المجازر تتواصل في قطاع غزة ضد الأطفال والنساء وكل المدنيين العزل في جرائم موثقة بالصوت والصورة، يتابعها العالم دون تحرك يردع إرهاب هذا الكيان. وللبحث في آخر المستجدات، أجرت الإعلامية مريم سليمان مداخلة هاتفية عبر قناة فلسطيننا مع الكاتب جواد العقاد.
بدايةً أوضح الكاتب جواد العقاد أنَّ من لا يشاهد معاناة الشعب الفلسطيني في غزة فهو أعمى قلب وضمير. وأشار إلى أنَّ غزة تعيش كارثة إنسانية مستمرة، متمثلة في مأساة حقيقية، حيث لا تعليم، لا صحة، ولا ظروف معيشية آدمية. وأضاف قائلاً: “نحن على حافة المجاعة إن لم نكن قد دخلناها فعلاً". لافتًا إلى أنَّ المعابر مغلقة لأكثر من شهرين، ما أدى إلى استمرار الموت، والجوع، والنزوح، ومستقبل محروق، مع قصف مستمر. وفي هذا السياق، أكد العقاد أنه لا أحد يريد تحمل المسؤولية، وبالتالي يجب إفساح المجال أمام منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، بما في ذلك السلطة الوطنية والقيادة، للقيام بواجباتها تجاه شعبنا في غزة. وقال:"إن هذه المطالب هي حق إنساني وسياسي للشعب الفلسطيني وللسلطة الوطنية".
وأضاف، مطالب شعبنا اليوم هي رفع الحصار وفتح المعابر، وأولاً وقبل كل شيء، وقف هذه الحرب المسعورة والوجودية. مشددًا على أنَّ من لا يدرك خطورة هذه الحرب على الإنسان الفلسطيني وقضيته، فهو لا يدرك شيئًا، وأنَّ وقف شلال الدم أصبح أمرًا ملحًا، ويجب إدخال كل ما يعين الشعب الفلسطيني على الاستمرار في الحياة.
وشددا، لا بد من وضع خطة عملية من قبل القيادة والفصائل والدول العربية لإنقاذ شعبنا في غزة، فشعبنا لا يمكنه تحمل المزيد. لا يمكننا المراهنة فقط على صبر وصمود أهلنا في القطاع، متسائلاً، كيف نطالبهم بالصمود وهم يفتقرون لأبسط مقومات الحياة؟.
قال: "في غزة، شهدنا مأساة إنسانية حيث توفي العديد من الأطفال وكبار السن بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية. هذه المأساة تتفاقم يومًا بعد يوم، ويجب على جميع المؤسسات العالمية المعنية بالصحة والتعليم وحقوق الإنسان الضغط لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة. فالشعب الفلسطيني لا علاقة له بما يحدث من تدمير، وهو يتعرض لعقاب جماعي، وهذا مرفوض. ويجب على المؤسسات الدولية والدول الإقليمية والعربية أن تتحرك وتساعد في إنهاء هذه المعاناة".
وأكَّد أنَّ المطلوب فلسطينياً اليوم، هو إعادة غزة إلى الشرعية الفلسطينية، وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها الوطنية والسياسية والإنسانية، باعتباره حقاً مشروعاً للشعب الفلسطيني. وشدد على ضرورة وتوحيد الصف الوطني، بهدف وضع خطة شاملة لمواجهة الخطر الوجودي الذي يهدد الشعب الفلسطيني. وأوضح أنَّ خطاب القيادة الأخير في المجلس المركزي عكس إدراكاً واضحاً لحجم هذا الخطر، الذي لا يهدد غزة وحدها، بل يمتد إلى الضفة والشتات.
وحول احتمال توسيع العدوان على غزة في حال فشل صفقة التبادل، أوضح العقاد أنَّ عودة العدوان ترتبط بعاملين أساسيين: الأول هو تصاعد الضغط العربي والدولي على الاحتلال، إلى جانب المطالبة بتمكين دولة فلسطين من أداء دورها في غزة، والثاني يتمثل في الموقف الفلسطيني الداخلي، عبر إنهاء الانقسام وتوحيد الجهود ضمن خطة وطنية لمواجهة التحديات القائمة.
أكَّد العقاد، أنَّ التهجير الطوعي أخطر من التهجير القسري، إذ يعمل الاحتلال على تحويل القسري إلى طوعي عبر تدمير مقومات الحياة الأساسية في غزة. فلا يمكن اعتبار من غادروا القطاع قد فعلوا ذلك بإرادتهم، فالواقع يشهد انعدام الطعام والماء والمأوى والبنية التحتية والصحة والتعليم. وأشار إلى أنَّ الأطفال حُرموا من التعليم لأكثر من عام ونصف، داعيًا إلى الاستثمار في هذا الجيل عبر بناء الإنسان وتنمية فكر وطني واعٍ، ليكون فاعلًا في مستقبل القضية الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها