في ظل تصاعد العدوان على غزة وتزايد الضغوط الدولية والتصريحات المثيرة للجدل الصادرة عن قادة الاحتلال الاسرائيلي، نجد انفسنا أمام مشهد سياسي وعسكري معقد يحمل في طيَّته أبعادًا إعلامية وإنسانية خطيرة للغوص في تفاصيلها، استضافت الإعلامية ريم مشيرفة في حلقة خاصة على فضائية فلسطيننا، أستاذ الإعلام في جامعة الخليل، د. سعيد شاهين.

بدايةً أكَّد شاهين أنَّ المشهد في قطاع غزة كارثي إلى أبعد الحدود من الناحية الإنسانية، حيث  يَئِنُّ أكثر من اثنين مليون من المواطنين ومن تبقوا على قيد الحياة في ظروف استثنائية معقدة كارثية لا يمكن للبشر أن يتعايش معها، فقد حولت إسرائيل بأعمالها السلوكية الهمجية والوحشية قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة، بعد أكثر من أربعة عشرة شهرًا من الحرب الإبادة على شعبنا، وباتت الحياة شبّه مستحيلة في ظل سياسة الحصار،الدمار، والتجويع، وفي محاولةٍ لإجبار مواطنين قطاع غزة لترك مناطقهم والذهاب إلى الشاطئ ، ومن ثم استهدافهم بشكل متعمد لقتل أكبر عدد ممكن منهم، ولكسر ذراع المقاومة الفلسطينية ودفعها إلى تقديم المزيد من التنازلات أمام هذه الهمجية الاستثنائية في التاريخ البشري.

وتابع، أنَّ نتنياهو يمارس قدرًا كبيرًا من التظليل الإعلامي للشارع الإسرائيلي، لكسب المزيد من التأييد وخاصةً وسط اليمين الإسرائيلي المتشدد لهدف البقاء في السلطة، وأن ما نجح ويتغنى به نتنياهو هو قتل الأطفال والنساء وتدمير مظاهر الحياة في القطاع.

وأضاف: أنُّ المجمعات الصناعية الكبرى هي التي تزود دولة الاحتلال بالذخيرة، وتمكنها من الاستمرار في هذه المعركة والتي تعتبر الأطول في تاريخ حروب التي شنتها قوات الاحتلال، وبالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية فتحت كل خطوط الإمداد بالأسلحة والمساعدات المالية والحماية القانونية والدبلوماسية لإسرائيل، في المقابل غزة تصارع وليس فقط الاحتلال بل الدول الحلف الأطلسي بشكل كامل.

خاتمًا حديثه، أنَّ هناك حكومة يمينية تراثية متشددة ومتطرف، تؤمن بدولة إسرائيل الكبرى، وها هي اليوم تضم الأراضي السورية، وتحاول جاهدةً القضاء على حلم الدولة الفلسطينية من خلال ضم الضفة الغربية بشكل كامل، بعيداً أكثر من ذلك بإتجاه استعادة قطاع غزه لأجل بناء المجمعات الاستيطانية وكل ذلك يقع في صلب العقيدة التوراتية والحلم التوراتي الذي يتبناه نتنياهو.