في تغطيةٍ خاصةٍ على قناة "فلسطيننا" حول دخول هدنة وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذِ، استضاف الإعلامي يوسف الزريعي، بحلقةٍ خاصةٍ أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء فتحي أبو العردات.

بدايةً وجه أبو العردات التحيَّة إلى شهداء لبنان، الذين دافعوا واستبسلوا دفاعًا عن لبنان واسنادًا لفلسطين، وإلى شهدائنا الأبرار في غزة البطلة، وفي ضفتنا الشامخة، لأنَّ الشهداء هم من نسيج واحد ومن خامة واحدة، خاصةً إنَّهم يقاتلون من أجل قضية عادلة، ومن أجلِ شعبٍ معذبٍ، وضد عدوانٍ تمادى في الإجرامِ وحرب الإبادة الجماعية.

وتابع أبو العردات قائلاً: أصدرنا بيانين بالساحة اللبنانية، واحد باسم قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والآخر باسم حركة "فتح"، ورحبنا بهذا الاتفاق الذي أوقف العدوان، وهي هدنة لمدة 60 يومًا، يستتبعها تطبيق لقرارات كانت قد اتخذت بعد العدوان المعروف في عام 2006 ضد لبنان، والمستند إلى وقف العدوان وتطبيق القرار 1701، بكل مندرجاته وحسب ما وافقت عليه الحكومة اللبنانية.

وحول المستجدات والتغيرات التي طرقت على ملف المفاوضات في لبنان للوصول إلى ايقاف اطلاق النار قال أبو العردات: من وجهة النظر الاسرائيلية بررها نتنياهو بالقول "إن الجيش الاسرائيلي بحاجة إلى استراحة، وإعادة تشكيل وترتيب، وإنهم حققوا جزء كبير من ما كانوا يهدفون اليه.

أما بالنسبة إلى الجانب اللبناني هناك عدة عوامل، أولاً: الصمود الأسطوري، حيث استطاعت المقاومة تحمّل الضربات الكبرى التي وجهت لها أبرزها استشهاد الأمين العام السيد حسن نصر الله، ونائبه السيد هاشم صفي الدين، واستهداف مجموعة من كوادرها، إلا أن المقاومة ضمد جراحها وتعافت سريعًا، وبرزت دورها في المواجه بالميدان. العامل الثاني هو قرار محكمة الجنايات الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت كمجرمين حرب، وكان لهذا القرار تأثير كبير على الحكومة الاسرائيلية، بالإضافة إلى الموقف الأوروبي وبعض الدول التي ساندت قرارات المحكمة الدولية باعتقالهم في حال خطة اقدامهم أراضيهم. ثالثا: التغييرات في الموقف الأمريكي بعد الانتخابات، والتفاهم الذي جرى بين الرئاسة السابقة والرئاسة الحالية، واستمرار مهمة مبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين. ورابعًا: وحدة اللبنانيين، وذلك من خلال المفاوضات التي جرت مع دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ومع رئيس الحكومة اللبنانية، بالتشاور مع الأخوة في حزب الله، كل هذه العوامل المهمة والحقيقية تطرقت في موضوع الميدان، فضلاً عن نضوج اللقاءات والجولات التي أجريت من أجل ايقاف هذا العدوان على لبنان، والتي أدت إلى قبول الحكومة الاسرائيلية المتغطرسة المجرمة بهذا الاتفاق.

وتطرق إلى مواقف الدول العربية في ظل الإبادة التي يتعرض لها شعبنا في غزة ولبنان قال: نحن أمة عظيمة، عربية وإسلامية، أهل غزة لم يطلبوا من أي دولة أن تأتي بجيشها لتقاتل عنهم، لكنهم كانوا يتأملون من إخوانهم العرب مواقف أكثر جدرية، وأوضح أن القمة التي حصلت في المملكة العربية السعودية والقرارات التي اتخذتها جيدة ممتازة، لكن بحاجة إلى ترجمة المزيد من الضغط من أجل تطبيقها، خاصةً في ظل هذه الظروف الراهنة، والأولويات اليوم هي وقف العدوان على غزة كما تم في لبنان.

وأضاف أبو العردات: إن القضية الفلسطينية بحاجة إلى مزيد من الجهد لإحياء التضامن العربي بشكل فعلي وليس بشكل خطابي، ولمطلوب من الجماهير العربية دور أكبر يتناسب مع الموقف العالمي، مؤكدًا أن لا أمن ولا استقرار ولا سلام في العالم دون حل القضية الفلسطينية.

وشدد أبو العردات، يجب أن تتكامل الدول العربية والإسلامية والدولية من أجل أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة القائمة على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وحق اللاجئين في العودة، وحقه في مقاومة الاحتلال، بالإضافة إلى حقه بتقرير مصيره.

ختم حديثه قائلاً: يجب أن نتضامن مع أنفسنا من خلال وحدة وطنية فلسطينية قائمة على أساس ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي من أجل غزة وإعادة اعمارها، وحماية الضفة الغربية من مخطط الضم والتهجير، وحق اللاجئين في العودة، هذه ثوابت أساسية يجب أن نتمسك بها. داعيا إلى الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده.