استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر عبر الهاتف الباحث والمحلل السياسي الدكتور نعمان عمرو في إطار التغطية المتواصلة للعدوان على قطاع غزة، وفي حديثه مع قناة "فلسطيننا"، أشار الدكتور عمرو إلى أنَّ تسارع الأحداث دفعت بحكومة الاحتلال للبحث عن مخرج لصفقة تبادل جديدة وحتى هذه اللحظة لم يتم حسم جميع الفجوات بين الأطراف، وما حصل في سوريا له تداعيات على القرارات المصيرية التي تتعلق بفلسطين.

وحول ما يحدث في قطاع غزة أكَّد عمرو أنه ليس عدوان بل هو إبادة جماعية بحق البشر والحجر، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية والإمبريالية لتحقيق ما تسميه إسرائيل النصر، وتابع مشددًا على أنه لو كان هناك عدالة دولية لكان مصير قادة وضباط الاحتلال غياهب السجون نتيجة ما اقترفت أيديهم تجاه شعبنا. 

وتابع عمرو، أنَّ حكومة نتنياهو تحاول تصوير أنّها حققت النصر في أماكن مختلفة واستطاعت تفكيك محور المقاومة، وتفرغت لقطاع غزة ولكن وفقًا للخبراء العسكرين كافةً في قطاع غزة المعطيات تؤكد أنَّ إسرائيل لم يبقَ لها أهداف سوى الأسرى، لذلك نتنياهو سيسكت الأصوات المطالبة بالأسرى من خلال عملية التبادل، مستغلاً ذلك لتغير ملامح المنطقة بإعادة الاستيطان والمستوطنات التي تم تفكيكها عام ألفين وخمسة عشر. وأشار عمروا أنَّ تطبيق ما سبق ذكره يتطلب بعده إعطاء أمل لشعبنا، وذلك بإعادة الإعمار والترميم وعودة الحياة تدريجيًا للقطاع، تحت إشراف الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا منظمة التحرير الفلسطينية.

وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول الشرق الأوسط، أكَّد عمروا أنَّ ترامب يحاول الإيحاء للجميع أنه القوة الخارقة القادرة على تغيير الواقع بخاصة بعد الذي حدث في سوريا، ومن المتوقع أن تقوم إسرائيل في سوريا بانتزاع السلاح والقضاء على البنية التحتية والقدرات كافة، لفرض سيطرتها وخلق الفوضى، وفرض وقائع على الأرض قد تمتد إلى أكثر ما نحن عليه اليوم. 

وفيما يتعلق بأحداث الضفة، أكد عمرو أنَّ حكومة الاحتلال تسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي والأمني الفلسطيني، إضافةً إلى اعتداءات قطعان مستوطنين، وشدد على ضرورة مواصلة الضغوط السياسية التي تمارسها القيادة الفلسطينية برئاسة سيادة الرئيس محمود عباس، وذاك لوقف العدوان والإبادة ومن ثم العودة للحلول التي تضمن السلامة والأمن والاستقلالية لدولة فلسطينية.

وحول خطة الضم، أكَّد عمرو أنَّها موجودة منذ عشرات السنوات لكن تسارعت وتيرتها بعد صعود اليمين المتطرف عام ألفين، وزادت هذه الوتيرة بعد التشكيل الأخير لحكومة نتنياهو عام ألفين وإثنين وعشرين، وتندرج هذه الأهداف بالمس بأرضنا وزعزعة الوجود الفلسطيني، ولكن شعبنا صامد وفي حالة مقاومة استراتيجية دائمة.

وتزامنًا مع الذكرى العاشرة لاستشهاد أيقونة النضال الشعبي الوزير زياد أبو عين استذكر عمرو أبو عين قائلاً: إنه كان مناضلاً ثوريًا صلبًا خارج المعتقلات وداخلها، وفي هيئة مقاومة الجدار والاستيطان والساحات كافة.

وحول إقامة الحركة الصهيونية بؤرة استيطانية على حدود لبنان، علق عمرو أنَّ هذه الخطوة هي جزء من برنامج اليمين الصهيوني المتطرف الذي يدعو إلى إقامة الدولة اليهودية حسب الشريعة اليهودية لاقامة هذه الدولة اليهودية على حدود أرض إسرائيل التوراتية.

في الختام أكَّد عمرو أنَّ إسرائيل ستعيق قرار الجنائية الدولية بمحاكمة نتنياهو، فاليمين المتطرف يسيطر على مفاصل الدولة كافة، وآخرها محكمة العدل الدولية التي تتعرض لتهديد من اليمين رغم الدلالات التي تؤكد ارتكابه حرب الإبادة الجماعية وتنفيذه العمليات العسكرية القطاع، والتي تضمنت استخدام التجويع كوسيلة للحرب واستهداف المدنيين بشكل ممنهج.