استخدم اليهود منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائة عام سلاح الاغتيال المفُضل لديهِم ضد كل من يعارضهم وهو: ( الّسُم)  حيث وضعت المرأة اليهودية السمُ في الشاة المسومة، محاولةً قتل نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لولا أن المعجزة الإلهية حصلت، ونزل جبريل عليه السلام من السماء، وقال له لا تأكل من الشاة فإنها مسومة، وفي رواية: أن الشاة أنطقها الله عز وجل، ويروي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: أن أثر السم الذي وضع في الشاة المسومة، "لا يزال يراودني حتى قطع ابهري"، أي: شريان القلب؛ فإن اليهود لهم تاريخ دموي أسود في القتل والاغتيالات، وحتى أنهم على مدار تاريخ البشرية لوحدهم تقريباً الذين تجرءوا وقتلوا أنبياء الله عز وجل، وقتلوا المرسلين، وُهم مشهورين، ومعروفين بنقضهم للعهود والمواثيق، ولا يؤمنون بالسلام ويعتبرون أُنفسهم بأنهم فوق البشر. فمنذُ تاريخ إعلان قيام كيان دولة الاحتلال المسخ عام 1948م، وسبقها قبل ذلك مسلسل طويل من المجازر والمذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية المنُظمة ضد الشعب الفلسطيني، من يومها إلى اليوم فتاريخُ الصراع الفلسطيني، الصهيوني حافل بالعديد من عمليات الاغتيال البشعة والجبانة، التي نفذتها ما سُميت بدولة: ((إسرائيل))، بحق مئات النشطاء من القيادات والعلماء والمفكرين والشعراء والأدباء العرب والفلسطينيين، وحتى الأجانب، المعادين لسياسة الكيان العنصرية، وحاولت اغتيال كل مفكر، وعالم، ومناصر لقضية فلسطين، فُّهم لا يفهمون لغةً سوى لغة القتل والإرهاب، والاغتيالات وسفك الدماء البريئة الطاهرة خاصة للفلسطينيين. لقد أقام اليهود منذُ إعلان دولتهم وكيانهم المُسمى: (إسرائيل) بتأسيس جهاز الأمن الداخلي وأسموهُ ( الشباك)، وجهاز الأمن الخارجي والمعروف باسم: (الُموساد الإسرائيلي)، وذلك في 13 ديسمبر 1949م، وكان من أبرز أهداف الموساد التخلص من كل شخص يشكل خطرًا على الكيان الصهيوني، لأنهم يعلمون أنهم جسم سرطاني غريب زُرِع بالقوة في وسط وفي قلب الأمة العربية والإسلامية كخنجرًا مسمومًا في خاصرة الوطن العربي، وكّكِلب حراسة لرعاية المصالح الغربية في المنطقة العربية لأن فلسطين تتوسط قارتي أسيا إفريقيا، ولموقعها الاستراتيجي. إن جهاز المخابرات الصهيوني الخارجي: «الموساد»، هو أوهن وأحقر من بيت العنكبوت، وذراعهُ الطويلة في العالم ما كان ليُكتب لها النجاح لولا أنها اعتمدت بشكل عام على ارتكاب جرائم دولية منها: الجوازات الوهمية المزورة وانتحال شخصيات الكثير من المواطنين الأجانب، وكذلك مساعدة أجهزة المخابرات الأمريكية، والغربية، وغيرها من بعض أجهزة المخابرات العالمية للموساد، ولم يكن للموساد أن يُكتب لهُ أي نجاح من مسلسل الإعدامات المستمرة، والرعب والقتل والدم، والإرهاب ضد كل من يناضل ويجاهد من أجل تحرير فلسطين؛ لولا أن الموساد اعتمد، واستند إلى شبكة من الخونة العملاء والمخبرين، ممن نجح في إسقاطهم وتجنيدهم في براثن الخيانة والعمالة داخل عدد من الدول العربية، والغربية؛!! حيثُ تشير بعض الوثائق والتصريحات من الملفات القديمة والتي سمح الموساد بنشرها مؤخراً إلى كيفية قيام هذا الجهاز بتجنيد العملاء، وإلى الظروف المساعدة في هذا التجنيد ومنها: الحاجات المالية للشخص الساقط، والظروف الاقتصادية، والعاطفية، وضعف الشعور بالانتماء الوطني، وضعف المستوى التعليمي وانعدام الثقة بالذات؛ حيث اعتمد الموساد على تجنيد بعض المواطنين العرب الذين يسافرون إلى الخارج سواء للدراسة أو العمل، مُّستغْلِاً مشاكلهم وظروفهم الصعبة والإغراءات المالية وتوريط بعضهم بفضائح أخلاقية من خلال توريطهم بالجنس، والدعارة، وتصويرهم بأوضاع مخلة جنسياً! مع بعض مومسات جهاز الموساد من العاهرات؛ وتهديده لهم بفضحهم إن لم يصبحوا عملاء مع الموساد؛ وكذلك عمل الموساد على تحديد هويات بعض الشخصيات المُهمة وأصحاب صنع القرار في العالم العربي، والعمل على إسقاطهم بشكل مباشر بسبب مواقعهم الحساسة كعملهم في المؤسسات الأمنية أو السياسية الخ؛؛ وبعد الحرب العالمية الثانية هرب عشرات النازيين ملاذهم في أمريكا الجنوبية، وفي مقدمتهم كان أدولف إيخمان، الذي كان مسؤولاً عن الإبادة بالغاز ليهود أوروبا؛ فهرب إيخمان إلى الأرجنتين، وفي عام 1960م، تتبع الموساد إيخمان من خلال معلومات وصلتهم، وأثناء سيرهِ في منعطف الطريق نحو بيتهِ انتظرته سيّارتان من فرقة الخطف للموساد، وقفت إحداهما قبالته، وسلطت الضوء على عينيه، واقتربت الثانية من الجهة الأخرى، وقفز من داخلها ثلاثة رجال موساد أوقعوه أرضًا وألقوا به داخل السيارة، وتم ربط إيخمان وألقى على أرضية السيارة التي كانت مغطاة ببطانية؛ وتم نقلهُ لفلسطين المحتلة:(إسرائيل)،ثم بعد اعتقاله بعامين حكموه بالإعدام وأعدمُوه. ولا يخفي على أحد الحرب الخفية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة فتح، منظمة أيلول الأسود وبين عصابات كيان الاحتلال الصهيوني، والتي قامت من قبل ذلك بسنوات وبالتحديد عام النكبة 1948م، باغتيال أحد قادة النضال الفلسطيني المسلّح، الشهيد حسن سلامة؛ وبعد سنوات مضت كان الشهيد القائد الرئيس ياسر عرفات أبو عمار رحمه الله، يرعى ويربي أبناء الشهداء، وأتخذ من ابن الشهيد حسن سلامة علي حسن سلامة كأبن لهُ، والذي صار فيما بعد عضوًا قيادياً كبيراً وبارزًا في حركة فتح، وكلفه الشهيد القائد أبو عمار بتشكيل ورئاسة منظمة سمُيت: "أيلول الأسود"، للرد على جرائم الموساد، وقامت تلك المنظمة الفلسطينية ونفّذت مذبحة الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ عام 1972م، وقتلت أحد عشر عضوًا من الوفد الإسرائيلي على يد رجال علي حسن سلامة، الملقب: (الأمير الأحمر)، رداً على جرائم الموساد واغتياله للقادة الفلسطينيين في خارج فلسطين، وفي أعقاب ذلك، أطلقت (إسرائيل)، عملية أسمتها: "غضب الله"، لملاحقة مخطّطي العملية وقتلهم، فارتقوا شهداء للعلياء؛ وقد كان الشهيد البطل الملقب (بالأمير الأحمر )، علي سلامة، الأكثر ذكاءً ومراوغة من بين الأهداف المُزمع اغتيالها من قبل الموساد، والذي استطاع أن يغتال قادة التنظيم في حركة فتح واحدًا تلوَ الآخر، بوسائل مختلفة كتفجير هاتف، وتفجير سريري في فندق أو إطلاق نار من مسافة صفر، ولكن سلامة نجح مرة تلوَ الأخرى في التملّص من رجال الموساد، في تموز عام 1973م، قتَل الموساد، أحمد بوشيكي عن طريق الخطأ، وهو مواطن نرويجي من أصول مغربية، اشتبه الموساد عن طريق الخطأ بأنه علي سلامة، في النرويج؛ وفي عام 1979م، وصلت ملاحقة "الأمير الأحمر" إلى نهاية الطريق، فقد انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من سيارة سلامة في بيروت، حين كان في طريقه بالسيارة لمنُاسبة عائلية، حيث تمّ تجنيد مواطنة بريطانية تدعى (أريكا تشايمبرس) من قبل الموساد واستأجرت منزلا مقابلا لمنزل سلامة، وهي التي قامت بتفجير القنبلة بواسطة جهاز التحكم عن بُعد؛؛ واستمرت عمليات الموساد التي لا تعد ولا تحصى في الاغتيالات الإرهابية مثل عملية: "ربيع الشباب" والتي نُفّذت بالاشتراك مع وحدة الأركان العامة والسريّة 13، حيث وصل فرقة كوماندوس من جيش الاحتلال إلى شواطئ بيروت بواسطة قوارب، وهناك انتظرهم رجال الموساد وركبوا سيارات مستأجرة في يوم سابق، وكان رجال الموساد متنكّرين بزيّ نساء، ومّشُوا معانقين بعضهم كمجموعة من الأزواج العشاق بقيادة الإرهابي إيهود باراك، الذي كان رئيس سرية هيئة الأركان العامة في تلك الفترة، وكان متنكّرًا بزيّ امرأة، وقد اغتال الموساد يومها نحو مئة رجل من رجال حركة فتح ومن الجبهة الشعبية، إضافة إلى ثلاثة من كبار قادة ومسؤولي حركة فتح من أعضاء اللجنة المركزية الصف الأول بحركة فتح والشهداء هم: يوسف النجار، وكمال ناصر، وكمال عدوان، وقد قُتلوا جميعًا، وحاول الموساد أكثر من سبع محاولات لاغتيال الشهيد القائد ياسر عرفات أبو عمار في تلك الفترة والتي كانت فيها حرب الأدمغة والعقول مُستعرة ومشتعلة بين الموساد، وحركة فتح، وقائمة الاغتيالات التي نفدها الموساد تطول، فلقد اغتال الموساد في عملية «غضب الرب»، خلال العامين 1972- 1973، كلا من وائل عادل زعيتر في روما، والدكتور محمود الهمشري، مندوب منظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا، وحسين أبو الخير في قبرص، والبروفيسور باسل الكبيسي في باريس، وسعيد حمامي في أثينا؛ وهي سلسلة من عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد ضد قياديين في منظمة «أيلول الأسود» التابعة لحركة فتح، وبعد ذلك اغتال الموساد المثقف العالم الجزائري محمد بودية، واستمر مسلسل القتل الأسود للموساد ضد العرب والفلسطينيين فقام الموساد باغتيال الرجل الثاني في فتح وفي منظمة التحرير الفلسطينية بعد الشهيد أبو عمار، وهو مهندس انتفاضة الحجارة الأولى خليل الوزير «أبو جهاد» في تونس بتاريخ 16 نيسان 1988م، من خلال وحدة كوماندوس، وهو أكبر زعيم فلسطيني اغتاله الموساد أنداك، كما اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله، عباس الموسوي، وفي تشرين الأول 1995م، واغتال الموساد رئيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، في مالطا، وفي كانون الثاني 1996م، تم اغتيال قائد كتائب القسام في غزة الشهيد يحيى عياش، الملقب بـ«المهندس» للعبوات الناسفة، من خلال تفجير هاتفه المحمول في قطاع غزة، والذي وصل اليه عن طرق أحد العملاء الخونة، وكما نفذ الموساد عملية اغتيال فاشلة، ضد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في الأردن، في العام 1997، محاولاً اغتيالهُ بالسُم، وكذلك اغتال الموساد، القائد العسكري في حزب الله عماد مُغنية، حيث قام الموساد بتفجير سيارته في دمشق في العام 2007. ومنذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في تشرين الثاني عام 2000م، وحتى اليوم نفذت (إسرائيل)،من خلال جهاز الموساد، عشرات عمليات الاغتيال بحق قياديين وناشطين فلسطينيين، وعرب، وأصبحت تطلق على هذه العمليات تسمية «الإحباط الموضعي»، وتعتبر دولة الاحتلال هذه الاغتيالات حقاً مشروعاً لها تُسميهِ «دفاعاً عن النفس»، وعندما بدأت دويلة الاحتلال المارقة:(إسرائيل) انتهاج سياسة اغتيالات «الإحباط الموضعي» ادعت أن هذه العمليات إنما هي موجهة ضد ناشط فلسطيني يوشك على تنفيذ عملية؛ وبعد ذلك اتسع مفهوم هذا النوع من العمليات ليطال قادة فلسطينيين بذريعة تخطيطهم عمليات، أو لمجرد أنهم قياديون في تنظيم نفذ أفراده عمليات ضد الاحتلال الصهيوني، وواصل الموساد اغتياله للنشاط والمؤيدين للقضية الفلسطينية ومنها عملية اغتيال وزيرة خارجية السويد (آنا ليند) طعناً بسكين، بينما كانت في السوق، ووفاتها بعد ذلك، وقد كانت تحتل مكانة بارزة ومميزة في الوزارة السويدية، ولكونها من بين الوزراء المؤثرين والفاعلين في الاتحاد الاوروبي، وقد عُرفت بمواقفها الجريئة والشجاعة؛ فلقد رأت هذه الوزيرة مدى الظلم الذي وقع فيه الفلسطينيون، وكانت تشعر بمعاناتهم وعذاباتهم تحت الاحتلال، وتتفهم نضالهم وكفاحهم من أجل التحرر وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني كسائر شعوب العالم، وكانت تشجب وتندد بممارسات إسرائيل الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني، وهي الوحيدة من بين الوزراء الأوروبيين، التي دعت الاتحاد الأوروبي قبل اغتيالها، إلى قطع علاقاته مع إسرائيل احتجاجا على ممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن ملفات الاغتيالات الكثيرة في السنوات القليلة الماضية التي نفذها الموساد اغتيالات في السودان ضد قادة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، واغتيال الموساد الرسام، والفنان الفلسطيني ناجي العلي، واغتال الموساد القائد القسامي محمود المبحوح من خلال فرقة الاغتيالات الخاصة في الموساد- والتي تمكنت من اغتيال المبحوح خلال وجوده في فندق «البستان روتانا» الفخم في دبي، حيث أن القتلة حقنوا الشهيد المبحوح بمخدر سام يتسبب بنوبة قلبية وذلك لإظهار الوفاة وكأنها جاءت طبيعية، وبعد تسعة أيام من الوفاة، أرسلت دولة الامارات عينات من دم المبحوح إلى العاصمة الفرنسية باريس للفحص والتحليل الجنائي، وهو ما أظهر آثاراً للسموم في جسده. ونفذ الموساد عمليات قتل واغتيال في دمشق وبيروت، وفي معظم الدول العربية والعالم، كما قام الموساد مؤخراً بعملية اغتيال الأستاذ الجامعي التونسي محمد الزواري بينما كان في سيارته في صفاقس وأجهزوا عليه في وضح النهار يوم الخميس الماضي؛ حيث قام المجرمين من الموساد الصهيوني باستعمال مسدسات كاتمة للصوت، مما يشير إلى ان الجريمة منظمة ومدروسة ومخطّط لها بكل دقّة؛ كما تفيد بعض المعلومات الحديثة المُسربة مؤخراً من خلال وثائق ويكيليكس، ومنها بين تلك المعلومات أن جهاز الموساد الاسرائيلي استهدف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من خلال وسيلة سرية للتخلص منه بطريقة غير مباشرة وإثارة مشاكل دولية، وقرر الموساد في ذلك الوقت إنشاء معهد "نيس تسيونا" البيولوجي في ديسمبر 1952م، ونجحوا في إنتاج الفيروس السام الذي تم به اغتيال جمال عبد الناصر في عملية اطلق عليها باسم " القتل اللذيذ "، وبقي ذلك سر دفين بين طيات ملف في المحكمة الإسرائيلية العليا في 19 إبريل(2009م)، متهم فيه "يوشع جوزت" خبير البكتيريا القاتلة في معهد "نيس تسوينا" المتخصص في تطوير وإنتاج الأسلحة البيولوجية والجرثومية المتقدمة في المعهد الكائن في شارع طريق "لير" رقم 24 بمنطقة نيس تسيونا على بعد 20 كيلو متراً في منطقة محاطة بسرية تامة وبإجراءات أمنية غير مسبوقة جنوب تل الربيع في فلسطين المُحتلة والتي أسماها الصهاينة (تل أبيب)؛ وفي حديث مسجل تم من داخل السفارة الأمريكية بالقاهرة في إطار عملية معقدة للمخابرات المصرية عرفت فيما بعد في الأوراق المصرية باسم: "العملية عصفور": حيث نجح فيها رئيس المخابرات "أمين هويدي" بزرع 4 سماعات عالية التقنية مكنت الرئيس الراحل عبد الناصر من معرفة ما يدور في مكتب السفير الأمريكي بالقاهرة في ذلك الوقت "دونالد كلايتون بيرجس" ولقد علم الرئيس جمال عبد الناصر بخطة قتله بواسطة السم أو المرض قبل استشهاده بحوالي 9 شهور كاملة وذلك من خلال عبارة ذكرت في حوار السفارة الأمريكية قالوا فيه: "بقاء إسرائيل رهن بالقضاء على عبد الناصر". على الجانب الآخر فإن ملف العملية كاملا موجود في خزانة أرشيف جهاز "كي جي بي" أمن الدولة الروسي منذ عام 1972م، وأن الملف كان موجودا في الخزانة الخاصة برئيس الجهاز "فلاديمير سميتشاسني" الذي تولى رئاسة الجهاز من عام 1967م حتى عام 1982 وقد نقل لخزانة المخابرات الروسية الجديدة عقب انهيار الجهاز في 6 نوفمبر 1991. تلك الجرعة السمية لو صح التعبير سلمها المعهد لضباط التنفيذ بالموساد الذين تدربوا على التنفيذ مما مكنهم بالقطع من تدريب الغير على التنفيذ وبعد تسليم الفيروس انقطعت صلة المعهد بالعملية وسمعوا بعدها بثلاثة أيام خبر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر مثلهم مثل أي شخص آخر بالعالم فعلموا أن مشروعهم قد نجح وأن الموساد قد نفذ اغتيال عبد الناصر في مصر، في الواقع عملية قتل الرئيس جمال عبد الناصر بالسم لم تكن أولى عمليات "القتل اللذيذ" لدى الموساد الإسرائيلي حيث سجلت ملفات عملياتهم واقعة اغتيال قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "وديع حداد" بلبنان في 30 مارس 1978م، بواسطة زرع فيروس قاتل في قطعة شكولاتة قدمت لحداد الذي كان يعشق تناول السكريات، أما كتاب مؤرخ الموساد الإسرائيلي "أهرون كلاين" الذي صدر في أوائل الثمانينات في إسرائيل تحت عنوان "الحساب المفتوح" فيؤكد فيه المؤرخ العبري أن أول عملية للقتل بالسم في تاريخ الموساد الإسرائيلي صدق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي يومها: "مناحيم بجين" وكانت هي عملية اغتيال وديع حداد في لبنان حيث عرض عليه شخص ما قطعة من الشوكولاتة أكلها وأصابته بالفيروس القاتل حيث راح يهاجم جهاز المناعة لديه فنقل إلى ألمانيا الشرقية للعلاج ليموت بعدها بعدة شهور في 30 مارس 1978، ويجزم المؤرخ أن فيروس مرض "الإيدز" اللعين الذي أصيبت به البشرية كلها كان هو نفس الفيروس الذي أصاب وديع حداد لأنه كان مشروعا إسرائيليًا خالصا لمعهد نيس تسيئونا التابع للموساد، وفي عام 2004م، ومن المعتقد به أن الموساد قام بدس السم للشهيد الراحل القائد ياسر عرفات أبو عمار، وقد أوضح الهالك شارون في تصريح له مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قائلاً: (سنساعد الرب في التخلص منه)، وقد حوصر الشهيد أبو عمار في المقاطعة في رام من قبل القوات الصهيونية والدبابات، وكان الدواء والعلاج والغداء يمُر للمحاصرين من خلال قوات الاحتلال؛ وقائمة الاغتيالات للموساد يصعب حصرها لكثرتها، وقد اتسعت وزادت عمليات الموساد مؤخراً وأصبحت لها يد طويلة في القتل والإرهاب والاغتيالات في كل بقاع الأرض، مُستغلة دولة الاحتلال الربيع الدموي، والانقسام الفلسطيني الداخلي؛ مما يتطلب من العرب والفلسطينيين الانتباه لخطورة توسع اغتيالات الموساد، وهذا يؤكد أهمية و ضرورة بناء إستراتيجية وطنية فلسطينية، وعربية، وبناء جهاز أمني عربي موحد للرد على تلك الجرائم المتواصلة، ويتطلب من الفصائل الفلسطينية الحيطة والحذر والرد على اغتيالات الموساد خارج الوطن، بقطع تلك اليد، كما كانت في القرن الماضي منظمة أيلول الأسود ترد الصاع صاعين على اغتيالات الموساد، وليس المطلوب من الفلسطينيين والدول العربية والمسلمين أن يبقوا يتلقوا الصفعات والكفوف على وجوههم من الموساد، بدون رد رادع للموساد وقطع تلك اليد القاتلة المجرمة للموساد.