في حلقة خاصة عبر الإنترنت أجرتها الإعلامية زينب أبو ضاهر على قناة فلسطيننا، استضافت الصحافي والكاتب السياسي حميد قرمان لمناقشة تداعيات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وانعكاساتها على القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام.
افتتح حميد قرمان حديثه بالقول إن فوز ترامب يعود بشكل أساسي إلى تركيز الناخبين الأمريكيين على القضايا الداخلية مثل الاقتصاد والرعاية الصحية، مؤكدًا أن الشعب الأمريكي لا يهتم كثيرًا بالسياسة الخارجية، وأوضح أن ترامب استخدم سياسات بايدن بشكل ذكي في خطابه الانتخابي، وحقق فوزًا غير متوقع بفضل دعم من نتنياهو، الذي كان حريصًا على ألا يمنح بايدن أي إنجازات سياسية في الشرق الأوسط، مثل صفقة تهدئة أو تبادل أسرى.
وأشار قرمان إلى أن نتنياهو وجد في ترامب حليفًا مستعدًا لدعم خططه التوسعية في المنطقة، مستذكرًا تصريحاته حول ضرورة توسيع مساحة دولة الاحتلال، وتوجيه ترامب لنتنياهو بـ"ضرب إيران"، مما يشي بتصعيد محتمل في المرحلة المقبلة، وأضاف أن نتنياهو يسعى لاستغلال ما تبقى من فترة إدارة بايدن لتنفيذ أجنداته اليمينية المتطرفة في فلسطين وجنوب لبنان وربما إيران، مشيرًا إلى أن نتنياهو لا يرغب في منح بايدن أي إنجاز دبلوماسي خلال هذه الفترة.
على الصعيد الداخلي الأمريكي، ذكر قرمان أن ترامب يعتزم في أول يوم من رئاسته اتخاذ قرارات تركز على القضايا المحلية، مثل الاقتصاد والحرب في أوكرانيا، وليس الشرق الأوسط، وأوضح أن هذا التوجه قد يؤجل التصعيد المباشر في الشرق الأوسط، لكنه يبقى تحت ظل تصاعد التوترات في المنطقة، ورأى قرمان أن ترامب، المعروف بأنه "رجل الصفقات"، قد يسمح لنتنياهو بالتحرك عسكريًا لتحقيق بعض أهدافه، على أن يتدخل لاحقًا لعقد صفقة تحفظ مصالحه.
وفي حديثه عن الوضع الفلسطيني، اعتبر قرمان أن عودة ترامب قد تحمل مخاطر كبيرة، مشيرًا إلى تصريحات إسرائيلية متطرفة بشأن ضم الضفة الغربية وقطاع غزة، كما تطرق إلى دور الرئيس محمود عباس، الذي قدم مبادرات دولية تسعى لتحقيق حل الدولتين، مشيدًا بدور المملكة العربية السعودية في تشكيل تحالف دولي لدعم هذا الحل ورفض التطبيع دون إقامة الدولة الفلسطينية، ودعا قرمان إلى دعم الجهد الدبلوماسي السعودي باعتباره مفتاحًا لتحقيق استقرار المنطقة، مؤكدًا على ضرورة وحدة المسارات السياسية بين السعودية وفلسطين لمواجهة التحديات المقبلة.
واختتم قرمان حديثه بالإشادة بالدور التاريخي للرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي كان رمزًا للصمود وبناء المؤسسات الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ للضغوط وسيستمر في المطالبة بدولة مستقلة وحقوق كاملة، كما دعا إلى العمل الجاد لجلب حماية دولية للشعب الفلسطيني، بخاصة في ظل فشل الرهانات على تحركات دولية لإنهاء العدوان المستمر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها