في سبتمبر2001 قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ' آنذاك '  أريل شارون انه من غير الممكن التفاوض مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ، كما قال أن عرفات يعتبر اكبر عقبة تقف في طريق السلام ، كما قال أن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين يمكن أن تستأنف في حالة استبدال عرفات بزعيم آخر، ولكنه لم يتطرق الى هوية الزعيم الجديد .

اليوم في 24 أكتوبر2011 يشن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان   هجوما شرسا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس داعيا إلى إزالته بوصفه العقبة الوحيدة أمام السلام .. وأضاف اذا كانت هناك عقبة امام السلام يجب ازالته فهو ابو مازن ، وعبر عن ارتياحة لقرار الريس أنه ينوي الاستقاله حيث قال ليبرمان عن الرئيس أبومازن : ' انه يهدد بالاستقالة هذا الامر ليس تهديد وانما بركة واتمنى ان يقدم على هذه الخطوة لان من سيأتي مكانه سيكون افضل منه بكثير .. انه  لا يتهم سوى بمكانه وموقعه في التاريخ وهو شاهد ما جرى للقذافي وبن علي ومبارك لذلك فانه يفكر في نفسه لانه لا يساعد في تحقيق تسوية

لقد انطلق الرئيس أبومازن من استيراتيجية ثابتة وهي الحراك الدولي وبإسلوب المقاومة الشعبية السلمية .. لقد أزعجت نتائج هذا الحراك الاسرائيلين ونجاح الحراك الدولي الفلسطيني ووصول الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية القادمة الى أكثر من 140 دولة من مجموع 194 وكذلك نقترب أكثر نحو الفوز بأغلبية الـ 9دول من أصل الـ 15 في لجنة العضوية بالأمم المتحدة وهذا ما يغيظ اسرائيل ..

يشترك الشهيد الرئيس الرمز أبوعمار مع القائد الرئيس أبومازن في انطلاقة استيراتيجية واحدة وخارطة فلسطينية مستقبلية واحدة ، لهذا فليس من الغريب أن يقول الرئيس أبومازن قبل ايام ( أنا عرفاتي ) .. نعم فهما يلتزمان بالثوابت الفلسطينية وحق العودة وتقرير المصير واللاجئين والوحدة الوطنية والنضال الشعبي بكل أدواته وأسلوبه متناسبا مع المتغيرات والظروف التي نقع فيها ، فالمؤتمر السادس لحركة فتح أقر بأن المقاومة المسلحة حق مكفول في القانون الاساسي لحركة فتح كونه ينبع من قرارات الأمم المتحدة وكذلك المقاومة الشعبية السلمية اسلوب نضالي متقدم وذلك للحيلولة دون منح اسرائيل الذرائع لتدمير الحياة الفلسطينية والارض والانسان ..وهنا ايضا من الأهمية أن نذكر تصريحات المستشرق الإسرائيلي اليميني المعروف، الدكتور جاي بيخور في رسالته الى الحكومة الاسرائيلية في فبراير 2011 يصف فيها الرئيس أبومازن حيث يقول : ' أبو مازن – يريد إغراقنا باللاجئين، ويريد أن يستعيد لنفسه القدس وسائر مناطق الضفة الغربية. والسلطة الفلسطينية تحظى بالاحترام في العالم، مع أنها تحرض على إسرائيل وتندد بها في العالم في كل مناسبة تسنح لها '  .وواصل هذا المستشرق الصهيوني تصريحاته بالقول : '  إذا فهم أبو مازن هذا الأمر في الوقت المناسب، فإن سلطته ستبقى. وإذا لم يفهم، وظل يواصل ألاعيب التهرب التي يمارسها، فستختفي سلطته إلى الأبد وسيختفي معها ما تبقى من التيار الوطني الفلسطيني ' .. اذن ما تطلبه اسرائيل هو أن يتم وقف المشروع الوطني الفلسطيني التحرري بكل استراتيجياته وأهدافه ووسائله وأدواته ، بمعنى وقف الفلسطينيين لما يقول أنها معركة استحقاق الدولي عبر الحراك الدولي ، ثم عليهم أي الفلسطينيون العودة للمفاوضات دون أي شروط بخصوص المستوطنات وتهويد القدس وكل أعمال العربدة والقتل والتدمير .. ان الثورة الفلسطينية انطلقت لكي تعمل على تعبئة الجماهير واستعادة الهوية والإرادة الفلسطينية ، واليوم فإن رؤية وخطاب القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبومازن في الأمم المتحدة قد عمل على استنهاض الجماهير على أساس ان دعمها عامل للنجاح واساس كل خطوة ، وكذلك حدد ما تعني المعركة الدبلوماسية والدولة لكل فلسطيني ، وايضا القرار الحازم والنهائي بأن المفاوضات كانت اسلوب من اساليب استعادة الحق الفلسطيني وليست مجرد  عبث وجولات بلا نتائج ، لقد أكد أن أي خطوات دون الوقف التام للاستيطان وكذلك رعاية اتفاق قيام الدولة ، فلا يمكن التقدم بالمطلق .في الختام نقول أن هذا التهديد الاسرائيلي للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبومازن يؤكد أن الطريق واضح وهو إما الدولة أو لتذهبوا الى الجحيم وأن قادة الحركة قادة الشعب الفلسطيني يفكرون بالمجد والتاريخ المشرف لشعبهم قبل اي اعتبار ، ولن تثنيهم وتثنينا التهديدات حتى لو نفذت كما نفذت ضد الرئيس الشهيد أبوعمار حيث تم حصاره تم قصف المقر الذي حوصر فيه ثم استشهاد القائد الرئيس أبوعمار صامدا ومتمسكا بالاستيراتيجية الفلسطينية فاستشهد وبقيت صورته وسيرته مشرفة ويتغنى بها كل فلسطيني . ان الثورة حتى النصر ليست شعار ، بل مسيرة الشهداء القادة ويتجدد العهد أن يتواصل النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي ، ولن يجد الاحتلال أي فلسطيني يتخلى عن ثوابته أو أهدافه ، لأنه لا أحد يمكنه أن يجازف بخسارة الجمهور الفلسطيني العامل الحاسم في تاريخ القضية والحق ..