شلال دم بالكاد توقف لأقل من شهرين لتشتعل الحرب من جديد بموافقة أميركية وسط مشاهد الذعر بين الأطفال وإمكانيات معدومة لمواجهة المأساة، ملفات عده تناولتها الإعلامية مريم سليمان في هذه الحلقة الخاصة عبر قناة فلسطيننا، مع الكاتب والمحلّل السياسي د.فادي أبو بكر.

بدايةً أكَّد أنَّ إسرائيل تريد تقديم نفسها في صورتين متناقضتين صوره أمام الغرب أنها دولة أخلاقية وتحترم القانون الدولي،  والصورة الثانية أنها أمام دول الشرق الأوسط وتحديدًا أمام فلسطين أنها دولة حازمة عدوانية غير متوقعة ومتوحشة، مشددًا أنَّ ما يجرى اليوم هو تجسيد عملي لهذه السياسة الإسرائيلية بدعم أميركي تحت عنوان المزيد من الإبادة بحق الشعب الفلسطيني لتنفيذ مخططات التهجير إلى جانب فرض المزيد من الشروط المجحفة على  حركة حماس لاستعادة ما تبقى من الأسرى.

وأضاف، أنَّ انخراط حماس في المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة أضعف الموقف الفلسطيني والعربي والذي تمثل في القمة العربية الأخيرة، التي رفضت خطة التهجير وطرحت خطة عملية لإعادة الإعمار في قطاع غزة، والتي اتخذت مسار واقعي ولاقت دعمًا وموافقة عربية وإسلامية ودولية وإقليمية، فبتالي هذا الاجماع سيعرقل تنفيذ مخططاتهم في القطاع وعلى كامل الجغرافية الفلسطينية،  لذلك وقعوا حماس في هذه المفاوضات لتكون ذريعة لإعادة استئناف الحرب، مشددًا أنَّ حماس اليوم وجدت نفسها أمام مأزق أكثر انعزالاً ومنكشفة سياسيًا نتيجةً لسوء تقديرها الاستراتيجي على غرار ما جرى سابقًا في السابع من أكتوبر.

وتابع، أنَّ الولايات المتحدة اليوم تريد أن تنتقل من مبدأ إدارة الصراع إلى حسم الصراع نهائيًا لصالح إسرائيل من خلال تبنيها لعقيدة التوحش في مهاجمة أي وكالة أو منظمة دولية تساند الحق الفلسطيني، ومن خلال  تاريخها الداعم لإسرائيلي، والانخراط في محادثات أحادية مع حماس، وإعطاء الغطاء لإسرائيل، فالهدف أصبح واضحاً إسرائيل والولايات المتحدة تريدان أن تصبح المرحلة الأولى هي النهائية.

وتابع، إذا استمرت حماس في المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة دون الدخول في إطار وطني جامع سيضعف موقفها وسيؤدي إلى المزيد من التخبط الإنعزال والانكشاف السياسي الذي يخدم الاحتلال. وقال: "يجب على حماس أن تدرك تعقيدات المشهد الدولي، وبخاصة أنَّ هناك فيتو عليها من قبل أطراف دولية كثيرة، وبالتالي دخولها في الإطار الوطني الجامع لمنظمة التحرير سيقوي الإرادة الجماعية في مواجهة أي مخططات صهيوأميركية ، بالإضافة إلى الموقف العربي الذي حاول جاهداً وتبنى من خلال القمة العربية الأخيرة مسارًا واقعيًا يجمع بين كل جميع الأطراف الفلسطينية أولاً والأطراف الدولية ثانيًا.

وأضاف، اليوم الأولوية لمصلحة شعبنا والتوحد تحت راية منظمة التحرير صاحبة الشرعية، فالوحدة الفلسطينية قد تنعكس بشكل إيجابي على مصلحة شعبنا، ومن خلالها نستطيع مواجهة الاحتلال والضغط على الولايات المتحدة من أجل إحترام القوانين الدولية واحترام حق شعبنا في تحقيق مصيره.

وفي سياق متصل أكد أبو بكر، أنَّ نتنياهو عاد للحرب لأنه لا مخرج للأزمة التي يواجهها سوى ذلك، وقد استعاد المتطرف بن غفير لما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي من أجل مصالحه، وشدد أبو بكر في الوقت الذي يركز فيه نتنياهو على غزة، يركز المتطرفان سموتيرتش وبن غفير على الضفة كونها بالنسبة لهم الركن الأساسي في الجغرافيا التوراتية.

وفيما يتعلق بإقالة نتنياهو لرئيس الشاباك علق أبو بكر، أنَّ ما أقدم عليه نتنياهو هو لإنقاذ نفسه والتخلص من المحاكمات، واستحقاقات كثيرة داخل البيت الإسرائيلي لها علاقة بالمشهد الانتخابي وما شابه ذلك، وشدد أنَّ نتنياهو وحكومته لا يهمهم مصير المحتجزين وليسوا على استعداد للتنازل عن أي شيء للإفراج عنهم.

وحول تهديدات إسرائيل بضم جزءًا من قطاع غزة مقابل كل أسير يقتل، أكَّد أبو بكر، أنَّ إسرائيل تستطيع السيطرة على قطاع غزة ولكن هذه التهديدات تطلقها لإرغام حركة حماس على المساومة، وهذا ما تستخدمه إسرائيل في كل حرب إبادة، لذلك بإمكان حماس ترك زمام الأمور لمنظمة التحرير الفلسطينية وهذا ما يخدم شعبنا وقضيتنا. 

وختم أبو بكر، أنَّ الوضع في قطاع غزة كارثي للغاية في ظل إنهيار المنظومة الصحية وإغلاق المعابر والتجويع والتعطيش، ما جعل القطاع بيئة غير صالحة للعيش، لإجبار شعبنا على التهجير، وشدد، على أنَّ التهجير واقتلاع شعبنا ليس في غزة فحسب بل امتد لضفة ومخيماتها وهذا ما يؤكد على الشراكة الكاملة بالإجرام بين إسرائيل والولايات المتحدة.