أكَّد أستاذ الدراسات السياسية والأمنية الدكتور نظام صلاحات في مقابلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا مع الإعلامية مريم سليمان، أن التصعيد الصهيوني المستمر على لبنان،  وإسرائيل تحاول الآن الضغط العسكري من أجل تحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات.

وأشار د. نظام إلى أن التسوية في الأيام المقبلة ممكنة في لبنان، جراء المفاوضات، وإمكانية تعديل الشروط الإسرائيلية، وفقًا للتطورات في الميدان، وفي حال وجود إرادة حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي يتوقع أن نشهد اتفاقًا قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وحول قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت أكد د. نظام أن هذا القرار لن يغير من نهج نتنياهو السياسي والإجرامي، فالاحتلال يحاول من تسخيف القرار والالتفاف عليه، ولكن في الحقيقة هو ضربة دبلوماسية وأخلاقية لحكومة الاحتلال التي قدمت نفسها على أنها دوله ديمقراطية في محيط غير ديمقراطي، وتدعي أنها تلتزم بقوانين الحرب، فقرار المحكمة حرج إسرائيل مع حلفائها الأوروبين الذين سيواجهون مجتمعاتهم ومؤسساتهم الحقوقية إذ لم يلتزموا بقرار المحكمة.

وأشار د.نظام أنه لا يعتقد وصول حزب العمال في بريطانيا ومغادرة بايدن البيت، هما الضوء الأخضر لكريم خان لاصدار مذكرات الاعتقال، مرجحًا أن لا تكون الاعتبارات سياسية بل ضمنية داخل المحكمة عينها.

وفيما يتعلق بردة الفعل الإسرائيلية على قرار المحكمة واتهامها بمعدات السامية، علّق د. نظام أن مصطلح معادات السامية هو ما تقدمه إسرائيل كردة فعل دائمة في سياستها الخارجية وتجاه المجتمع الدولي، ولكن في الواقع القرار أثار هستيريا كبيرة داخل الكيان الإسرائيلي بطريقة غير مسبوقة.

أما عن الدور الأميركي، فأكد د. ناظم أنَّ تحريك الولايات المتحدة وظيفتها في المنطقة ضد قرار الجنائية، يعتمد على سلوك ترامب في السياسة الخارجية بشكل عام، وشدد أنَّ ترامب لن يكون بعيدًا عن تدمير منظومة القضاء الدولي، للتأثير على عمل المحكمة على كافة الصعد. كما سيطال تضييق الخناق الصهيوأميركي لشعبنا وذلك بإجراءات انتقامية بحقه وحق السلطة الوطنية، لكن إجراءات الاحتلال ضد شعبنا لن تثنيه عن مواصلة نضاله.

وتطرق د. نظام إلى الفرق بين إدارة بايدن، والإدارة المقبلة، مؤكدًا أن الإدارات الجمهورية مختلفة عن خط الديمقراطيين في التعاطي مع القضايا الدولية لا سيما في الشرق الأوسط، وأشار د. نظام أن الشرق الأوسط اليوم ليس كما الشرق الأوسط الذي تركه ترامب عندما غادر الحكم، وفي حال لم يتعامل ترامب بالمستجدات والمتغيرات بالواقعية سيضر بصالح الولايات المتحدة أكثر من أن يخدمها.

وفي الختام أكد د. نظام أن تعاطي إدارة ترامب، ستكون مختلفة عن إدارة بايدن في التعامل مع نتنياهو، ستتعلق بدينامية العلاقة، فإدارة بايدن اليوم بموقف ضعيف جدًا أمام دولة الاحتلال وأمام نتنياهو، والفرق سيكون أنَّ ترامب لم يقبل بهذه الدينامية سواء مع نتنياهو أو غيره، فهو يعبر عن العظمة الأميركية واسترداد دور الولايات المتحدة في كل مكان في العالم، ولن يستطيع نتنياهو ممارسة الابتزاز السياسي مع ترامب حتى وإن كانت إدارة الأخير وأركانها متفقين مع اليمين الصهيوني في طروحاته ونصرته هي من الثوابت، إلا أن الأولوية لمصلحة الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر في القرارات الاستراتيجية.