بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 24- 1- 2024

*فلسطينيات
الرئاسة تحذر من خطورة التهجير من خان يونس لرفح وتعتبرها بمثابة جريمة حرب

حذّرت الرئاسة الفلسطينية، من خطورة مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي خان يونس بمغادرة أماكن سكناهم باتجاه رفح، خاصة وأن أكثرهم من المهجرين من شمال غزة ووسطها جراء العدوان المتواصل، معتبرة هذه الدعوة بمثابة جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها.
كما حذرت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي، من أن نوايا سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصبحت واضحة بتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، بما ينطوي على ذلك من آثار لا تحمد عقباها.
وطالبت الرئاسة، المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأميركية، بالتدخل الفوري لمنع إسرائيل من القيام بهذه الجريمة الكبيرة والخطيرة، والتي تخالف جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية والقانون الدولي، مؤكدة أن الوقت حان لتقوم الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي باتخاذ قرارات وإجراءات جدية، لوقف هذا العدوان الغاشم الذي أوصل المنطقة إلى هذا الوضع الخطير، والذي ينذر بمزيد من الانفجار.
وأشارت الرئاسة، إلى أن القيادة الفلسطينية ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة وعاجلة لمواجهة هذه الجريمة الخطيرة، مؤكدة أن التصعيد الإسرائيلي الجنوني، المترافق مع عمليات الإبادة الجماعية، والتهديد الوجودي للشعب الفلسطيني، سيؤدي إلى اتساع دائرة الصراع في المنطقة، وسوف يتسبب في حريق لا يمكن السيطرة عليه.
وقالت الرئاسة، إن استمرار إسرائيل بحربها على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 25 ألف مواطن، وجرح أكثر من 64 ألفًا آخرين، إلى جانب عدوانها المتصاعد على القدس ومقدساتها، وعلى مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، واستمرار تحديها للشعب الفلسطيني والقانون الدولي، لن يحقق الأمن والسلام لها أو لغيرها، وأن السلام والأمن يتحققان فقط عبر الحلول السياسية القائمة على أساس حل الدولتين.

*عربي دولي
"آكشن إيد": إسرائيل منعت آلاف المواد الأساسية من الدخول لقطاع غزة

قالت منظمة آكشن إيد الدولية: أن الإجراءات التعسفية الإسرائيلية بشأن نوع المساعدات المسموح بدخولها إلى قطاع غزة تسببت بمنع دخول آلاف المواد الأساسية من المعابر الحدودية.
وأوضحت في بيان صحفي صادر عنها، اليوم الأربعاء، أن المواد التي يتم رفضها خلال عمليات التفتيش تشمل أسطوانات الأكسجين، وأدوية التخدير للمستشفيات، والتي تعتبر حيوية بالنسبة للمصابين جراء غارات الاحتلال، بما في ذلك الأطفال الذين يتم بتر سياقينهم، إذ يتم بتر ساق أو الساقين لحوالي 10 أطفال بالمتوسط كل يوم.
ولفتت المنظمة إلى أنه من الشهادات التي وصلت إليها فإنه يتم منع دخول الفاكهة ذات النواة الحجرية بذريعة أن البذور يمكن استخدامها كرصاص أو استخدامها لزراعة الأشجار، حتى في الوقت الذي تلوح فيه المجاعة، كما يتم منع أعمدة الخيام، والتي تعتبر أساسية لتوفير المأوى لـ 1.9 مليون نازح في غزة.
وأشارت إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون تحديات كبيرة أثناء محاولتهم توزيع المساعدات التي يتم تسليمها داخل غزة، ولا يقتصر الأمر على نقص الوقود اللازم لنقلها فحسب، بل دمرت الغارات العديد من الطرق، في حين أصبحت بعض الطرق موطناً لمدن الخيام مترامية الأطراف التي أقامها النازحون.
كما أن انقطاع الاتصالات المتكرر، كالانقطاع الأخير الذي شهده قطاع غزة منذ 12 كانون الثاني حتى 21 من كانون الثاني، إذ كان هذا الانقطاع في الاتصال الأطول حتى الآن يجعل التنسيق أكثر صعوبة، كما أن عمال الإغاثة داخل غزة، بما في ذلك موظفو المنظمة، مرهقون تماما ويتعرضون لضغوط هائلة لتنسيق توزيع المساعدات، على الرغم من أنهم يواجهون نفس الجوع والخسارة والصدمات التي يواجهها بقية السكان.
وأكدت أن الافتقار إلى الوضوح والشفافية حول تحديد المواد المسموح بدخولها إلى غزة يزيد من الوقت المخصص لفحص الشاحنات، وتكدسها على الحدود.
وكان متوسط عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة وتحمل مساعدات إنسانية وإمدادات أخرى يصل 500 شاحنة. لكن سلطات الاحتلال تعمل حاليا على تقييد عدد الشاحنات المسموح لها بالدخول، فمثلا دخلت غزة 98 شاحنة فقط يوم الأربعاء الماضي، وتم فتح معبر كرم أبو سالم في كانون الأول.

*إسرائيليات
"هاليفي" يؤكد الحاجة لقوات الاحتياط مجددًا

قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي: إن "المعركة في قطاع غزة ستكون طويلةً"، مؤكدًا الحاجة إلى قوات الاحتياط مجددًا، وذلك بعد مقتل 24 جنديًا إسرائيليًا في يوم واحد في عملية نوعية للفصائل الفلسطينية.
وأضاف هاليفي: "سنواصل قتال الفصائل الفلسطينية بعزم كبير من أجل حقنا في العيش بأمان".
وعن العملية التي قُتل فيها "21" من قواته، قال هاليفي: "جنودنا سقطوا في معركة خلال عملية دفاعية بالمنطقة الفاصلة بين البلدات الإسرائيلية وغزة".
وأضاف: أن "العملية كانت تهدف لتهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان منطقة غلاف غزة إلى بيوتهم بأمان"، مشيرًا إلى فتح تحقيق معمق واستخلاص العبر كي لا يتكرر مثل هذا الحادث.
وصباح يوم أمس الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال مقتل "21" جنديًا وإصابة آخر بجروح خطيرة، في معركة مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية وسط قطاع غزة، وقعت عند الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي من ظهر الاثنين.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الجنود قُتلوا على خلفية تفخيخهم مبنيين في مخيم المغازي في قطاع غزة، وأطلق على إثر هذه العملية عناصرالفصائل صواريخ مضادة للدروع، وهو ما أدى لانفجار العبوات الناسفة وانهيار المبنيين فوقهم.
وكان الجيش الاحتلال أعلن مقتل "3" ضباط في معارك جنوب قطاع غزة، وهو ما رفع عدد قتلاه إلى "24" في يوم واحد، وبذلك يرتفع عدد الضباط والجنود القتلى منذ بداية الحرب البرية على غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى "221".
وفي ذات السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزراء حكومته أن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة ستستغرق 6 أشهر".
ونقلت عن نتنياهو قوله للوزراء في اجتماع أمس: كما قلنا مسبقًا، إن المرحلة الجوية ستستمر 3 أسابيع وهكذا كانت، وكما قلنا إن المرحلة الثانية ستستمر 3 أشهر وهكذا كانت، وهكذا نقول إن المرحلة الثالثة من تثبيت السيطرة والتطهير ستستمر 5 أشهر، وفق تعبيره.

*آراء
نتنياهو واستراتيجية منع قيام دولة فلسطينية/ بقلم: باسم برهوم

لا يفوت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة إلا ويؤكد خلالها انه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية. وكأنه يصر على تذكير الرأي العام الإسرائيلي بأنه أنذر شخصيًا من الرب  لتحقيق هذا الهدف. تاريخ هذا الرجل وحاضره يقول أنه من أولئك الصهاينة المتطرفين، المتمسكين بحذافير الفكرة الصهيونية، التي تتنكر لوجود الشعب الفلسطيني، وتحتكر ملكية الارض وتحصرها باليهود فقط،  ولعل نتنياهو قد ورث تصلبه الصهيوني وفاشيته من والده بن صهيون نتنياهو وهو مؤرخ في التاريخ اليهودي وكان يشغل منصب سكرتير زعيم التيار التصحيحي الأكثر يمينية في الحركة الصهيونية جوبوتنسكي. الذي تفرعت من حركته عصابات الارغون العسكرية المتطرفة،  التي تأسست عام 1931، وهي المسؤولة عن مذبحة دير ياسين ومذابح اخرى، وفي عام 1941 انشقت عنها عصابة أكثر تطرفًا وفاشية،  حملت اسم شتيرن وهي بدورها وقفت وراء العديد من المجازر والاغتيالات في صفوف الشعب الفلسطيني.
نتنياهو هو سليل هذا الاتجاه المتطرف في الحركة الصهيونية، ومثّل لاحقًا يمين حزب الليكود الذي هو حزب يميني بالأساس، وكان من أشد أعداء عملية السلام، ويرفض، كما سبقت الاشارة، فكرة إقامة دولة فلسطينية كليًا. ومن أجل منع الدولة عمل نتنياهو على عدة جبهات، الأولى، فرض واقع على الأرض يمنع ذلك، وتكثيف الاستيطان بشكل، وزيادة عدد المستوطنين، ثانيًا، العمل على شق الفلسطينيين، دعم الانقسام وتعزيزه، وإضعاف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني ويعترف بها العالم، ومن دون أن يتخلى عن إستراتيجيته في دعم انفصال غزة عن الضفة كهدف لمنع قيام دولة فلسطينية، فإنه قد يعود لاستخدام حماس ضمن معادلة مختلفة عن تلك التي كانت سائدة قبل السابع من أكتوبر الماضي.
ويأتي ثالثًا، إزاحة قضية القدس من المفاوضات، عبر اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بأن القدس عاصمة أبدية "للشعب اليهودي"، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. ورابعًا: استغلال اي فرصة تتاح لضم منطقة الأغوار وربما مناطق "ج" في الضفة، الأمر الذي يجعل من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أمرًا مستحيلاً، وخامسًا: أصر على إقرار قانون يهودية الدولة عام 2018، وهو القانون الذي يحصر حق تقرير المصير بالشعب اليهودي على "أرض إسرائيل"، ومفهوم الأرض بقي بلا حدود، مما يتيح التوسع باستمرار.
وفي إطار إستراتيجيته، فإن الاولوية بالنسبة لنتنياهو كانت وتبقى إضعاف السلطة الفلسطينية، فهي الكيان الفلسطيني الرسمي المعترف به، وأن إضعاف هذا الكيان بكل السبل، بما في ذلك تقوية سلطة حماس في غزة ودعم بقائها كسلطة أمر واقع وترفض العودة إلى الشرعية الفلسطينية كان هو الهدف بالنسبة له. الجميع في إسرائيل ينتظر انتهاء الحرب، ويأتي يوم الحساب عن الاخفاقات، وفي مقدمتها إستراتيجية نتنياهو في دعم حماس وأضعاف السلطة، ستكون اولى النقاط التي سيدفع رئيس وزراء إسرائيل الفاسد ثمنها.
لقد كان الحصار المالي والسياسي للسلطة واضحًا في إستراتيجية نتنياهو، وهو اليوم وفي ذروة الحرب يصر هو وممثلو الصهيونية الدينية المتطرفة في حكومته على ممارسة اقصى درجات الضغط، فهو يقوم بحرب مباشرة مدمرة في قطاع غزة، ويخوض في الضفة حربااقتصادية، وكلا الحربين لهما نتيجة واحدة هي جعل حياة الشعب الفلسطيني فوق ارض وطنه صعبة، بل ومستحيلة وطاردة له. هو ووزير ماليته المتطرف سموتريتش يناوران من اجل استمرار الحصار بالرغم من الضغوط الدولية، وخاصة من إدارة بايدن عليه.
ولكن إذا كانت هذه إستراتيجية نتنياهو، وهذه هي  أهدافه، فإن المشكلة تبقى في الموقف العربي، الذي أقرت قممه العربية منذ أكثر من عقد شبكة الامان المالي للشعب الفلسطيني،  وحتى هذه اللحظة، وفي ظل الحرب والحصار ومخطط تهجير الفلسطينيين، لم تبادر الدول العربية بتفعيل شبكة الأمان هذه، والمشكلة أن هذه الدول لم تقدم اي تبرير لعدم القيام بذلك، في حين كان بعض من هذه الدول يتناغم مع إستراتيجية نتنياهو على وجه التحديد في إطالة عمر الانقسام. عبر ضخ المال لسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة بدل أن تقوم هذه الدول بالضغط لإنهاء الانقسام، وإنها لو فعلت ذلك لما وصلنا إلى هذه الحرب الوحشية المدمرة.
وعلى صعيد آخر، وبعد انقطاع الاتصال بينهما لأكثر من شهر، اتصل الرئيس الاميركي بايدن برئيس الوزراء نتنياهو قبل أيام، وكما أعلن بايدن أنه ناقش مسألة اليوم التالي للحرب. وفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، رئيس الوزراء نتنياهو خرج ليقول أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأن قطاع غزة والضفة ستبقى في نطاق الأمن الإسرائيلي. أما بايدن فقد قال أن الدولة الفلسطينية ممكنة حتى في ظل حكم نتنياهو، مستخدمًا جملة غامضة،  بأن لتحقيق هذا الهدف أشكالاً عدة. 
من الواضح أن نتنياهو، الوارث عن أبيه التطرف، بمعنى أنه ولد في بيئة صهيونية عنصرية وفاشية متطرفة، هذا الرجل الذي رضع حليب التطرف يشارك مع سموتريتش القول ان الدولة الفلسطينية خطر وجودي على إسرائيل، والسؤال اليوم وبعد انفراط صيغته لدعم الانقسام، هل سيعد إنتاج أشكال أخرى للاستمرار بفصل قطاع غزة عن الضفة، وعن القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني؟ والسؤال الثاني هل سيجد نتنياهو دولاً عربية تتعاون معه لتحقيق ذلك كما كان عليه الوضع قبل السابع من أكتوبر الماضي؟