بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الخميس 12- 12- 2024
*رئاسة
سيادة الرئيس يجتمع مع البابا فرانسيس
اجتمع سيادة الرئيس محمود عباس، اليوم الخميس، في حاضرة الفاتيكان، مع قداسة البابا فرانسيس.
وشكر سيادته قداسة البابا على مواقفه الداعمة لتحقيق السلام العادل في فلسطين على أساس حل الدولتين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع، وأن تتمتع المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة بكل الحماية اللازمة.
وهنأ الرئيس عباس، البابا فرنسيس بقرب حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، مؤكدًا أهمية أن تلتفت جميع الكنائس في العالم خلال أعياد الميلاد المجيدة إلى معاناة الشعب الفلسطيني التواق إلى السلام والعدالة والانعتاق من الاحتلال، وممارسة حقه في تقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد سيادته على أهمية الالتزام بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ووجوب ضمان حرية العبادة وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة، والحفاظ على المدينة المقدسة في مواجهة السياسات الأحادية التي تمس بهوية المدينة وطابعها الحضاري.
وأكد سيادته عمق العلاقات التاريخية التي تربط دولة فلسطين والكرسي الرسولي، والسعي دوما إلى تعزيزها في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين عام 2017.
وأطلع سيادته، البابا فرانسيس، على آخر التطورات في فلسطين، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن عشرات آلاف الضحايا والمصابين والمفقودين، إضافة إلى دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات شعبنا.
وتطرق سيادته إلى التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، واستمرار جرائم المستعمرين الإرهابيين بحق شعبنا الأعزل، وعمليات القتل واقتحامات المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وإنشاء المستعمرات والتوسع الاستعماري، وانتهاك حرمة المقدسات، خاصة في العاصمة المحتلة.
وأكد سيادته ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على شعبنا، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، والإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية لتفادي مخاطر كارثة إنسانية كبيرة في القطاع.
وأطلع سيادته، قداسة البابا، على الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني، لدولة فلسطين، في المحافل الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، لوقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة وإدخال المساعدات إليه، وتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، إضافة إلى تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بفتوى محكمة العدل الدولية الخاصة بإنهاء الاحتلال والاستيطان.
وأكد الرئيس عباس، أهمية حشد الجهود لدعم مسعى دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كذلك الحصول على المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين.
وكان سيادته، قد وصل أمس الأربعاء، إلى العاصمة الإيطالية روما، ومن المقرر أن يلتقي اليوم مع رئيس وزراء الفاتيكان بيترو بارولين، وان يلتقي غدا مع كل من الرئيس الإيطالي ماتاريلا، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
ويرافق الرئيس عباس: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زياد أبو عمرو، ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري، وقاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان عيسى قسيسية، وسفيرة دولة فلسطين لدى إيطاليا عبير عودة.
*فلسطينيات
الهباش في اجتماع مجموعة روسيا والعالم الإسلامي: جرائم الاحتلال تهدد بتأجيج حرب دينية مدمرة
قال قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش: إن "جرائم الاحتلال الإسرائيلي ووحشيته بحق شعبنا الفلسطيني، ومقدساته الدينية الإسلامية والمسيحية تهدد بتأجيج نار الصراع الديني، ما ينذر بعواقب وخيمة على أمن العالم أجمع واستقراره".
وأضاف الهباش في كلمة فلسطين أمام اجتماع مجموعة الرؤية الإستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي، المنعقدة يوم الأربعاء، في العاصمة الماليزية كوالالمبور: أن "اتباع سياسة الكيل بمكيالين، وازدواجية المعايير تجاه القضايا الدولية وبالذات القضية الفلسطينية، أفقد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية الثقة بالشرعية الدولية".
وطالب الدول والشعوب المحبة للسلام بالتصدي لهذه السياسة المدمرة التي تناقض القانون الدولي والشرعية الدولية، وإلزام إسرائيل احترام القرارات الدولية وتنفيذها.
وشدد الهباش على أهمية الشراكة بين روسيا ودول العالم الإسلامي في بناء نظام دولي متعدد الأقطاب، يضمن تحقيق التوازن في المنظومة الدولية، لحماية السلام والأمن والاستقرار، والتنمية المستدامة، والعدل، ويحارب الظلم والفق،ر والاستبداد.
واستذكر تصريحات سيادة الرئيس محمود عباس في كلمته أمام منتدى قمة مجموعة بريكس، في مدينة قازان الروسية، في شهر أكتوبر الماضي، حينما قال: هناك حاجة ملحة إلى نظام عالمي أكثر توازنًا وعدلاً لإيجاد حلول فاعلة للقضايا المزمنة التي يعانيها العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
*مواقف "م.ت.ف"
المجلس الوطني: التصويت بأغلبية ساحقة لصالح إيقاف حرب الإبادة انتصار للحق الفلسطيني
قال المجلس الوطني الفلسطيني: إن "تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لصالح إيقاف حرب الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، وتجديد ولاية وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" يعد انتصارا للحق الفلسطيني ودليلا على العزلة المتزايدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية".
وأعرب المجلس في بيان صادر عنه، اليوم الخميس، عن شكره لجميع الدول التي صوتت لصالح فلسطين، وحثهم على تنفيذ الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح اتخاذ تدابير صارمة لإنهاء حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري والانتهاكات المستمرة بحق شعبنا.
ودعا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال لإنهاء عدوانه والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، كما جدد دعوته إلى ضرورة عزل الاحتلال ومعاقبته ودعم شعبنا في نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال وحقه في العيش بكرامة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
*أخبار فتحاوية
اجتماع موسع في جنين إسنادًا للمؤسسة الأمنية ودورها الوطني بحفظ الأمن وبسط سيادة القانون
ترأس نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، وعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، ومحافظ جنين كمال أبو الرب، اجتماعًا موسعًا في دار المحافظة إسنادًا ودعمًا للمؤسسة الأمنية ودورها الوطني في حفظ الأمن وبسط سيادة القانون، بحضور الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية العميد أنور رجب.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن فصائل العمل الوطني، والاتحادات والنقابات المهنية، والهيئات المحلية، والأجهزة الأمنية، وذلك في إطار متابعة تعليمات سيادة الرئيس محمود عباس بتكثيف الجهود والعمل على تطبيق النظام والقانون والحفاظ على الاستقرار الداخلي والأمن المجتمعي، في ظل الأحداث المؤسفة والاستثنائية التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها، وإسناد عمل المؤسسة الأمنية ودورها الوطني في حفظ الأمن وبسط سيادة القانون، والتصدي لكل محاولات زعزعة الأمن والسلم الأهلي.
وأكد العالول على الدور الوطني للمؤسسة الأمنية في تطبيق النظام والقانون وحفظ كرامة الوطن والمواطن وصون الدم الفلسطيني.
وقال: "جئنا اليوم لدعم ومساندة عطوفة الأخ المحافظ وأبناء المؤسسة الأمنية في القيام بدورهم"، مطالبًا بتكاتف كافة الجهود والجهات والأطر من أجل الخروج من هذه الحالة، وتفويت الفرصة على الاحتلال والطابور الخامس ومن يريدون زعزعة أمن البلد.
بدوره، قال الأحمد: إن مسؤولية إنهاء ما يجري في جنين تقع على عاتق الجميع، ولا بد من استعاده الأمن والسلام، فنحن أبناء وطن واحد ولن نسمح بحرف البوصلة.
وثمن الأحمد عاليًا جهود أبناء المؤسسة الأمنية التي تعمل على مدار الساعة لضبط النظام وإرساء القانون والتصدي لكافة مظاهر الفلتان الأمني.
من جانبه، أكد المحافظ أبو الرب تنفيذ تعليمات سيادة الرئيس محمود عباس، في بسط سيادة الأمن والقانون وفرض النظام والقضاء على كافة الظواهر السلبية والتصدي لكل حالات الفلتان الأمني.
وقال: لن نسمح لأي كان بنشر الفوضى، وسيتم ملاحقة كل الخارجين عن القانون"، مؤكدًا أنه لا تهاون ولا تراجع عن ضبط الأمن وسيادة القانون في كل شبر من محافظة جنين حتى استعادة النظام واستتباب الأمن في البلد.
ودعا أبو الرب الجميع إلى الالتفاف خلف القيادة الفلسطينية ممثلة بسيادة الرئيس لدعم وإسناد المؤسسة الأمنية في القيام بدورها الوطني.
من ناحيته، شدد رجب على تعليمات القائد العام، سيادة الرئيس محمود عباس، بفرض النظام والقانون على الجميع، والتصدي لكل حالات الفلتان وزعزعة النظام، والعمل على إرساء قواعد السلم الأهلي وملاحقة الخارجين عن القانون وناشري الفتن.
*عربي ودولي
إيرلندا تعلن انضمامها إلى جنوب إفريقيا في دعوى الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل
أعلن وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن أن الحكومة وافقت على انضمام أيرلندا في قضية محكمة العدل الدولية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وسيتم تقديم المداخلة في المحكمة في لاهاي في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي أعقاب اجتماع الحكومة الأيرلندية، اليوم الأربعاء، قال مارتن: "لقد كان هناك عقاب جماعي للشعب الفلسطيني بسبب الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة، مما أدى إلى مقتل 44 ألف شخص وتشريد ملايين المدنيين".
وأضاف: "من خلال التدخل القانوني في قضية جنوب أفريقيا، ستطلب أيرلندا من محكمة العدل الدولية توسيع تفسيرها لما يشكّل ارتكابًا للإبادة الجماعية من قبل دولة ما".
وتابع: "إننا نشعر بالقلق من أن التفسير الضيق للغاية لما يشكّل إبادة جماعية يؤدي إلى ثقافة الإفلات من العقاب التي يتم فيها التقليل من حماية المدنيين"، مشيرا إلى أن "وجهة نظر أيرلندا تجاه الاتفاقية أوسع وتعطي الأولوية لحماية حياة المدنيين - وباعتبارها مؤيدًا ملتزمًا للاتفاقية، فإن الحكومة الأيرلندية ستعزز هذا التفسير في تدخلها في هذه الحالة".
وأشار إلى أن تدخل أيرلندا يوضح اتساق النهج الذي تتبعه في تفسير وتطبيق اتفاقية الإبادة الجماعية.
وبموجب الانضمام للدعوى وفقا للمادة 63 من ميثاق المحكمة، من الممكن الإدلاء ببيان عام حول كيفية تفسير اتفاقية الإبادة الجماعية التي هي موضوع النزاع، علاوة على الحدث الملموس المتعلق بأساس النزاع.
وكانت جنوب إفريقيا قد رفعت في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2023 دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، على خلفية تورطها في "أعمال إبادة جماعية" ضد المواطنين في قطاع غزة، وبالتالي انتهاكها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.
ومنذ صدور الأحكام الأولية، تقدمت دولة فلسطين وعدة دول للتدخل في القضية باستخدام بند في النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية يسمح لأطراف ثالثة بالانضمام إلى الإجراءات، من بينها نيكاراغوا، وكولومبيا، وليبيا، وتشيلي، وإسبانيا، والمكسيك، وتركيا، كما أعلنت دول أخرى نيتها الانضمام إلى الإجراءات.
*إسرائيليات
"بن غفير" يطالب بـ"حواجز دائمة" على طرق الضفة
طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الخميس، بإقامة "حواجز دائمة" على الطرقات في الضفة الغربية، زاعمًا أن حق المستوطنين في الحياة له الأولوية على حرية تنقل الفلسطينيين.
وفي منشور له على منصة "إكس" قال زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف: "أكرر مطالبتي الدائمة بإقامة حواجز دائمة على طرقات يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وإتاحة طرق آمنة لسكان السلطة الفلسطينية".
وأضاف: "حق الإسرائيليين في الحياة له الأولوية على حرية التنقل لسكان الفلسطينيين".
وأدان بن غفير مقتل مستوطن وإصابة "3" آخرين بإطلاق نار في جنوبي الضفة الغربية، مساء أمس الأربعاء.
وبموازاة الإبادة بقطاع غزة وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
*أخبار فلسطين في لبنان
"الحاج" يستقبل وفدًا من لجنة المتابعة للِّجان الشعبيَّة في لبنان
استقبل أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في البقاع م.فراس الحاج، وفداً من لجنة المتابعة للجان الشعبية في لبنان، ترأس الوفد أمين سر اللجان الشعبية في لبنان د. سرحان سرحان، وضم الوفد كل من الأخوة ناصر أسعد، خالد فرحات، سعيد مراد، أسامة عطواني، وبحضور أمين سر اللجان الشعبية في البقاع خالد عثمان، وعضو قيادة منطقة البقاع خالد أبورويس، وذلك يوم الاربعاء الموافق ٢٠٢٤/١٢/١١ في مكتب قيادة منطقة البقاع في مخيّم الجليل.
رحب الحاج بالوفد، ونوه على دور اللجان الشعبية والمتابعة المستمرة لتقديم الخدمات لأبناء شعبنا، وخاصة في ظل الظروف التي مرننا بها من عدوان صهيوني على لبنان، والدور الريادي التي تحلت به اللجان الشعبية في مخيم الجليل، التي سهرت وعملت على تأمين ما يلزم في سبيل تأمين مقومات الصمود لأبناء شعبنا.
ووجه التحية والتقدير إلى سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللُّبنانية الأخ أشرف دبور على سرعة التلبية والإستجابة لكل ما يتطلبه صمود شعبنا، وكذلك الشكر للاخوة في جمعية الخدمات الطبية الفلسطينية، الذين قدموا كل ما يستطيعون في خدمة أبناء شعبنا.
وبدوره، تقدم أمين سر اللّجان الشعبية في لبنان د. سرحان سرحان بالشكر والتقدير من قيادة حركة "فتح" ممثلة بأمين سرها في البقاع على دوره أثناء الحرب في الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا، وتأمين الإيواء ومسلتزمات الصمود لهم، مؤكداً ان هذه المبادرات التي تم تقديمها أثناء الحرب هي ليست غريبة على حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية.
*آراء
نتنياهو في المحكمة بتهم فساد/ بقلم: المحامي علي أبو حبلة
للمرة الأولى يَمثُلُ رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، أمام محكمة تل أبيب المركزية، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، ليبدأ الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد وفق لائحة اتهام تتضمن تقاضي الرَشَاوَى، والاحتيال، وخيانة الأمانة. حاول نتنياهو التهرّب من مواجهة الأدلّة، فيما لم يناقش اختصاص المحكمة ولم يعترض على استدعائه، بل سعى، بدلاً من ذلك إلى عرض بطولاته وإنجازاته العسكرية للتغطية على فساده؛ فوصف الاتهامات بأنها "سخيفة بكل بساطة"، علماً أن الادّعاء ضدّه استند إلى إفادات 120 شاهداً. وممّا قاله: "أنا أقود إسرائيل ودولة إسرائيل على سبع جبهات، وكنت أعتقد ولا أزال أنني أستطيع القيام بكل هذه الأشياء في وقت واحد". وتابع: "قبل أيام قليلة، حدث زلزال في منطقتنا، لقد غيّرنا بالفعل وجه الشرق الأوسط، وهذا له تأثيرات عالمية، إنه يتطلّب انتباهي من الممكن إيجاد توازن بين احتياجات البلاد، واحتياجات المحاكمة".
نتنياهو وخلال إدلائه بشهادته وفي تهرب من مواجهة الاتهامات، شكى الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قائلاً: "خلال إدارة أوباما، توجّه الرئيس الأميركي آنذاك إلى العالم الإسلامي في خطابه الاسترضائي في القاهرة، وتوجّه إلى إيران باعتبارها ليست تهديداً كبيراً، بل فرصة". وأضاف: أن الأميركيين "طالبوا بتجميد كامل لبناء المستوطنات آنذاك، وتعرّضت لضغوط هائلة كنّا بحاجة إلى التعامل مع أوباما والتحدّيات السياسية والاحتجاجات الاجتماعية". كذلك، دافع نتنياهو عن زوجته سارة بعد انتشار أخبار في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن فسادها، قائلاً: إنها "خضعت لاغتيال معنوي رهيب لشخصيتها، بينما هي تزور مرضى السرطان والجنود الجرحى في إسرائيل". وطلب من القضاة أثناء الجلسة، السماح له بالخروج من قاعة المحكمة للتعامل مع قضية أمن قومي"، بعد تلقيه رسالة أثناء إدلائه بإفاداته على المنصة.
وفي تباين المواقف في المستويين السياسي والشعبي يهتف أميت هاليفي عضو الكنيست تعليقاً على مثول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام المحكمة للإدلاء بشهادته للمرة الأولى منذ اتهامه سنة 2019 بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، ولا يتردد هاليفي في استخدام لغة ديماغوجية وضيعة، فيضيف: أن هذه "ليست محاكمة بل جريمة كراهية دافعها نوع الكره ذاته الذي يحرّك أبناء الشعب الفلسطيني، وهي حرب مقدسة ضد ما يمثله نتنياهو من قيم وجمهور".
على الجانب الآخر، في صف ما يُسمى (المعارضة) الإسرائيلية، يعلق يائير غولاني زعيم الحزب الديمقراطي أن نتنياهو، منذ أن وُجهت إليه اتهامات جنائية، شنّ خمس حروب ضد دولة إسرائيل، ومنذ ذلك الوقت دُفعنا إلى خمسة انتخابات، وانقلاب مجنون مزّق أوصال الأمة، ومجزرة لم يسبق لها مثيل منذ صعود الصهيونية، ولقد فشلت كل حيلة وخدعة حاول نتنياهو تجريبها لمنع محاكمته، فهو يشكك في الاتهامات الموجهة ضده، معتبراً أن التهديد الحقيقي للديمقراطية في إسرائيل لا يشكله ممثلو الجمهور المنتخبون، بل بعض أفراد سلطات إنفاذ القانون الذين يرفضون قبول اختيار الناخبين ويحاولون تنفيذ انقلاب من خلال تحقيقات سياسية مسعورة غير مقبولة في أي ديمقراطية. ولم يكن غائباً عن الأذهان أنه رئيس الحكومة الأطول عهداً في تاريخ دولة الاحتلال من جانب أول، وأنه سجّل أول سابقة مثول لرئيس وزراء على رأس عمله يُحاكم لارتكابه جرائم وجنايات من جانب آخر.
ورغم سلسلة الادعاءات الصهيونية حول نزاهة القضاء الإسرائيلي وعمل المؤسسات داخل "الواحة الديمقراطية الوحيدة" في الشرق الأوسط، فإن المكان الأجدر باقتياد نتنياهو إليه هو المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت بحق نتنياهو وغالانت مذكرتَي اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب ومسؤوليتهم عن عشرات المجازر التي أودت حتى الساعة بأرواح عشرات الآلاف من الضحايا والمفقودين، وقصف المشافي والملاجئ والخيام والمدارس والمساجد والكنائس، وتصريحات عنصرية وهمجية تستهوي تحويل البشر إلى حيوانات وتتلذذ بتجويع الأطفال والنساء والشيوخ وتشريدهم.
وكان نتنياهو استبق شهادته أمام محكمة تل أبيب بتحدي المحكمة، حين قال: "هذه هي الفرصة لتبديد الاتهامات الموجهة إليّ، هناك عبث كبير في الاتهامات وظلم كبير"، هكذا ادّعى نتنياهو خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين. وقال: "لقد سمعت وسائل الإعلام تدّعي أنّني أريد التهرّب من المُحاكمة، التهرب؟ يا له من هراء. لمدّة ثماني سنوات، كنت أنتظر هذا اليوم، أنتظر تقديم الحقيقة، أنتظر تفكيك الاتهامات السخيفة التي لا أساس لها ضدّي تماماً، أنتظر فضح أسلوب مطلقي الاتهامات بحقّي لمرّة واحدة وإلى الأبد". ويفترض أن يتابع نتنياهو تقديم إفادته أمام المحكمة الإسرائيلية بعد ظهر يوم الأربعاء، وسيكون الاستجواب المتبادل من قِبَل الادعاء حاسماً في تحديد نتيجة القضية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها