عدوان يتصاعد ومجازر تُرتكب بحق شعبنا في غزة والضفة، حيث يسعى الاحتلال لتطبيق مخططات اقتلاع شعبنا من أرضه. وللبحث في تطورات هذا المشهد، استضافت  الإعلامية مريم سليمان في مداخلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا الأكاديمية والباحثة في الشأن الفلسطيني الدكتورة منى أبو حمدية.

أكدت أبو حمدية، أنَّ أكبر مشكلة تواجه قطاع غزة حاليًا هي إغلاق المعابر، ما أدى إلى منع دخول المساعدات الطبية والغذائية لأكثر من 50 يومًا، معتبرةً أنَّ هذا الإغلاق مخطط وممنهج من قبل حكومة نتنياهو، مشيرةً خصوصًا إلى سموتريتش الذي يتفاخر بممارساته القاسية ضد أهالي غزة.

وأوضحت أن دعوة ترامب مؤخرًا لإدخال مساعدات إنسانية تهدف إلى تبرئة نفسه من الجريمة القانونية والإنسانية المتمثلة بمنع المساعدات، وليس بدافع القلق على أهل غزة.

وأضافت أنَّ المجاعة تتفاقم يومًا بعد يوم، وأنَّ حكومة الليكود تراهن على ارتفاع عدد الشهداء، خصوصًا بين الأطفال، بهدف زيادة الضغوط الدولية عليها.

وشددت أبو حمدية، على أنَّ هذه الحكومة المتطرفة تسعى بشكل ممنهج لإبادة الشعب في غزة، سواء عبر القصف المباشر أو عبر سلاح التجويع والمجاعة.

أوضحت أبو حمدية، أن مخطط التهجير مطروح ويحظى بترحيب كبير من حكومة نتنياهو ومؤيديها، مؤكدة أن هذه الحكومة ماضية في تنفيذ هذا المخطط.

وبيّنت أن الاستهداف يتركز على الأكاديميين والنخب العلمية لإفراغ غزة من كوادرها، وصولًا إلى تهجير جميع الفلسطينيين، ما يشكل تطهيرًا عرقيًا ممنهجًا.وأشارت إلى أنَّ المنشورات التي وزعت على سكان غزة وتصفها بأنها غير صالحة للعيش، هي محاولة لدفعهم إلى الهجرة القسرية.

وشددت على أهمية وعي الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنَّ لا كرامة لهم إلا على أرضهم، ودعت إلى الصمود في وجه هذه المخططات اليمينية المتطرفة ومشاريع التوسع والتهويد في الضفة وغزة.

أشارت أبو حمدية، إلى أنَّ الاحتلال يواصل سياسة التوسع والتهويد في الضفة الغربية، خصوصًا في المناطق المصنفة (C)، حيث يجري ضم المزيد منها إلى السيادة الإسرائيلية.

وأوضحت أنَّ سياسة فرض القانون الإسرائيلي على الضفة ليست جديدة، لكنها تطبَّق الآن بقوة عبر حكومة سموتريتش المتطرفة.

كما لفتت إلى استهداف المخيمات الفلسطينية بهدف تصفية قضية اللاجئين وإلغاء رمزية المخيم، بما يشكل محاولة لإنهاء هوية اللاجئين الفلسطينيين.

وفي سياق متصل اوضحت أبو حمدية، أنَّ الاحتلال يسعى لضم أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية وبسط سيطرته الكاملة، ضمن خطة تهدف إلى تجميد عمل السلطة الفلسطينية، التي تشكل نواة الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تؤرق نتنياهو وحكومته.

وأضافت، أنَّ الاحتلال يتبع أساليب الضم والتهجير والتطهير العرقي، مشيرةً إلى إقامة أكثر من ألف بوابة حديدية على مداخل محافظات الضفة الغربية، ما تسبب في شل حركة الفلسطينيين، ومنع الموظفين والطلاب من أداء مهامهم اليومية وقطع أوصال الشعب الفلسطيني.

في ختام حديثها، أوضحت أبو حمدية، أنَّ الاحتلال لا يكترث بالقوانين الدولية، إذ تتم المصادرات أحيانًا بشكل علني، في تحدٍ صريح لكل الأعراف والقوانين.

وأشارت إلى أنَّ حكومة الاحتلال حصلت على الضوء الأخضر من إدارة ترامب، الذي رغم دعوته مؤخرًا لإدخال المساعدات الغذائية إلى غزة، إلا أنَّ تصريحه يهدف لتبرئة نفسه من الجرائم المرتكبة، مع إدراكه أنه قد يُحاسب عليها لاحقًا.

وأكدت أنَّ المخطط الإسرائيلي يسعى إلى التطهير العرقي، وإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم نتيجة التدمير الكامل كل مقومات الحياة، وهو الهدف الأساسي الذي يعمل عليه الاحتلال منذ بداية هذه الحرب.