من المثير للاستغراب والدهشة التي تؤلم، أن يواصل عدد من المعلمين الإضراب والتظاهر، بعد كلمة رئيس الحكومة، د. محمد اشتية في التاسع من هذا الشهر، والتي أكد فيها التزام الحكومة التام، بجميع الاتفاقات الموقعة، مع النقابات، ومنها بالطبع نقابة المعلمين.

بعد هذه الكلمة والتي يمكن اعتبارها واحدة من أوضح خطب العقد الاجتماعي وأكثرها شفافية، يصعب التصور أن دعاة التظاهر والإضراب ذوو مطالب نقابية فحسب...!! لا سيما أن هذه الكلمة قد انطوت على أبلغ تفصيل لطبيعة الوضع الاستثنائي الراهن الذي نعيش، الذي يواصل الاحتلال الإسرائيلي، تعديد صعوباته ومفاقمة هذه الصعوبات، وعلى نحو دموي غالبا، وفي خضم هذا الوضع، وهذا الواقع، تعمل الحكومة على تحدي هذه الصعوبات، والتصدي لها بهذه الوسيلة أو تلك، لأجل حياة كريمة لجميع مفاصل شعبنا، بمختلف تسمياتها. وحتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً مع الاحتلال الإسرائيلي.  

 لسنا في بحبوحة مالية، ولا سياسية بطبيعة الحال، الصراع يشتد، إذ تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي حربها العدوانية، ضد فلسطين، شعبًا، وأرضًا، وقيادة، ومشروعًا وطنيًا يسعى للحرية والاستقلال. وهذا ما يدعونا بلا أية تأويلات سياسية، ولا أية مخاتلات حزبية، لأن نكون صفُا واحدًا موحدًا، فالمعركة هي معركة مستقبل ومصير، والنصر، ولا شك في هذه المعركة لن يكون لغير شعبنا وأحلامنا وتطلعاتنا، وخير النصر هو للكل الفلسطيني أيًا كانت هويته السياسية، أو الحزبية أو العقائدية، والنصر كما نعرف صبر ساعة، فلنحمل بعضنا البعض، ونتقاسم رغيف الصبر والصمود، وما بعد الضيق والشدة إلا الفرج، شرط أن نسعى سعي رجل واحد، وبهذا الشرط نحن على ثقة تامة من النصر والفرج. 

المصدر: الحياة الجديدة