في تغطية خاصة على قناة "فلسطيننا" حول دخول هدنة وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، استضافت الإعلامية مريم سليمان عبر الإنترنت الباحث في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي الدكتور عبد المهدي مطاوع، حيث أشار إلى أن إسرائيل أدركت أنه إذا استمرت في الحرب أكثر من ذلك لن تحقق أكثر مما حققته، لذلك قررت إنهاء الحرب مقابل ضمانات الولايات المتحدة، وأخطر ما في هذه الضمانات أن أي تصعيد قادم لن تكون إسرائيل بمفردها بل ستكون
معها الولايات المتحدة في الرد وهذا ما تريده إسرائيل هذا من جهة، أما من جهة أخرى اقتراب قواتها كثيرًا من نهر الليطاني، والسبب الآخر والأخير كلا الرئيسين الأميركين الحالي بايدن والمنتخب ترامب حثا على إنهاء الحرب في لبنان لأن فرنسا لديها موقف مختلف تمامًا وتعتبر أن لبنان مهم بالنسبة لها لذلك ضغطت في هذا الاتجاه.
وتابع مطاوع، نجاح الهدنة في لبنان يعتمد على الطرفين، وخلال الهدنة سيتولى الرئيس المنتخب ترامب موقفه، ولكن الحل هو بتطبيق قرار ألف وسبعمئة وواحد، وأكد مطاوع أن هدف نتنياهو من الهدنة تزويد جيشه بالسلاح واختبار قدرة حزب الله على محافظتها لاتفاق الهدنة.
وشدد مطاوع، أنَّ حرب لبنان استنزفت الأطراف كافة، ولكن الفرق في هذه الحرب أنَّ إسرائيل دولة مفتوحة للعالم وتسندها الولايات المتحدة فأي خسارة في السلاح تستطيع تعويضها، أما حزب الله ما يخسره يصعب تعويضه.
وحول ما حققه الاتفاق، أكَّد مطاوع أنَّ نجاح الاتفاق سيسمح عودة الإسرائيليين إلى الشمال، وسيساعد بتحويل قوات اليونيفيل إلى قوات فاعلة في الجنوب، والاتفاق سيحقق الهدف الرئيسي وهو إبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، أما المكسب للبنان هو عدم إعطاء الفرصة للإسرائيلي بتدمير لبنان.
وحول ردود الفعل الإسرائيلية بشأن قرار هدنة ووقف إطلاق النار، أكد مطاوع أن الاتفاق تلقى انتقادًا واسعًا يتعلق بعدم تحقيق الحرب لأهدافها، ولكن النتائج أظهرت أن الغالبية المؤيدة للاتفاق تتخطى الستين بالمئة، وعلى مستوى الكابينت الجميع وافق على الاتفاق بإستثناء المتطرف بن غفير.
وبما يتعلق بخرق الاتفاق، أعتبر مطاوع أنه في الخرق سيكون الخاسر الأكبر هو الجانب اللبناني، لأنه لن يواجه إسرائيل فحسبد بل سيواجه إسرائيل والولايات المتحدة معًا، والأمر الآخر هو احتمالية الخرق في لبنان أكبر منها في إسرائيل نظرًا للخلافات السياسية التي قد تحدث داخل التنظيم الواحد بخاصةٍ أن حزب الله مرّ بهزة كبيرة نتيجة خسارة جزء كبير من قادته، إضافةً إلى أن الحليف الأساسي إيران لديه مشاكل وإشكاليات عدة.
وفي الختام، تطرق مطاوع إلى انعكاس القرار على حرب غزة، وقال: “إنَّ فصل الساحات أمر مهم، نظرًا لاختلاف وضع غزة عن لبنان من ناحية الأهداف الإسرائيلية"، واعتقد مطاوع أن القرار في لبنان سيساهم إلى الوصول لاتفاق في غزة، فنتنياهو يسعى لإخراج ما بقي من أسرى أحياء حتى لو بصفقة مؤقتة. ووفقًا للمستجدات والوقائع الحالية أكد مطاوع على أن الاحتلال سيبقى في غزة لسنوات طويلة ولن تعود غزة كما كانت قبل السابع من أكتوبر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها