدفاع عن أرض لبنان، وحماية الأمن القومي اللبناني، إنما إسرائيل تعتقد أن بإمكانها تتجاوزه وتتخطاه، وتبعده إلى كيلومترات أخرى من أجل تحقيق أهدافها فهي تقع في أخطاء فادحة وفاشلة تعرّي مستوى تفكيرها الفاشي.

وحول ردود الفعل الإسرائيلية المعارضة لقرار الجنائية الدولية ومدى تعود إسرائيل على الإفلات من العقاب علق عباهرة، إنَّ المعارضة كانت من كل الأطياف السياسية الإسرائيلية، لم يكن القرار مفاجئًا كان متوقع من قبل الاحتلال، لكنه وضعه في ذات السياق أنَّ الكيان الاسرائيلي في حالة الدفاع عن النفس، واعتبر انَّ القرار كما اعتدنا قرار معادي للسامية، وهو معتاد أنّ يكون فوق القانون، ولا يحق لأحد محاسبته. مضيفاً: أنَّ الإدارة الأميركية القادمة لم تنتظر أنّ تتسلم مهامها لبدء العمل بدفاع عن إسرائيل فهي بدأت العمل مباشرةً، أولاً لمنع قرار المحكمة الجنائية، وثانيًا تعمل حاليًا للحد من تاثيره على كيان الاحتلال.

خاتمًا مؤكدًا أنَّ قرار الجنائية الدولية ضرب ما يسمى بشرعية إسرائيل على المسرح الدولي، وبالتالي زيادة عُزلة إسرائيل رسميًا، بالإضافة إلى عزلتها شعبيًا. وأضاف: أنَّ القرار منع نتنياهو وغالانت من أن تحط أقدامهم في مئة وأربعة وعشرين دولة موقعة على عهد روما،  وملتزمة بتطبيق ما يصدر عن المحكمة من قرارات ومذكرات اعتقال. بالإضافة إلى حرمان نتنياهو من الوقوف على منصة أهم تجمع دولي، وهو الأمم المتحدة باعتباره مطلوبًا لإحدى مؤسساتها.