لوزير مالية حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلية "سموتريتش" تصورات وغايات فريدة من نوعها، لا لشدة عنصريتها فحسب، وإنما لشدة بلاهتها أولاً، والبلاهة هي الغفلة الذهنية، والكلام الأخرق الذي لا تفكير فيه. سموتريتش لا يرى، ولا يريد دولة فلسطينية في الشرق الأوسط، فهو يقول بأن إسرائيل تواجه خيار إنشاء هذا الشرق على نحو مختلف.

هذا يعني لو سلمنا جدلاً بتصورات وغايات هذا الوزير، أن الدبابة ستظل هي البيت الوحيد لإسرائيل، والدبابة والحالة هذه "غيتو" من نوع لا يسمح بأي حياة طبيعية، كل شيء في حياة هذا "الغيتو" ستكون عبارة عن هذيانات أمنية، لا ولن تسمح بأي نمو وتطور وأمن وازدهار، الحياة في دبابة، حياة مغلقة، حياة بلا مساحات خضراء، ونوافذ مشرعة، وحياة بلا تأمل، وتواصل إنساني خلاق، مع الناس والطبيعة، والأهم أن هذه الهذيانات  لن يكون بوسعها، وقف تنور الحياة، خارج "الغيتو" وهذه هي الحياة الفلسطينية التي لا إرادة عندها سوى إرادة الحرية والاستقلال، وهذه الإرادة قد خَبُرَتها إسرائيل جيدًا، بأنها عصية على التراخي، والانكسار، وراسخة في صلابتها الواقعية ومن قال لا مدوية لصفقة دونلاد ترامب الأميركي، وأطاح بها كمهزلة لهذا القرن، لن يصعب عليه الإطاحة بتصورات وغايات "سموتريتش" البلهاء.

نتحدث عن عربة التاريخ وحتميته، والإرادة الفلسطينية الحرة هي من يقود هذه العربة، التي ليس بوسع الدبابة الصعود إليها ولا تدميرها، ولا حتى وقفها أساسًا.

في الترجمة العملية والواقعية لمعنى الإرادة الفلسطينية الحرة، نرى هذا الصمود الوطني الفلسطيني على أرض الصراع، صمود التحدي والمطاولة، نرى الحياة الفلسطينية وهي تمضي في دروبها نحو تخليق الممكن، ضد المستحيل، رغم كل العسف الاحتلالي، وحرب الإبادة، والتوحش الاستيطاني ضد شجر الزيتون وأهله. لا يرى سموتريتش شيئًا من هذه الترجمة، فقذيفة دبابته هي بدخانها الأسود من يعمي بصره وبصيرته.

الدولة، دولة فلسطين على الطريق يا "سموتريتش" وستصل إلى مكانتها وتمكنها، بعلم رفرف فوق مآذن مساجدها، وأبراج كنائسها في عاصمتها القدس الشرقية، ولسنا وحدنا من يرى ذلك، العالم من حولنا لا يرى سوى ذلك، وقد اعترف بغالبية مجتمعه الأممي، أن لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط، مختلفًا كان هذا الشرق أو غير ذلك، دون حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً يؤمن لفلسطين دولتها الحرة المستقلة السيدة.