بقلم: أبو شريف رباح

بدأ إعلام العدو الصُّهيوني منذ الإعلان عن تمكن ستة أسرى من الفرار من معتقل جلبوع المحصن عبر نفق الحرية ببث الشائعات والأخبار الكاذبة كي يفرق بين أطياف الشَّعب الفلسطيني في الوطن وداخل أراضي 48، وذلك من أجل نشر الفتنة بين الفلسطينيين من جهة، وكسر الروح المعنوية لديهم من خلال الأخبار الملفقة والكاذبة بغية هزيمة الشّعب الفلسطيني نفسيًا من جهة أخرى.

فتارةً ينشر صورة شاب من أبناء الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 مُدعيًا إنه هو من قام بالإتصال بالشرطة، وتسليم إثنين من أبطال نفق الحرية في محاولة يائسة من العدو الصهيوني للفتنة بين أبناء الشعب الواحد.

ومن أجل رفع معنويات جيشه وأجهزته الأمنية والشرطية يقوم الإعلام الصهيوني بِبتّ أخبار كاذبة ومفبركة عن كيفية اعتقال الأسيرين القادري والعارضة، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتساب لإرباك باقي الأسرى، وضرب النسيج المجتمعي الوطني الفلسطيني وإثارة هالة من الشكوك بين  فلسطينيي الضفة الغربية وفلسطينيي الداخل المحتل، لكن ما حدث بمدينة الناصرة من مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وشرطة الإحتلال بعد خبر اعتقال الأسيرين يؤكد أن الشَّعب الفلسطيني موحَّد خلف القضايا المصيرية ومنها قضية الأسرى.

فلا إعلام العدو الصهيوني الكاذب ولا بعض الأبواق المأجورة التي تحدثت بالأمس متهمة 60 ألف ضابط وجندي فلسطيني بالعمالة والتنسيق الأمني، تستطيع النيل من صمود الشّعب الفلسطيني وقيادته وأجهزته الأمنية، كما بدأت بعض هذه الأبواق بالتهجم على الإخوة الدروز الفلسطينيين، فإذا كان هنالك عميل بين الإخوة الدروز الفلسطينيين فالأكيد أنه يوجد بينهم آلاف مؤلفة من الشرفاء الوطنيين، والدليل أن الشهيد سمير القنطار الدرزي اللبناني نفذ عملية استشهادية في فلسطين وأسر لسنوات طويلة.

ومدينة الناصرة مدينة فلسطينية وطنية مناضلة شاءت إسرائيل أم أبت، ومن وشَّى بالأسيرين البطلين ساقط وطنيًا وأخلاقيًا كائنًا من كان، ولا أصدق أن عائلة عربية قَصَدها الأسيرين وطلبوا منها الطعام هي من أبلغ شرطة الإحتلال، فمن المؤكد أن كل فلسطيني كان مع الأسرى الأحرار وكان يتضرع إلى الله أن يحميهم ويحفظهم وأن يعمي الإحتلال الصهيوني عنهم. 

لا تصدقوا إعلام العدو الصهيوني أبدًا فالفلسطينيين في داخل الخط الأخضر قدّموا الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل القضية الفلسطينية وهم جزء أساسي من الشعب العربي الفلسطيني رغم أنف الإحتلال، ولن يستطيع هذا العدو الغاصب التفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني فبالأمس القريب توجهت جحافل من أهلنا بالداخل لحماية القدس ومسجدها الأقصى المبارك ومنهم أهلنا في مدينة الناصرة الذين انتفضوا لمناصرة أهلنا في حي الشيخ جراح.

ورغم اعتقال إثنين من الأسرى الأبطال إلا أن هذا لا يقلل من الإنجاز الكبير الذي حققه الأسرى الفلسطينيين واختراقهم كل الإجراءات الأمنية بسجن جلبوع أكثر السجون الصهيونية تحصينًا، حيث أربكوا العدو الصهيوني محليًا وإقليميًا ودوليًا ومرغوا أنف قادته بتراب نفق جلبوع.