على مشارف العام السابع والخمسين من عمرها تتحرى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي أعلنت رصاصتها الأولى، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، هلال الدولة في دروب المقاومة الشعبية، ومن فوق جبل صبيح وتلال برقة.
لا تعرف ولم تعرف حركة "فتح" يومًا شيئًا اسمه المستحيل، لتواصل مسيرتها في دروب الثورة ذاتها، ونحو انتزاع حقوق شعبها المشروعة كافة، في الحرية والعودة والاستقلال. 
وفي كل مرحلة من مراحل النضال الوطني الفلسطيني تجد "فتح" حلقتها المركزية لتعمل على التصدي لمهاماتها بأساليب نضالية جديدة، أساليب عملية ومشروعة، غايتها التقدم نحو تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى، بثوابتها المبدئية، وحماية النضال الوطني، بكل فصائله، وجماهيره في الوقت ذاته. 
على مشارف العالم السابع والخمسين من عمرها، حركة فتح هي المقاومة الشعبية وقد تجسدت في أيقونات باهرة، في باحات الأقصى المبارك، وحارات الشيخ جراح وسلوان، وفي أعالي بيتا وبرقة.
و"فتح" في هذا العمر، والحكمة ضالتها، حراك ونضال سياسي، ودبلوماسي لافت ومثمر، حتى باتت فلسطين على خريطة الوجود السياسي العالمي، في محافلها الشرعية، من الأمم المتحدة إلى مختلف هيئاتها ومنظماتها واتفاقياتها الدولية.
ترأست مجموعة السبعة والسبعين زائد الصين، مثل دولة كاملة العضوية عام 2019، وجاءت بالولاية القضائية لمحكمة الجنايات الدولية على الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 2021، وصارت فلسطين تقاضي الاحتلال في محكمة العدل الدولية وحتى الولايات المتحدة ضد نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، وفي دروب مكافحة الارهاب أينما كان، سجلت فلسطين انجازات لافتة استحقت الاعجاب والتقدير من المجتمع الدولي.
و"فتح" منذ انطلاقتها وحتى اللحظة هي "فتح" البناء والعمل والتأسيس، وإذا كانت ثمة أعطال، وعراقيل في مسيرة النضال الوطني، فإنها تظل أعطال، وعراقيل اللحظة المريضة التي سببها الانقلاب الحمساوي، وما أنتجه من انقسام بغيض ما زال يغذي هذه اللحظة المريضة ...!!
وللموضوعية، لن نتجاهل واقعية الخلل الحاصل بشأن هذه المسألة، أو تلك من مسائل الشأن العام، الخلل الذي يعرقل التقدم المطلوب، نحو مزيد من التفعيل في دروب البناء والمقاومة الشعبية معا، ويقينا تظل هذه المسألة في حسابات حركة "فتح" بولاية السلطة الوطنية، لمعالجتها على نحو استئصال الخلل ومكامنه ومسبباته.
سبع وخمسون عامًا واليفاعة تطرق أبوابها دائمًا، وتدخل إلى باحات أطرها، ومواقع هذه الأطر القيادية، والشبيبة رافدها، وللمراة مكانتها في هذه الأطر، وقد أعلنتها وثيقة الاستقلال حارسة لبقائنا، ونارنا الدائمة. 
وفي ذكرى انطلاقتها اليوم تحية لشهداء شعبنا، تحية لأسراه، تحية لجرحاه، تحية مجد ومحبة ووفاء، سلام لكل شهداء اللجنة المركزية من أحمد موسى وحتى ياسر عرفات الزعيم الخالد وشعاره الراسخ: يا جبل ما يهزك ريح..
وفي ذكرى انطلاقتها نجدد العهد والوعد والقسم، قدمًا ماضون خلف قيادة شعبنا الحكيمة والشجاعة برئاسة الأخ الرئيس أبو مازن حتى القدس حتى القدس حتى القدس.

 

المصدر: الحياة الجديدة