شكل إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الاعتراف بدولة فلسطين، أواخر أيار/ مايو الماضي، تتويجًا لمواقف داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والانعتاق من الاحتلال، تبنتها مدريد على مدار أكثر من نصف قرن.

وجسدت مملكة إسبانيا بهذه الخطوة رؤيتها الخاصة بحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، التي تدعو منذ عدة عقود إلى وقف استباحة فلسطين شعبًا وأرضًا، وتطبيق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وإحلال السلام بتطبيق حل الدولتين.

وفيما يلي محطات تاريخية بارزة من المواقف والقرارات الإسبانية المتصلة بفلسطين وقضيتها:

- 21 تشرين الثاني 1956، وزير الخارجية الإسباني ألبرتو مارتين أرتاجو، يؤكد ضرورة الامتثال لقرارات الأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين، لا سيما المتعلقة بحماية مدينة القدس من جميع التهديدات، وذلك في كلمة خلال الدورة الحادية عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

- تشرين الأول 1973، إسبانيا تمنع الولايات المتحدة من استخدام قواعدها العسكرية لإرسال أسلحة إلى إسرائيل.

- 22 تشرين الثاني 1974، إسبانيا تصوت لصالح قرار 3236 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يؤكد حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، كالحق في تقرير مصيره دون تدخل خارجي والحق في الاستقلال والسيادة والعودة، ويقر بأن الشعب الفلسطيني طرف رئيسي في إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط؛ ويطلب من الأمين العام أن يقيم اتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية في كل الشؤون المتعلقة بقضية فلسطين.

- 22 تشرين الثاني 1974، إسبانيا تصوت لصالح قرار 3237 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يمنح منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب ويمنحها حق المشاركة في دورات وأعمال الجمعية العامة، وأي دورات وأعمال ومؤتمرات دولية تعقد تحت رعاية منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة.

- الأول من تشرين الأول 1971، وزير الشؤون الخارجية الإسباني غريغوريو لوبيز-برافو يؤكد في خطاب بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، رفضها مبدأ الاستيلاء على الأراضي بالقوة، والحاجة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني على النحو الواجب استنادا لقرار مجلس الأمن 242 وجميع القرارات الأخرى ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة.

- عام 1977، دعا رئيس الحكومة أدولفو سواريث غونثاليث، إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة سنة 1967، وأعلن تأييد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

- 13 أيلول 1979، أدولفو سواريث غونثاليث، أول رئيس حكومة أوروبي، يستقبل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في مدريد.

- 17 كانون الثاني 1986، الحكومة الإسبانية تصدر "إعلان لاهاي" الذي يؤكد عدم الاعتراف بأي إجراءات تهدف إلى ضم الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، أو تغيير طبيعة مدينة القدس أو مكانتها من جانب واحد، وضرورة الاعتراف بالحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وضمانها.

- 27 حزيران 1989، صدور "إعلان مدريد" الذي طالب بالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير مع كل ما يعنيه ذلك.

- 30 تشرين الأول 1991، انطلاق مؤتمر مدريد سعيا لإقامة سلام دائم بين الدول العربية وإسرائيل.

- 27 تشرين الأول 1995، الرئيس ياسر عرفات يمثل السلطة الوطنية الفلسطينية في المؤتمر الأورومتوسطي ببرشلونة، الذي دعا إلى تأسيس شراكة سياسية وأمنية لتحقيق السلام والاستقرار في إقليم البحر المتوسط، وحل الخلافات بالطرق السلمية.

- 10 نيسان 2002، مدريد تستضيف اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الذي انبثقت عنه خطة خارطة الطريق.

- 24 حزيران 2008، سابقة قانونية قبلت فيها المحكمة الوطنية الإسبانية النظر في شكوى قدمها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ضد 7 مسؤولين عسكريين إسرائيليين متهمين بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة عام 2002.

- 22 تموز 2008، المحكمة الوطنية الإسبانية تصدر أوامر اعتقال ضد 7 مسؤولين إسرائيليين كبار بينهم وزراء، على خلفية القضية.

- 29 تشرين الثاني 2012، إسبانيا تصوت لصالح قرار الجمعية العامة رقم 67/19 الذي منح فلسطين صفة دولة غير عضو تتمتع بصفة مراقب في الأمم المتحدة.

- 18 تشرين الثاني 2014، وافق مجلس النواب الإسباني بأغلبية ساحقة على اقتراح ليس له صفة إلزامية، قدمته الكتلة البرلمانية الاشتراكية لمصلحة الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة.

- 9 أكتوبر 2023، الحكومة الإسبانية تعارض قرار المفوضية الأوروبية بتعليق مساعداتها للفلسطينيين.

- 26 أكتوبر 2023، وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية بالإنابة إيوني بيلارا، تدعو الدول الأوروبية لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، واتخاذ عدة إجراءات عقابية بحقها بسبب حرب الإبادة التي تشنها ضد قطاع غزة.

- 24 تشرين الثاني 2023، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يعلن خلال مؤتمر صحفي عقده عند معبر رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر أن بلاده قد "تتخذ قرارها الخاص بشأن الاعتراف بدولة فلسطين إذا لم يفعل الاتحاد الأوروبي ذلك".

- 24 تشرين الثاني 2023، بلدية برشلونة تقرر قطع جميع العلاقات مع إسرائيل احتجاجا على الحرب على قطاع غزة، وحتى وقف إطلاق النار بشكل دائم.

- 29 كانون الثاني 2024، إسبانيا تعلن أنها ستواصل دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ولن تقطع المساعدات عنها.

- 5 شباط 2024، إسبانيا تعلن أنها ستفرج عن حزمة مساعدات طارئة بقيمة 3,5 مليون يورو لصالح "الأونروا".

- 6 شباط 2024، وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس يؤكد أن بلاده علقت تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.

- 4 آذار 2024، إسبانيا تعلن بدء تنفيذ عقوبات على "12" مستوطنًا في الضفة الغربية المحتلة لارتباطهم بأعمال عنف ضد الفلسطنيين.

- 9 أيار 2024، مجلس إدارة مؤتمر رؤساء الجامعات الإسبانية "CRUE" يقرر مراجعة وتعليق اتفاقيات التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية التي لم تعرب عن التزامها الراسخ بالسلام والامتثال للقانون الإنساني الدولي.

- 10 أيار 2024، إسبانيا تصوت لصالح قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الطلب، وينص القرار على منح دولية فلسطين حقوقا وامتيازات جديدة في المنظمة الدولية.

- 17 أيار 2024، إسبانيا ترفض السماح لسفينة تحمل شحنة أسلحة متجهة إلى إسرائيل، بالرسو في ميناء قرطاجنة جنوب شرق البلاد.

- 28 أيار 2024، تبنت الحكومة الإسبانية خلال اجتماع لمجلس الوزراء مرسوما يعترف رسميا بدولة فلسطين.

- 6 حزيران 2024، أعلن وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل ألباريس نية بلاده الانضمام إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

- 29 أغسطس 2024، السفير حسني عبد الواحد يسلم نسخة من أوراق اعتماده سفيرًا فوق العادة ومفوضًا لدولة فلسطين إلى وزارة الخارجية الإسبانية.

ووفق بيانات نشرها موقع منظمة "UN WATCH" غير الحكومية، للفترة الواقعة بين 2015 و2024، فإن إسبانيا صوتت ضد إسرائيل في "121" قرارًا اتخذت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم تصوت ولو لمرة واحدة مع أي قرار لصالح دولة الاحتلال، بينما امتنعت عن التصويت في "32" قرارًا.