كتب تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" الصادرة صباح اليوم، الجمعة، أن الأفق السياسي الذي تحدث عنه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، ليس مفاوضات سياسية، وإنما إقامة تحالف غير رسمي وتعاون مع دول عربية.
ويقول إنه بعد 3 سنوات من القتال في داخل سورية، ومقتل ما لا يقل عن 170 ألف سوري، فإن الرئيس السوري، بشار الأسد، بدأ يشعر بالتغيير، ليس فقط على الساحة المحلية، وإنما في الأجواء الدولية. فالرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وصف تدمير الأسلحة الكيماوية السورية على أنه إنجاز مهم، قال إن "الولايات المتحدة تضغط على النظام السوري لوضع حد للأعمال البشعة التي يواصل تنفيذها ضد السوريين".
وبحسب الكاتب فإن هذه الصياغة مثيرة، حيث يغيب عنها مطلب إبعاد الأسد عن السلطة. وأشار أيضا إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، والتي جاء فيها أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات السياسية والمادية للمعارضة المعتدلة.
ويضيف إلى أن التحول الإستراتيجي يعود إلى قلق الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من توسع "الدولة الإسلامية" أكثر من ولاية الأسد في منصبه. ويضيف أن الأسد تحول إلى أساس ضروري للحرب ضد "داعش". وبحسبه فإن هذا التغير كان موضوع المباحثات في الأسابيع الأخيرة بين السعودية وروسيا ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار الكاتب إلى أنه في مطلع حزيران (يونيو) زار وزير الخارجية السعودية، سعود الفيصل، روسيا، وبعد ثلاثة أسابيع وصل نظيره الروسي، سيرجي لافروف إلى السعودية. ورغم أنه لم ينشر الكثير عن ذلك، إلا أن القليل يشير إلى أن السعودية وافقت على الإصلاح في سورية، بما يتضمن بقاء الأسد في منصبه. وهنا يقول الكاتب إنه "في حال صحت هذه التقارير، فإن الحديث عن تغيير إستراتيجي للسعودية تجاه الأسد منذ بداية الثورة".
ويتابع الكاتب أن السعودية ليست لوحدها في هذا السيناريو، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناول الموضوع السوري في لقائه، الأسبوع الماضي، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد يومين من زيارة السيسي للسعودية والتقائه بالملك عبد الله. ويضيف أن الاثنين ناقشا اتفاقيات تجارية، وكذلك "التهديدات الإقليمية والأزمة السورية وتقدم الدولة الإسلامية والحرب على غزة".
ويشير إلى أن السيسي رئيس إحدى الدول العربية القليلة التي لم تطلق انتقادات حادة ضد الأسد أو تطالب بإبعاده عن السلطة. كما أن الأسد لم يوجه أي انتقاد لسياسة مصر تجاه حركة حماس، في حين كان إيران أول من دعم المبادرة المصرية الأولى لوقف إطلاق النار.
ويتابع أنه لا يوجد للسيسي سياسة واضحة بشأن الأزمة السورية، ولكن إذا كان السعودية قد غيرت اتجاهها، فمن الجائز الافتراض بأن السيسي أيضا سينضم إلى دعم بقاء الأسد في السلطة.
ويقول أيضا أن هذه ليست بشائر جيدة للمعارضة السورية، فالمحور السياسي الجديد لن ينقذ الأسد فحسب، وإنما لعزل قطر عن الساحة السورية.
ويخلص برئيل في مقالته إلى أنه على هذه الخلفية يمكن فهم تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، يوم أمس الأول، عندما تحدث عن "أفق سياسي جديد". ويبدو أنه لم يقصد "عملية سياسية" مع الفلسطينيين، وإنما إلى "تحالف غير رسمي مع دول عربية تخشى الدولة الإسلامية، وترى في الأسد شريكا محتملا لإدارة المعركة ضد داعش.
ويضيف أن "التصريحات القاسية من زعماء عرب ضد حركة حماس، والتعاون السياسي والعسكري مع مصر، والمقترح الإستراتيجي الجديد الذي تعرضه السعودية، والتهديدات التي تواجهها الأردن، والمخاوف الإسرائيلية من سيطرة ميليشيات على سورية"، كل ذلك من الممكن أن يدفع نتانياهو باتجاه إقامة بنية تحتية للتعاون الإقليمي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها