أجسادٌ أحرقها الاحتلال أمام مجتمع دولي اعتاد المشهد وصمت على مدار عام من الإبادة الجماعية في القطاع حيث الأطفال والنساء بنك لأهداف الاحتلال الذي مسح معالمه، تزامنًا مع إحراز التقدم في ملف المفاوضات، هذه التطورات ناقشتها الإعلامية مريم سليمان مع أستاذة العلوم السياسية الدكتورة أريج جبر في حلقة خاصة عبر فضائية فلسطيننا.
بدأت جبر حديثها حول العدوان المتواصل على قطاع غزة، مؤكدةً أنَّ ما يحدث محرقة بالكامل وتجاوز مفهوم الإبادة وجرائم الحرب، وتقصير المجتمع الدولي وقواعده هي من دفعت الكيان لمواصلة جرائمه، وهدف الاحتلال من التصعيد والإيغال بإجرامه دفع المواطنين للتهجير القسري، وشددت جبر أنَّ الاحتلال المجرم هو كيان وسلطة قائمة على كيان وليست دولة. وفيما يتعلق بمحكمة الجنائية الدولية أشارت جبر أنَّ إسرائيل لا يحق لها الدفاع عن نفسها أو حتى برد الفعل، فما اقترفته تستحق معاقبة المجرمين كافةً وليس فقط نتنياهو وغالانت.
وحول مسودة اتفاق لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لتولي إدارة قطاع غزه بالتنسيق مع الحكومة، علَّقت جبر على أنَّها خطوة صحيحة، ونحن بحاجتها وبحاحة إلى عقل جمعي يجمع كل الفصائل وكل مكونات المجتمع الفلسطيني تحت راية واحدة، راية منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها ممثلاً شرعيًا وحيدًا للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية الحاضنة السياسية التي لها الحراك في إطار المجتمع الدولي.
وفيما يتعلق بقرار المتطرفين بن غفير وسموتريتش بضم الضفة وفرض السيطرة الاسرائيلية عليها، أكدت جبر أنهم يعتقدون أن المرحلة المقبلة مرحلة اللا دولة ولا وجود للفلسطيني ولا حتى حق للعودة والسيطرة على قطاع غزة، لذلك الاحتلال يعمل جاهدًا على تصفية وكالة الأونروا، وتصفية القضية، وإطلاق إجرام مستوطنيه داخل الضفة.
وعلى وقع ما سبق ذكره تابعت جبر أنَّ المطولب اليوم الوحدة الداخلية، العودة لكلمة سيادة الرئيس محمود عباس التي كانت في القمة العربية الطارئة في الثامن عشر من نوفيمبر الفائت، فهي كانت واضحة ووضعت النقاط على الحروف فيما يتعلق بما يريد الفلسطينيون اليوم. وشددت جبر على أنَّ المطلوب أيضًا من الدول العربية الإصرار على قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عاصمتها القدس المحتلة واللجوء للأمم المتحدة للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل وبالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، بالاضافة إلى الضغط على المحاكم بالمحاسبة الفعلية لإسرائيل وليس فقط اتخاذ قرارات.
وتطرقت جبر إلى المستقبل القريب الذي ينتظر القضية بعد تولي ترامب الرئاسة، قائلة إنَّ ترامب قدم في السابق ما لم يقدّمه أي رئيس في الولايات المتحدة لإسرائيل، واليوم ترامب يعي أن لعنة غزة تطارد كل العالم وستكون اللغة الغالبة على حديثه وأنَّ ابتدت في سياق التهديد، فإن ترامب يعي جيدا أنَّ الفلسطيني ثابت وصامد، وهدف ترامب في رئاسته أن تكون المنطقة نظيفة من العدوان ومشاهد الحروب، وقيادة المشهد إلى نوع من الدبلوماسية وخلق التوازانات.
وفي الختام تطرقت جبر إلى المشهد اللبناني، وأكَّدت أنَّ اتفاق وقف إطلاق النار هو مصطلح إعلامي وليس نهاية الحرب، ومن فرض هذا الوقف هو الإرادة الحقيقية من المجتمع الدولي، ورغم وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 لم يعودوا سكان شمال فلسطين إلى المستوطنات، فنتياهو يخشى معاودة الحرب.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها