يتصاعد العدوان على قطاع غزة وتتصاعد معه العزلة العالمية لكيان الاحتلال الذي يواصل ارتكاب جرائمه رغمًا عن الأوامر والقرارات الدولية كافةً التي أدانت الإبادة المتواصلة منذ ستة عشر شهرًا، للإحاطة في تطورات هذا المشهد وآخر المستجدات أجرت الإعلامية مريم سليمان إتصالاً هاتفيًا عبر فضائية فلسطيننا، مع المحلّل والباحث السياسي محمد سليم، حيث أشار إلى أنَّ الوكالة الأممية الأونروا صرحت أنَّ قطاع غزة أصبح مصائد للموت والتقارير أيضًا تعلن أن الاحتلال يتعمد حرمان القطاع الصحي من الوقود، ما يؤكد أنه يزيد تضييق الخناق من خلال منع مقومات الحياة كافة لتهجير شعبنا لإعادة الاستيطان.

وحول إبلاغ منظمة التحرير الفلسطيني الجانب المصري رفضها إنشاء أي لجان بعيدة عن الحكومة الفلسطينية، علق سليم أنَّ نحن لدينا حكومة وسلطة ومؤسسات فلسطينية واضحة وهي جزء أساسي من إنشاء مجتمع فلسطيني مستقل، لكن الاحتلال لا يريد ذلك فهو يريد سياسة تتماهى مع جرائمه، لأنه يسعى لمنع إقامة الدولة الفلسطينية فلا يريد وجود سياسي يثبت الهوية الفلسطينية الواضحة سواء بالضفة الغربية أو في قطاع غزة. 

وفيما يتعلق بنشر صحيفة نيويورك تايمز أن جنود الاحتلال بثوا فيديوهات تشكل أدلة تدينهم بارتكاب جرائم في القطاع، أكَّد سليم أنَّ نتنياهو استطاع غرس الصمت الدولي والغربي والأميركي، وهو تحدي واضح فعليًا للمحكمة الدولية الجنائية ولمحكمة العدل الدولية وللمجتمع الدولي والإنساني، فالاحتلال يسعى بشتى الطرق تكريس مفهوم الخوف في المنطقة من خلال إظهار جرائمه ليثبت أنه لا يوجد قانون فعلي لمحاسبته وردعه.

وفي سياق متصل تابع سليم أنَّ بعد البرازيل، الأرجنتين قدمت شكوى ضد جندي إسرائيلي بارتكابه مجازر في غزة، وأيضًا في داخل الاتحادي الأوروبي قدموا الشكاوى ذاتها، فهذه الخطوات تؤثر على الجبهة الداخلية للاحتلال، وتردعه، وشدد سليم أنه مقابل هذه الخطوات قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الجنائية الدولية، وهذا أمر طبيعي كونها شريكة الاحتلال المجرم، وقدم له الدعم العسكري والغطاء الدولي والدبلوماسي، لذلك لو أرادت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وقف العدوان على غزة لفعلوا ذلك منذ فترة طويلة وليس الآن، ولكن الإدارة الأميركية تعتبر أنَّ هذا الكيان جزء وظيفي من مصالحها في منطقة الشرق الأوسط ويجب الدفاع عنه.

وبشأن نشر الحسابات الرسمية الإسرائيلية خرائط زائفة لما تسميه إسرائيل التاريخية، تضم أراضي من فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، في خطوة تكشف أطماعها التوسعية بوضوح، وتستفز مشاعر شعوب المنطقة، وتنذر بتصعيد خطير، علق سليم أنَّ هذه المخططات تمثل امتدادًا لسياسات الاحتلال التي أشعلت المنطقة وأدت إلى تصاعد الحروب، وشدد على أنه خرق فاضح للشرعية الدولية، ودعوة صريحة للتطهير العرقي، وختم سليم مؤكدًا على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال وسياساته الاستعمارية.