دولة ولدت من رحم العنصرية والتطهير العرقي والفاشية والنفي لشعب حي وقائم ومليء بالحيوية والحياة والقيم الحضارية، صاغها سادتها الاستعماريون في الغرب الرأسمالي لتكون قنبلة متفجرة في كل لحظة، وأداة قتل وإرهاب وجريمة منظمة لتفتيت العرب وتمزيقهم ونهب ثرواتهم وخيراتهم، وحرمانهم من الاستقرار والتطور، وأشغالهم بالحروب والفتن والصراعات البينية من خلال عملاء السادة واداتهم في إسرائيل اللقيطة، وقامت على وعي مزيف، وشعارات وهمية وكاذبة لا أساس لها من الصحة، وأقاموها وهي تحمل عصا غليظة لتشهرها على رؤوس العرب عمومًا والفلسطينيين خصوصًا، وانتهجت طريق سفك الدم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ونهب الأرض الفلسطينية العربية، استنادًا إلى المقولات والأساطير الدينية العبثية مثل "قتل الاغيار"، والتعامل معهم ك"عبيد وخدم"، و"الركوب عليهم"، والتعامل معهم ك"حيوانات"، كما أعلن وزير الجيش الإسرائيلي غالانت مع اشتعال نيران حرب الإبادة الحالية.
هذه الدولة المارقة والخارجة على القانون التي أنتجت وعيًا وثقافة عنصرية، وكراهية عميقة ضد الآخر الفلسطيني العربي متجذرة في أوساط مرتزقتها من مختلف الأطياف الصهيونية العلمانية والدينية من اليهود الخزر لسحق الفلسطينيين، ان لم تتمكن من نفيهم وتطهيرهم عبر الوسائل المختلفة، وسنت كل ما يخطر على بال من قوانين الغاب والقرصنة لمواصلة حرب الإبادة، والسيطرة على أرض الوطن الفلسطيني من الماء إلى الماء، ونفت حقهم في إقامة أي دولة لهم بين البحر والنهر، لأن يدها الفاشية طليقة، ومدعومة بكل اسلحة البلطجة والإرهاب والعنصرية من واشنطن وحلفائها في الغرب الرأسمالي، تلك الدول التي انتهكت القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وشرعت للدولة الخزرية إرتكاب ما تشاء من جرائم الحرب تحت عنوان "لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها".
وما يجري من حرب الأرض المحروقة على قطاع غزة والضفة الفلسطينية عمومًا والقدس العاصمة خصوصًا، التي تقودها واشنطن مع حلفائها في لندن وباريس وبرلين وروما وأوتاوا وغيرها من العواصم، ومنح أداتهم المهزومة إسرائيل استخدام ما يشفي غليلها الإجرامي من أسلحة الموت ضد الفلسطينيين، مما دفع الوزير عميحاي الياهو، وزير ما يسمى التراث أمس الأحد الموافق الخامس من نوفمبر الحالي بالإعلان جهارًا نهارًا وعلى الملآ في لقاء إذاعي عن اللجوء لخيار "إسقاط قنبلة نووية على غزة".
ليس هذا فحسب، بل ليكشف عمق فاشيته، وعدم اهتمامه بالأسرى الإسرائيليين، رد على المذيع السائل، بالقول "دماءهم ليست أهم من دماء الجنود الإسرائيليين". وعلى إثر ذلك، قرر نتنياهو، رئيس الوزراء تعليق مشاركته في اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر، للتغطية على عاره وعار وزيره وحكومته الفاشية. لأن ما نطق به عضو حزب "القوة اليهودية" لم يأت من فراغ، وإنما كشف الوزير المستور الفاشي الصهيوني، باعتباره أحد الخيارات المطروحة على حكومته الوحشية، أي ان خيار "القاء القنبلة النووية على قطاع غزة"، ليس خياره هو، ولا خيار حزبه فقط، وإنما هو جزء من أهداف حكومة الحرب الإسرائيلية.
وهو ما يكشف ويفضح إسرائيل الخارجة على القانون، مجددًا أنها تملك القنبلة النووية، التي حاولت طيلة عقود من إضفاء الضبابية والغموض على امتلاكها لاكثر من 200 رأس نووي، ويؤكد أن دولة المرتزقة لن تتورع عن ارتكاب أي عمل اجرامي وهمجي ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني. لانها محمية من ملاحقة القانون الدولي، ومن المحاسبة على جرائمها من دول الغرب عموما والولايات المتحدة الأميركية خصوصا، الوحيدة في العالم التي القت القنابل النووية على هيروشيما ونكازاكي المدينتين اليابانيتين في السادس والتاسع من أغسطس 1945 عشية إنتهاء الحرب العالمية الثانية لتفرض هيمنتها على العالم عمومًا، ولتفرض سيادتها على الغرب الرأسمالي، واللتان أودت بحياة 220 ألفًا من الأبرياء اليابانيين آنذاك.
فإذا كان سادة الأداة الوظيفية الإسرائيلية استخدموا هذا السلاح المحرم دوليًا، والمرفوض من كل شعوب الكرة الأرضية لاخطاره التدميرية الهائلة؟ لماذا لا تتمثل نموذجها وعنوانها ومثالها الأعلى اليانكي الأميركي؟ ولكن تجاهل الصهيوني المجرم عميحاي الياهو هو وأركان حكومته، أن إلقاء القنبلة النووية على غزة المحاصرة، والمنكوبة بحرب الإبادة منذ ثلاثون يومًا حتى الآن، لا تقتصر آثارها على الفلسطينيين وحدهم، وإنما ستطال آثارها المجتمع الصهيوني الاستعماري. لأن القاء القنبلة النووية على غزة يختلف عن القاء القنابل الأميركية على مدن بعيدة عن أراضيها، وأضرارها التدميرية التي لم تطال أي أميركي.
اعلان الوزير عميحاي الياهو واضح وجلي، وإن حاول أن يلتف عليه، بيد أن المستور الإسرائيلي انكشف، وعلى العالم الحر والأقطاب الدولية الأخرى والأمم المتحدة والهيئات الدولية، أن يتخذوا ما يلزم فورًا لوقف الحرب البربرية الوحشية، التي ألقت إسرائيل خلالها حجم قنبلتين نوويتين على قطاع غزة، أي ما يزيد على 25 ألف طن من القنابل والصواريخ بكل أنواعها المحرمة دوليًا من الفسفور الأبيض والقنابل التدميرية الأخرى، لحماية الإنسانية من شرور وإرهاب أميركا وإسرائيل وحلفائهم. هل ينتفض العالم الإنساني لوقف الوحشية الصهيو أميركية؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها