استنكارًا للمجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وتضامنًا مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، وتأييدًا لقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - منطقة صيدا، المكتب الطلابي الحركي في شعبة عين الحلوة، وقفة تضامنية طلابية حاشدة اليوم الأحد الموافق ٢٧ نيسان ٢٠٢٥، في قاعة الشهيد اللواء زياد الأطرش في مخيم عين الحلوة.
وشارك في الوقفة عضو قيادة حركة "فتح" في إقليم لبنان، مسؤول الشبيبة والطلاب الأستاذ نزيه شمَّا، وأمين سر حركة "فتح" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة ممثلاً بأعضاء قيادة المنطقة، وأمين سر حركة "فتح" في شعبة عين الحلوة العقيد ناصر ميعاري وأعضاء قيادة الشعبة، وأمين سر المكتب الطلابي الحركي في منطقة صيدا سامر السيد، إلى جانب قيادة وأعضاء المكتب الطلابي الحركي في شعبة عين الحلوة.
استُهلّت الوقفة بكلمة وطنية ألقتها أمين سر المكتب الطلابي الحركي في شعبة عين الحلوة نورهان ميعاري، أكدت فيها صمود أبناء شعبنا الفلسطيني وتمسكهم بحقوقهم الوطنية العادلة، مجددة العهد لحركة "فتح" ولشهداء وأسرى الثورة الفلسطينية بمواصلة النضال حتى تحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال؛ وقالت: "من دماء الشهداء نستلهم العزم، ومن صمود الأسرى نستمد الإرادة... نقف اليوم صفًا واحدًا ضد القتل والتهجير، ونجدد دعمنا لقرارات المجلس المركزي ولممثلنا الشرعي الوحيد، منظمة التحرير الفلسطينية، خلف قيادتنا الوطنية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس".
وتخلل الفعالية محاضرة سياسية قيّمة قدمها الأستاذ نزيه شمّا، عرض خلالها قراءة تحليلية معمقة للمشهد الفلسطيني الراهن، حيث استعرض تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وما خلفه من كوارث إنسانية هائلة شملت تدمير أكثر من ثلثي مساكن القطاع، وتشريد أكثر من مليوني مواطن، وارتقاء أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، فضلًا عن تدمير شامل للبنية التحتية والمراكز الصحية والتعليمية.
وأشار شما إلى أن قطاع غزة اليوم يعيش مأساة حقيقية، مع تواصل الحصار واستحداث الاحتلال لمناطق عازلة قضمت ما يزيد عن ثلاثين بالمئة من مساحة القطاع، في محاولة لفرض وقائع جغرافية جديدة بالقوة، كما تناول الواقع الخطير في الضفة الغربية، حيث تواصل عربدة المستوطنين وإقامة الحواجز والاستيطان، في ظل سعي حثيث لتقطيع أوصال الأرض الفلسطينية وفرض واقع الفصل العنصري.
وفي السياق ذاته، سلط شمّا الضوء على معاناة الأسرى الأبطال الذين تجاوز عددهم تسعة آلاف وتسعمئة أسير، مؤكدًا أن ملف الأسرى كان وسيبقى في صدارة أولويات القيادة الوطنية.
كما تطرق إلى أهمية انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني في هذه اللحظة التاريخية، مشددًا على أن القرارات الأخيرة للمجلس تمثل خارطة طريق وطنية لمواجهة التحديات المصيرية، عبر التمسك بالثوابت الوطنية، ومواجهة مشاريع التهجير والضم، وتعزيز وحدة الصف الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وأكد شمّا في محاضرته أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف حقوقي أو إنساني، بل هي قضية شعب يناضل منذ أكثر من قرن ضد الاحتلال والاستعمار، وأن الحفاظ على وحدة الأرض والشعب هو الطريق الوحيد لمواجهة مخططات التصفية والإبادة التي يحاول الاحتلال فرضها.
وأشاد شمّا بصمود أبناء شعبنا في وجه المجازر وسياسة التجويع والتهجير، مؤكدًا أن صوت الحق الفلسطيني سيبقى عاليًا، وأن دماء الشهداء وآهات الأسرى ستظل نبراسًا ينير طريق الحرية.
وفي ختام الندوة، أتيحت الفرصة لعدد من الطلاب للمشاركة بطرح مجموعة من الأسئلة والاستفسارات، التي عكست وعيهم الوطني واهتمامهم العميق بمستجدات القضية الفلسطينية، حيث دارت النقاشات حول سُبل تعزيز الصمود الوطني، وآليات دعم صمود أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية في وجه العدوان المتواصل.
وأشرف على تنظيم الوقفة أمين سر شعبة عين الحلوة العقيد ناصر ميعاري وقيادة الشعبة، مؤكدين أن هذه الفعالية تأتي استمرارًا لنهج "فتح" في التمسك بالثوابت الوطنية، والتصدي لكل محاولات النيل من حقوق شعبنا.