أجرت الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا، مقابلة هاتفية مع الكاتب والمحلل السياسي محمد جودة للحديث عن الإبادة المتواصلة بحق شعبنا الذي يحاول الاحتلال اقتلاعه من أرضه بشتى أشكال الإرهاب الإسرائيلي.

بدايةً أكَّد جودة أنَّ الاحتلال ينفذ بحق شعبنا حملة شعواء لاسيما في شمال القطاع، بهدف تهجيرهم وإخلاء الشمال قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب رئاسة البيت البيض، لذلك نرى تصعيد في عمليات القتل والتجويع بهدف تهجير سكان القطاع من شماله إلى جنوبه.

وحول الحديث عن صفقة أسرى محتملة، أكَّد جودة على أنَّ هناك حديث حول إبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك بجهود جمهورية مصر العربية التي تعمل على وقف الحرب، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وتابع جودة: "الصفقة تبصر النور في حال وافقت حكومة نتنياهو عليها، بخاصةٍ أنه سبق لها وعرقلت صفقات عدة طُرحت"، وشدد على أنَّ حركة حماس في الفترة الأخيرة أظهرت ليونة تجاه الصفقة.

فيما يتعلق بالصفقة الحالية المطروحة، علق جودة على أنها تمتد بين إثنين وأربعين إلى ستين يومًا يتم خلالها تبادل الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين، ونقل مسؤولية معبر رفح إلى السلطة الفلسطينية وهي من تتولى إدارة المعبر وفقًا لاتفاق ألفين وخمسة، الذي كان إبان حكم السلطة الفلسطينية للقطاع.

وبشأن القراءة الديناميكية التي تبديها واشنطن في طرح الحلول بخاصة في هذه المرحله القصيرة بين تسليم و تسلم الرئاسة الأميركية، شدد عودة على أنَّ إدارة الرئيس جو بايدن

لم تستطيع الضغط على إسرائيل بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل، وتابع عودة أنَّ التهديدات التي صرح بها الرئيس المنتخب دونالد الترامب في حال لم يفرج عن الرهائن قبل توليه سدة الحكم سيدفع ثمن ذلك الشرق الأوسط، هذا يعني أنه سيتم توجيه ضربة عسكرية إلى من يحتجز الرهائن في القطاع لم يسبق للتاريخ أن شهد مثلها، وأكَّد عودة أنَّ هذه التهديدات واضحة وجدية لأن ترامب معروف بجديته بطروحاته.

وتطرق عودة في حواره إلى قرار المتطرف سموتريتش بإغلاق الإدارة المدنية لضم الضفة ولمصادقة الكنيست على منع إقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا على أنَّ هذه الإجراءات كافةً تشير إلى ضم الضفة، وسيطرة السيادة الإسرائيلية على المدن الفلسطينة وذلك بتوافق مع الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة ترامب مقابل وقف الحرب في غزة، وهذا يدل على أننا أمام سيناريو أميركي جديد من صفقة القرن.

وعلى وقع ما سبق ذكره أكد جودة على أن المطلوب اليوم فلسطينيًا أن تأخذ حماس خطوة إلى الخلف، والتي تندرج في سياق الموافقة على لجنة الإسناد المجتمعي مع حركة فتح، وتسليم ملف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للسطلة الفلسطينية أو منظمة التحرير بإشرافٍ مصري.

وفي سياق متصل، أوضح جودة أن لجنة الإسناد المجتمعي مع حركة فتح، تتشكل من عشر إلى خمس عشرة شخصية سياسية مستقلة من التكنوقراط تتم بموجب قرار من سيادة الرئيس محمود عباس، إذ يكون لديها القدرة على إغاثة شعبنا وإعادة الإعمار، في حال تمت صفقة التبادل وانسحبت إسرائيل من القطاع.

وحول كشف منظمة العفود الدولية عن دلائل وافية لتثبت أنَّ إسرائيل قد ارتكبت ولا تزال ترتكب جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا،  أكَّد جودة على أنَّها في غاية الأهمية، وختم حواره مشددًا على أنَّ قرار الجنائية الدولية بحق اعتقال نتنياهو ووزير حربه غالانت، مهم وتاريخي لاسيما أن إسرائيل تسعى جاهدة بالتغطية على جرائمها التي يندى لها الجبين في شمال القطاع، وذلك بمنع إسرائيل الإعلام من تغطيتها خوفًا من الملاحقة القانوينة.