تقرير: بسّام أبو الرب

 
يأسر الحزن قلب المواطنة الفلسطينية روض الدبس، المقيمة في مدينة أوستا شمال ايطاليا، على حدود فرنسا وسويسرا، على ما آلت اليه الظروف عقب انتشار فيروس كورونا في العالم، وتفشيه في ذلك البلد.

"تغيرت حياتنا، فالجميع في البيت ما عدا زوجي الذي يعمل كطبيب وهو مضطر للخروج يوميا، ممنوع الذهاب إلى الطبيب هو من يذهب للبيوت لمعاينة المرضى، وهناك ادوية لكبار السن توصف شهريا يجري صرفها من دون التعامل مع الطبيب وجها لوجه"، تقول الدبس.

وتؤكد أن شراء المواد الغذائية التي تعتبر عملية شاقة، حيث يتم إدخال فقط ثلاثة أشخاص إلى "السوبرماركت" في كل مرة، وعلى الزبائن الآخرين الانتظار في الخارج مع الحرص على اتخاذ مسافة أمان لا تقل عن متر بين الشخص والآخر.

وتضيف "حتى ساعي البريد توقف عن الصعود إلى الشقق وتسليم البريد المسجل مع توقيع الشخص المعنى بالاستلام، فقط يضغط على جرس البوابة الرئيسية للعمارة ويتحدث مع أصحاب الشقة عبر "الانترفون"، ويضع الرسالة في صندوق البريد في مدخل العمارة".

وسجلت إيطاليا 475 حالة وفاة جديدة يوم امس، جراء تفشي الإصابة بفيروس كورونا، ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى ما يقرب من 3000 حالة وفاة، وهي أكبر زيادة منذ تفشي المرض.

"ايطاليا تأخرت كثيرا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاصرة الفيروس، فلو اتخذوا هذه الإجراءات من البداية لم نصل إلى ما نحن عليه اليوم، فلغاية الأسبوع الاول والحياة شبه طبيعية، رغم توقف معظم الرحلات الجوية مع الحذر الشديد من قبل الناس، لكن الدولة اكتفت بالتوصيات والناس واصلت ممارسة حياتها الطبيعية والاستهانة بالأمر"، تضيف الدبس.

وتتابع الدبس "في الأيام العشرة الأولى، كان عدد الوفيات 7 والآن وصل المئات، والإصابات بالآلاف، فلم يتخذوا إجراءات مثل الاغلاق وعزل المدن عن بعضها إلا مؤخرا، عدا عن تحايل بعض الافراد على القوانين، والبعض هرب مناطق سكناهم إلى المنطقة التي نسكن فيها ونقلوا العدوى معهم".

وتوصي الدبس الجميع بعدم الانزعاج من الإجراءات الصارمة لمحاربة ومحاصرة الفيروس؛ لأنها ضرورية جدا ولا تستهينوا بأي شي واعتبروا من غيركم.

وتؤكد أن الأحداث في إيطاليا كانت سريعة ومتلاحقة بشكل غريب. قائلة "منطقتنا الواقعة عند جبال الألب كانت لغاية الأسبوع الماضي خالية من الاصابات، وكذلك جنوب ايطاليا وكانت الاصابات والوفيات محصورة في إقليمي اللومبارديا والفينيتو، لكن ما أن قررت الحكومة إغلاق المدارس والجامعات حتى حزم سكان هذه المناطق امتعتهم وذهبوا إما لمدنهم الأصلية في الجنوب أو إلى مناطق أقصى الشمال حيث يمتلك الكثير من سكان مدينة ميلانو بيوتا في الجبال لقضاء الإجازات فيها والتزلج، والنتيجة انتشار الفيروس في كل مدن ايطاليا من الشمال إلى الجنوب واعتبار كل ايطاليا مناطق حمراء".

وتعتبر فلسطين من أوائل الدول التي أعلنت حالة الطوارئ، واتبعت خطة وقائية احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، عقب اكتشاف عدد من الحالات في فلسطين والتي وصل عددها حتى إعداد التقرير إلى 47 حالة.

يشار إلى أن السلطات الايطالية عمدت على تقسيم الدولة إلى ثلاث مناطق حمراء وصفراء وبيضاء، حسب درجة الخطورة، فمنطقة الفاللي دي اوستا (مدينة اوستا في الوادي محاطة بالقرى الجبلية) تأتي بالمرتبة الثانية بعد اللومبارديا من حيث الاصابات (بالنسبة لعدد السكان).