الأخطر في تصريحات الرأس الحمساوي فتحي حماد –كان وزير داخلية في حكومة الانقلابيين- ليس في تخوين رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية، رئيس فلسطين، والتشكيك بوطنية قادة ومنتسبي المؤسسة الأمنية الفلسطينية وحسب، بل بانخراطه الشديد الوضوح في مؤامرة منظومة الاحتلال الاستيطان العنصرية (إسرائيل) وحملتها الدعائية المبرمجة على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عمومًا، والتكامل معها شكلاً ومضمونًا وتوقيت إطلاق صواريخه الكلامية، المزودة برؤوس كيماوية سامة، أشد فتكًا بالوحدة الوطنية، من كل قنابل جيش المنظومة التي القيت على قطاع غزة خلال الستين يومًا الماضية.

فهذا المنشأ في ظلام معابد كهنة الاخوان المسلمين الضالين منذ سنة 1980 قال بما يقطع الشك باليقين أن جماعته تريد القدس لتكون كما سماها (عاصمة الخلافة الاسلامية) عاكسًا المتأصل في أدمغة رؤوس الجماعة، فقد سبقه قول أحدهم –وهو شخص مهم جدا، لكنه غير مرئي– بأن هدفهم: "تحرير فلسطين لتعود إلى حكم الاسلام" وكأن حماد ومن سبقه يثبتان دعاية رئيس حكومة منظمة الاحتلال الإرهابية بنيامين نتنياهو الكاذبة بأن اسرائيل تحارب داعش في غزة- في إشارة إلى تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) الإرهابي، ليس هذا وحسب، بل إنهما يمنحان نتنياهو مسوغات اضافية لتمرير دعاية "الصراع الديني" ملخصه حسب الكذبة الصهيونية أن "اسرائيل اليهودية تخوض حرب وجود مع المسلمين"، وبذلك يتطوع فتحي حماد، لمنح نتنياهو ورؤوس الصهيونية الدينية براهين مادية لتثبيت كذبتهم كأمر واقع، ما يؤدي إلى أضعاف مساندة الرأي العام العالمي للحق الفلسطيني، ولنضال الشعب الفلسطيني وحركة تحرره الوطنية ضد الاستعمار والاحتلال والصهيونية العنصرية.. أما تفنيد حماد وتكذيبه لتفوهات مرؤوسيه حول انسلاخهم التنظيمي عن جماعة الاخوان المسلمين، والترويج بأنهم حركة وطنية فلسطينية، فهذا لايمكن اعتباره إلا تعبيرًا صادقًا عن مكانة منهج الكذب على الجماهير، والعبث بمصائرها، أما طعن حماد بالشرف الوطني لسيادة الرئيس أبو مازن، وكذلك الطعن بالعقيدة الوطنية للأجهزة الأمنية الفلسطينية، فإن سكوت ما يسمى مكتب رئاسة حماس في الخارج والداخل عنه سنعتبره انخراطًا جماعيًا وضلوعًا مباشرًا في المؤامرة على المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى مستقبل فلسطين كدولة وطنية عربية تقدمية ديمقراطية، حسب ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية ففي هذه اللحظة المصيرية، وأثناء حملة الإبادة الاستعمارية الصهيونية الدموية على شعبنا، فنحن نعض على الجراح احترامًا لدماء عشرات آلاف الشهداء والجرحى وملايين النازحين من شعبنا الفلسطيني، ونتغاضى عن جرائم البعض بحق الأخلاقيات والقيم الوطنية، فالمناضل الوطني، تهمه سلامة المبادئ، وأساليب التعبير عنها، قبل سلامته الشخصية، ذلك أن فساد الأولى سيؤدي حتمًا إلى تدمير المجتمع الوطني، ومن ثم تدمير فكرة الحرية والتحرر الوطني، لكن لا يمكننا الصبر أكثر ونحن نرى كيف يجدل أمثال حماد حبائلهم، مع حبائل الصهيونية الدينية!!.

فنحن لدينا الكثير لتعلمه وتعرفه الجماهير، لكن أخلاقنا الشخصية والوطنية، وتقديسنا لأرواح شهداء شعبنا والدماء النازفة بغزارة، وآلام الجرحى، مآسي ومعاناة النازحين، تجعلنا نقدم المصلحة الوطنية على أي اعتبار آخر.

أما جريمة  فتحي حماد التي ترقى الى مستوى الخيانة العظمى لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني، ولضمائر إخوتنا في العروبة والمصير، ولوعي الشعب الفلسطيني والأمة العربية وكذلك لكل أصدقاء فلسطين الأحرار والتقدميين في العالم، وطعنا في الظهر لمعاني الحكمة والعقلانية والإيمان بالحق الفلسطيني التاريخي والطبيعي، والتمسك بالثوابت الوطنية، وللمصداقية والصلابة في القيادة التي يكرسها سيادة الرئيس أبو مازن منهجًا في قيادته السياسية للشعب الفلسطيني فلا يجوز المرور عليها باعتبارها طيشًا، أو عبثًا، إنها أخطر بكثير مما يعتقد البعض، فمنظومة الاحتلال ستستغل كلام فتحي حماد وتوظفه لرفع وتيرة حملة الإبادة الدموية، الإرهابية الهمجية المدمرة على الشعب الفلسطيني، وسيعتبره نتنياهو بمثابة "منحة ثقة" لمواجهة منتقديه ورافضي سياسته المدمرة لمبدأ السلام، ليقول بلسان مجرم كذاب أشر: أتأكدتم الآن أننا نحارب داعش؟!.