حوار: ولاء رشيد/ في ظل ما تمر به المنطقة العربية عمومًا والساحة اللبنانية على وجه الخصوص، كان من اللافت إجماع الفصائل الفلسطينية كافةً على مبادرة موحَّدة أُطلقت لحفظ أمن المخيمات وتعزيز العلاقة الفلسطينية اللبنانية. وفي غضون شهر جاءت المصالحة الوطنية الفلسطينية لتُضاف كانجاز بدأت بوادره الايجابية تنعكس على العلاقات الفلسطينية على الساحة اللبنانية. ولمناقشة هذه المواضيع والوقوف عند بعض تفاصيلها، كان لنا هذا اللقاء مع أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات.

تتزامن هذه الفترة مع عدد من المناسبات ذات الرمزية الوطنية العظيمة في وجدان الشعب الفلسطيني، فماذا يحضركم القول بهذه المناسبات؟

نستحضر ماضيًا نفخر به ونعتز بشهدائه خاصةً أن الفترة الماضية شهدت مناسبات لشهداء وقامات عظام كنائب القائد العام الشهيد أبو جهاد الوزير أول الرصاص وأول الحجر صاحب التضحيات الجسام، وحين أتحدث عن الشهيد الوزير لا استطيع إلا أن أتذكَّر الفترة الأخيرة التي ترافَقْنا معه فيها في أحداث هامة وكبيرة قبل الخروج من بيروت، وفي طرابلس ومناطق أخرى. واستذكر هدوءه وصلابته وقدرته دائمًا على الحوار والاستماع وتعزيز الوحدة الوطنية. ونستذكر كذلك من الشهداء الكمالَين، كمال ناصر وكمال عدوان، والنجار الذين استُشهدوا في هذه الفترة، والشهيدة دلال المغربي أيضًا، والكثير من الشهداء الذين مضوا من أجل فلسطين وعلى دربها وقياداتنا من اللجنة المركزية. إضافةً إلى ذلك، تتزامن المناسبات مع ذكرى حصار الشهيد أبو عمار في المقاطعة، وذكرى اعتقال الأسرى مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي، ويوم الحركة الأسيرة وشهدائها. وهذه الأيام هي أيام نتذكَّر من خلالها عظمة هؤلاء الشهداء الذين كان لهم الفضل في انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وصناعة الشخصية الفلسطينية الوطنية النضالية، وتعبيد طريق الحرية والاستقلال لشعب يريد الاستقلال والتحرُّر وللاجئين الذين يريدون العودة لوطنهم في دولتهم الفلسطينية المستقلة. وقد أحيينا هذه الأيام بفعاليات مهمة جدًا في كل المخيمات قامت بها حركة "فتح" و"م.ت.ف" والفصائل الفلسطينية.

ولكن كان من اللافت أن يوم الأرض شهد هذا العام مشاركة لبنانية حاشدة امتدَّت على مساحة لبنان من شماله لجنوبه في كل المراكز، والأندية، والمسارح -التي قدَّم اتحاد الفنانين فيها المسرح الفلسطيني الملتزم- وكذلك الأمر بالنسبة للفعاليات السياسية والمهرجانات المشتركة الفلسطينية اللبنانية، وهذه المشاركة هي خير دليل على أن القضية الفلسطينية ما زالت تحتفظ بنفس المكانة في وجدان وضمير الشعوب العربية والشعب اللبناني بشكل خاص.

أيضًا أود التنويه إلى أن المنتدى العربي الدولي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الذي يهدف لرفع الصوت من أجل الأسرى والمعتقلين وفضح السياسات والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، سيُعقد في الـ30 من الشهر الجاري، ونحن والفصائل الفلسطينية واتحاد المحامين العرب ولجنة التواصل والتضامن الدولي التي يرأسها الأخ معن بشور قائمون عليه، وقد أبدى الرئيس أبو مازن اهتمامًا بالغًا بهذا الموضوع، خاصةً أن المنتدى يمثّل تجمعًا عربيًا ودوليًا، إذ ستحضره، إلى جانب معالي وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، وفود من كل الدول العربية، وكذلك ماليزيا وفرنسا، وأيضًا أمريكا بشخص وزير العدل الاسبق رامزي كلارك وعدد من الشخصيات الحقوقية المهمة.

وُقّعت مؤخّرًا مبادرة فلسطينية موحَّدة بين الفصائل. إلامَ استندت هذه المبادرة؟ وكيف تتابعون تنفيذ بنودها مع الجانبين الفلسطيني واللبناني؟

بدايةً يجب أن أشير إلى أن المبادرة الفلسطينية الموحَّدة هي محطة من المحطات وليست برنامجًا سياسيًا أو بديلاً عن مذكرة، وقد شاركت في إعدادها كل الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية إلى جانب سفارة دولة فلسطين. وهي تستند إلى عنوانَين أساسيَين يمثّلان السياسة الفلسطينية المرسومة في لبنان، وهما حماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية، وتندرج تحت هذين العنوانين بنود المبادرة التي تتلخَّص بعدم التدخُّل في الشأن الداخلي اللبناني، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، ورفض كافة أشكال الفتنة، وحل مشكلة المطلوبين وجميع القضايا المشتركة بيننا وبين الدولة اللبنانية، إضافةً إلى البنود المتعلّقة بالتعاطي مع القضية الفلسطينية كقضية سياسية بامتياز وكقضية شعب موجود داخل مخيمات من حيثُ تحسين أوضاع الفلسطينيين الحياتية وفتح ملف الحقوق المدنية والإنسانية وتخفيف الإجراءات حول المخيمات، إلى جانب تشكيل قوة أمنية مشتركة داخل المخيمات لتعزيز الأمن داخلها، وغيرها.

وقد حظيت هذه المبادرة بترحيب وتجاوبٍ كبير من قِبل القيادة الفلسطينية وكذلك من قِبل الإخوة في الدولة اللبنانية الذين أكّدوا أن أمن المخيمات هو جزء غير منفصل عن أمن لبنان.

وبالنسبة لمسألة تنفيذ البنود، فجميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وافقت على المبادرة لدى الإعلان عنها وقراءة وإقرار بنودها، وبالتالي أصبح الإطار السياسي الفلسطيني الموحَّد المشكَّل من كافة الفصائل الفلسطينية مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن تطبيق بنودها. وهناك وثيقة أخرى تم توقيعها من قِبَل بعض القوى الإسلامية تؤكّد التزامها بتنفيذ هذه المبادرة. وكذلك الأمر بالنسبة للجانب اللبناني، فالإخوة في الدولة اللبنانية وافقوا على المبادرة، حيثُ أننا زرنا شخصيات وأحزاباً لبنانية وخصوصًا ضمن منطقة صيدا لكونها الأقرب والأكثر تماسًا مع عين الحلوة، كسعادة النائب بهية الحريري، والدكتور أسامة سعد ورئيس البلدية محمد السعودي، ورئيس البلدية السابق عبد الرحمن البزري، والجماعة الإسلامية ومعظم القوى والأحزاب في صيدا، والتقينا القيادات الأمنية اللبنانية، حيثُ عقدنا لقاءين مع مدير عام الأمن العام سيادة اللواء عباس إبراهيم، وطرحنا عليه كافة قضايا المبادرة واستمعنا لوجهة نظره.كما سلَّمنا نسخًا عن المبادرة لرئيس الحكومة وللأحزاب والقوى في بيروت، ونحن بصدد متابعة تحسين المبادرة وتطبيقها خلال الأيام القادمة من خلال لقاءات سوف تُعقَد وتُستكمَل مع كل الجهات اللبنانية المعنية، ومن خلال لجنة من الفصائل الفلسطينية التي ستزور المخيمات لشرح موضوع المبادرة وعملية تحسينها فلسطينيًا واحتضانها لبنانيًا، علمًا أن هناك لقاءات ستعقد في غضون هذه الأيام القليلة مع رئيس لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني الجديد الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة، ومع الفصائل الفلسطينية، وذلك لبحث عدة مواضيع أبرزها تفعيل لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني، لتتمكّن اللجنة كهيئة وإطار من تفعيل واحتضان المبادرة، وحل المشاكل القائمة بما يخدم المصلحة الفلسطينية الوطنية.

بُعيد توقيع المبادرة وقعت أحداث أمنية في مخيمَي المية ومية وعين الحلوة. كيف تفسّرون ذلك؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتموها لتدارك تداعيات هذه الأحداث ومحاسبة المتورطين فيها؟

أي اتفاق أو انجاز لا بدَّ أن يتعرَّض لانتكاسات، ونحن بالطبع نستنكر وندين أي عملية اغتيال أو إخلال بالأمن. وفيما يتعلَّق بأحداث المية ومية وعين الحلوة، فقد أصدرنا بيانات باسم حركة "فتح" وباسم "م.ت.ف" وباسم الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية استنكرنا فيها ما جرى، وشكلنا لجنتين للتحقيق؛ الأولى خاصة بأحداث المية ومية وهي برئاسة أمين سر منطقة صيدا الأخ ماهر شبايطة، والثانية خاصة بعين الحلوة برئاسة الأخ أبو توفيق، وهذه اللجنة مشكّلة من جميع الفصائل الفلسطينية. وأنا لا أريد استباق نتائج التحقيقات لأن اللجان هي المسؤولة والمعنية بتقديم تقاريرها للهيئات القيادية الفلسطينية لأخذ الإجراء المقتضى لمثل هذه الأحداث، ولكني آمل أن تنتهي التحقيقات خلال فترة قريبة.

كذلك عقدنا عدة لقاءات في المية ومية وعين الحلوة، وكان هناك إجماع من كافة الفصائل الفلسطينية على ضرورة حماية المخيم والحيلولة دون استمرار أو تكرار هذه الأحداث التي قد تؤدي لتدهور الوضع الأمني داخل المخيمات، وللإضرار بالأمن والاستقرار في لبنان، وبالتالي ضرب جميع البنود التي قامت عليها المبادرة. ولا شكَّ أننا نتألَّم عندما تقَع مثل هذه الأحداث، ولكننا نسعى بالإرادة والعمل الدؤوب المشترك للنأي والتخفيف من حجم هذه التداعيات ولتحصين مخيماتنا رغم كل الظروف والعوامل المتفجرة المحيطة، ولمنع انتقال الأحداث والصراعات من خارج المخيم لداخله، ونحن نبذُل جهدًا 100%، ولكن لنكون موضوعيين، فالنتائج لا تكون مثمرةً دائمًا 100%، خاصةً وسط ما يُحدق بنا من واقع صعب وأزمات واستحقاقات كبيرة، وفوقها حجم الاختراقات التي نتعرَّض لها والعمليات الهادفة لاستدراج البعض منا، كشعب فلسطيني، إلى منزلقات لا تخدمنا. ولذلك فمهمتنا ليست سهلة، غير أننا نجحنا سابقًا في تطويق أية انعكاسات سلبية على المخيمات، وإن شاء الله بجهود الفصائل الفلسطينية مجتمعة وبالتعاون وبالتكامل مع الدولة والأحزاب اللبنانية، سنتمكن مجددًا من وأد الفتنة التي تطل برأسها أحيانًا من داخل المخيم وأحيانًا من خارجه، لأن هذه المهمة هي مسؤولية فلسطينية لبنانية مشتركة.

مؤخّرًا كانت هناك عدة لقاءات جمعت بين حركة "فتح" وحماس في لبنان،كان آخرها اللقاء الذي عُقِد في سفارة دولة فلسطين منذُ بضعة أيام، فهل يمكن القول أن الأجواء الايجابية لتوقيع المصالحة في غزة بدأت تنسحب على الفصائل الفلسطينية في لبنان؟

 بالفعل زارنا ممثّل حركة حماس في لبنان علي بركة في مقر سفارة دولة فلسطين وهي زيارة مجاملة في إطار التشاور حول موضوع التوقيع الذي جرى في غزة. وقد تشاورنا في موضوع تطبيق بنود اتفاقية القاهرة ووثيقة المصالحة وملحقاتها في الدوحة وتبادلنا المعلومات حول هذا الموضوع، ولمسنا جدية هذه المرة لجهة تطبيق بنود الاتفاقية. وقد أصدر الرئيس أبو مازن تعليماته بالبدء بمشاورات من أجل تشكيل حكومة وفاق وطني، وبإذن الله قبل الفترة المقرّرة ستكون الحكومة قد تشكّلت لتتولى تفعيل منظمة التحرير والإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني في الداخل والخارج.

لكن لا بدَّ من الإشارة إلى أن هذا اللقاء المشترك كان قد سبقه لقاءان قبل ذهاب الوفد الفلسطيني إلى غزة، وذلك بحضور عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأخ عزام الأحمد، والسفير أشرف دبور حيثُ التقينا قيادة حماس التي ضمَّت مسؤول حماس في لبنان علي بركة وعضوي المكتب السياسي محمد نصر وأسامة حمدان، واتسَم اللقاءان بالايجابية، وقد استكمل الأخ عزام هذه اللقاءات كونه مسؤول ملف المصالحة وتم تشكيل وفد للذهاب إلى غزة بقرار من السيد الرئيس أبو مازن على ضوء ما تم لمسه من جدية هذه المرة، ووضعَت آلية بتواريخ وروزنامة زمنية، ونأمل أن تستكمل هذه العملية لتصل إلى مبتغاها وهو الوحدة الوطنية وتجديد الشرعية الفلسطينية من خلال الانتخابات ومن خلال مشاركة الجميع في صياغة القرار السياسي الفلسطيني عبر القيادة الموحّدة وتفعيل أُطر منظمة التحرير بمشاركة الجميع لأنه كما نقول في حركة "فتح" (في الوحدة قوة وفي الانقسام ضعف)، وبما أن القيادة استجابت لما يريده الشعب فأنا آمل أن أكون قد نقلت التفاؤل لأبناء شعبنا الذين لطالما حملوا الشعارات المطالبة بإنهاء الاحتلال وإنهاء الانقسام. ولا شكَّ أننا رأينا ردود الفعل الإسرائيلية تجاه المصالحة، إذ إنهم خيروا الرئيس أبو مازن ما بين توقيع المصالحة مع حماس واستكمال المفاوضات مما يدل على انزعاجهم، ومن هنا فإننا نأمل أن تُستكمل المصالحة بتطبيقها تلبيةً لمطلب الجماهير الشعبية التي انتظرتها طويلاً.

ما هي رسالتكم للفلسطينيين عمومًا ولفئة الشباب وللكادر الفتحاوي على وجه الخصوص في ظل المحاولات الهادفة لإحداث التوتر والإحباط في الوسط الفلسطيني؟

ما أود قوله هو أننا في فتح ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية نتَّبع سياسة شكَّلت في مرحلة سابقة أحد عوامل الأمن والاستقرار في هذا البلد بشهادة إخوتنا اللبنانيين، ولكن هناك محاولات لاستدراج البعض منا لأعمال أمنية نجحنا في حصرها في الماضي، وسنواصل العمل المشترك فيما بيننا كفصائل لمنع استدراجنا أو استخدام أي فلسطيني في عمل يمس الأمن والاستقرار في لبنان. غير أن هذه المحاولات ما زالت سارية من أجل استهداف الدور الفلسطيني والضغط على القيادة سواء عبر الضغوطات التي تمارس على الرئيس أو محاولات الاختراق التي تجري من أجل إضعاف دور الفصائل الفلسطينية وحركة "فتح"، ولكننا نؤكّد أنها لن تُجدي نفعًا لأن هذه الحركة قامت من أجل الشعب الفلسطيني وهي حركة الشعب الفلسطيني، والمطلوب مزيد من الوحدة والجهد والإرادة الفلسطينية الحرة التي تضع دائمًا في سلم أولوياتها مصلحة الشعب الفلسطيني ومصلحة المخيم ومصلحة القضية الفلسطينية.

وبالنسبة للشباب فقد التقيت بمجموعة منهم من كافة المخيمات، واستمعت إليهم. هم شباب واعون، ارتحت لما تحدَّثوا به، مؤمنون بقضيتهم وبشعبهم وبوطنيتهم وإخلاصهم لفلسطين، ووجدت لديهم توجُّهًا صادقًا ومعدنًا طيبًا، وأرى أن اللقاء والحوار معهم والاستماع لمشكلاتهم هو الطريقة الأجدى من أجل خدمة الشباب والحفاظ على دورهم، فهم اليوم لديهم همومهم ومشاكلهم، ويجب علينا تنبيههم وتحذيرهم من أي مكان أو فعل يحمل شبهةً أو يتضمَّن استغلالاً لعواطفهم ومشاعرهم في إطار لا يخدم القضية. ونحن كنا في يوم من الأيام في سنهم وكنا شعلة حماسة نحمل راية وعلم فلسطين ونقوم بنشاطات من أجل فلسطين وعانينا ما عانيناه، لذلك نحن نعي أهمية دورهم، وراية فلسطين يجب أن تُحمَل جيلاً بعد جيل، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالشباب"، وهناك ورشة عمل مع الشباب والطلاب ستجري في الـ27 من الجاري، من اجل مناقشة همومهم وقضاياهم وآرائهم على الصعيد الوطني والمطلبي.

ولإخواننا في حركة "فتح"، هذه الحركة العظيمة، أقول نحن حركة تحرر وطني، وبالتالي فحركة التحرر الوطني عليها واجبات والتزامات، وحركتنا هي التي أسّست لهذه الثورة الفلسطينية المعاصرة التي ما زالت تحمل الراية وما زالت على العهد محافظةً على أدبياتها ومنطلقاتها. ولكن علينا ابتكار أساليب وطرق جديدة من خلال رؤيتنا التي يجب أن تكون مشتركة لطبيعة النضال الفلسطيني، ويجب أن نتمسَّك بثوابتنا، ونحن في فتح متمسكون بهذه الثوابت وهي حقوقنا المشروعة غير القابلة للتصرُّف وفي مقدَّمها حقنا بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحقنا في مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة وحقنا في النضال السياسي عبر ساحة الصراع وهي ساحة من ساحات الصراع المهمة على المستوى الدولي وعلى مستوى منظمات الأمم المتحدة وعلى مستوى الدول التي تدعم قضيتنا كون القضية الفلسطينية ما زالت لها نفس المكانة لدى الشعوب المناصرة لقضيتنا الفلسطينية.

وأقول لإخواننا في الحركة اليوم مرّت المرحلة الصعبة ونحن في الأشهُر الأصعب كما قال الرئيس أبو مازن في اجتماعات المجلس الثوري الأخيرة، ولكن إيماننا راسخ بشعبنا وقضيتنا وبهذه الحركة العظيمة التي كما تجاوزت كل المراحل الصعبة فستتجاوز المرحلة الأصعب وتحقّق حلم شعبنا بالاستقلال والحرية والعودة.