ستضيف سلطة قضاء منظومة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية جريمة جديدة إلى قائمة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية إن منحت المستوطنين الإرهابيين الضوء الأخضر للسيطرة على بيوت العائلات الفلسطينية المهددة بالإجلاء لأنها ستكون شريكة في جريمة وصفها المجلس الأعلى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأنها ترقى إلى مستوى جريمة الحرب، وهذا ما يجب أن نسلط الضوء عليه وكشفه للرأي العام العالمي المضلل بالرواية الصهيونية الاستيطانية، فنحث المسؤولين في الدول المساندة والداعمة لمنظومة الاحتلال على تحكيم ضمائرهم الإنسانية، واستشراف مخاطر الاستمرار في مسار الصمت والتغافل عن جرائم حرب (صديقتهم إسرائيل) ! .
الآن وبعد بلوغ معركة القدس مرحلة متقدمة، وبروز ردود أفعال دولية هامة أدناها الإعراب عن القلق وأحسنها المشتقة من روح القانون الدولي وإمكانية محاسبة منظومة الاحتلال على جرائمها، لا نريد من فصائل أغرق ناطقوها أو قادتها وسائل الإعلام ببيانات تهديد باستخدام سلاحهم إلا الكف عن وضع قضية القدس في منصة المزاد، والعمل على حث المنتسبين عندهم ومناصريهم للالتزام بقواعد المقاومة الشعبية السلمية التي اتخذها المقدسيون سبيلهم، فاللحظة تاريخية، لا تحتمل سرقة هبة القدس، أو حرف الأنظار عنها (بفرقعات صواريخ) ستقلب المعادلة لصالح نتنياهو والمستوطنين المجرمين..فالكل الفلسطيني متفق على المقاومة الشعبية السلمية، أي على صراع الإرادات، وقد اثبت المقدسيون صوابها وإمكانية تحقيق انتصارات، والأهم الآن أن يتجه الجميع لتطبيق القرار الصادر عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل تشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية مادام الجميع قد قال بضرورة جعل القدس ساحة اشتباك وفرض الإرادة الفلسطينية فيها، فالوطني يرفع علم فلسطين فقط في كل مكان في القدس، فراية الوطن توحد ولا تفرق، أما الراية الحزبية فإنها تفرق وتشتت وتشرذم إذا رفعت في المعارك الوطنية المصيرية فما يحدث في القدس اليوم امتحان، ونأمل المنافسة على النجاح بامتياز.
لم تقبل منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري مشهد المواطنين الفلسطينيين في القدس وهم يسقطون علمها أرضًا ويحطمون خيمة نائب في الكنيست (ايتمار بنغبير)، وانهيار المستوطنين وهروبهم ما اضطره لسحب مكتبه من حي الشيخ جراح بكراسي بلاستيك بلغت بعد المواجهة مستوى أغلى وأرقى أنواع الكراسي المعروفة في العالم ككراسي الأغنياء الوثيرة وحتى كراسي البرلمانات التي تتصارع عليها الأحزاب والقوى والأشخاص المتيمين بالجلوس على الكراسي حتى لو كان الثمن ثوابت ومقدسات!!.
لم تقبل منظومة جرائم الحرب انتصار الإرادة الوطنية الفلسطينية، والكلمة الفصل التي جسدها أصحاب الحق والتاريخ عمليًا، فشنت حملة عسكرية دامية على المصلين في الحرم القدسي، فبدا للعالم مدى انسجام وتناغم سلطة الاحتلال العسكرية مع رئاسة حكومة المنظومة وسلطة الكنيست التي اعتبرت هزيمة عضوها الإرهابي ايتمار علامة ضعف وجب تعويضها باستعادة زمام الأمور والسيطرة عبر إراقة دماء الفلسطينيين في الحرم القدسي وكسر إرادة الفلسطينيين تمهيدا لغزو المستوطنين (جماعة المعبد) الإرهابية للحرم المتوقع بعد غد، وقد تستخلص سلطة الاحتلال العبرة من صمود المواطنين الفلسطينيين في القدس وتضحياتهم ودفاعهم المستميت عن مقدساتهم وقدسهم العربية (ليلة (الجمعة - السبت) ومواجهتهم لقواتها المدججين بالسلاح والرصاص بأنواعه والقنابل في باحات الحرم القدسي وعند بوابات الأقصى، فتمضي قدما في قرار منع دخول المستوطنين ، لكن المرجح خضوعها لتوجهات المستوطنين لاعتبارات متصلة بعمليات شد وجذب وحشد في مسار تشكيل الحكومة الاسرائيلية.
نشهد في القدس معركة الحفاظ على هويتها الوطنية الفلسطينية (عاصمة فلسطين) وتراثها العربي الانساني الروحي (مدينة السلام) وحماية مقدساتها ومنع تنفيذ مخططات تهويدها، وتهجير أهلها وتحديدا في هذه اللحظات، المواطنين في حي الشيخ جرح منها، أما بالنسبة للغزاة المحتلين المستوطنين العنصريين فالأمر مرتبط ( بمزاد مفتوح على سفك دماء الفلسطينيين) فلهؤلاء مفاهيم وتعاميم مخالفة لقيم ومبادئ الانسانية وشرائعها السماوية وقوانينها، لذا سيباشرون المساومة واستغلال التنافس بين معسكري نتنياهو ولبيد للضغط والتأثير للفوز بقرار من حكومة المنظومة للسماح لهم استباحة الحرم القدسي في اللحظة الأخيرة ولا نستبعد اقدامهم على ارتكاب مجزرة بحق المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى والمدافعين عن القدس العربية بكنائسها ومساجدها وبيوتها العتيقة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها