رفضًا واستنكارًا لصفقة القرن المشؤومة، لبت جماهير شعبنا الفلسطيني في تجمعات الساحل دعوة فصائل العمل الوطني الفلسطيني المشترك ولجان العمل، للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية الرافضة لصفقة ترامب المسماة صفقة القرن. وذلك بحضور النائب في البرلمان اللبناني حسن عز الدين، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور العميد توفيق عبدالله، وقيادة الفصائل الفلسطينية، والقوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية الوطنية والإسلامية، وعدد من رجال الدين الأفاضل، وعدد من مخاتير المنطقة، واللجان الشعبية والأهلية، ووجهاء المنطقة، وحشد كبير من أهلنا في تجمعات الساحل، تجمعوا أمام روضة الشاطئ بتجمع الشبريحا.
بدايةً ألقى عريف الوقفة الأستاذ عبدالله محمد أبو وائل كلمة موجزة من وحي المناسبة.
ثم ألقى كلمة المقاومة الإسلامية في لبنان القيادي في حزب الله النائب حسن عز الدين الذي قال: "نوجه تحية إلى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ولكافة أحرار العالم الذين وقفوا مع الشعب الفلسطيني ضد صفقة القرن". وثمن الموقف الفلسطيني الموحد للقيادة والفصائل الفلسطينية بكافة أطيافها الوطنية والإسلامية الرافضة لهذه المؤامرة الصفقة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني سوف يهزم ترامب ونتنياهو، وسيسقط صفقتهم المشؤومة تحت أقدام أشبال وزهرات فلسطين.
وقال: "إن الشعب الفلسطيني وفصائله لا يقفون وحدهم ضد صفقة القرن بل سيقف إلى جانبهم إخوانهم المقاومين في حزب الله والقوى الوطنية اللبنانية بمواجهة العدو الصهيوني الإمبريالية الأمريكية وصفقتهم التي تستهدف القضية الفلسطينية وبالقرب منها القدس الشريف ومسجدها الأقصى المبارك  وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين".
وأدان موقف الدول العربية التي حضرت وشاركت في إعلان ترامب صفقته القرنية وبحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وقال: "كما إستطاع لبنان ومقاومته أن يهزم العدو الصهيوني سيأتي اليوم الذي يهزم فيه الشعب الفلسطيني  هذا الكيان الصهيوني المسخ بالمقاومة في كافة أشكالها، من المقاومة المسلحة إلى المقاومة الشعبية بالحجر بالسكين والدهس وضرورة انتفاضة عارمة تعم كافة الأراضي الفلسطينية حتى قيام دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين".
وألقى اللواء أبو أحمد زيداني كلمة منظمة التحرير الفلسطينية جاء فيها: "عهد الله ما نرحل... عهد الله نجوع نموت ولا نرحل"، هكذا تعلمنا وهكذا تربينا في مدارس عزتنا الوطنية أن نكون هكذا وسنبقى.
وأضاف: "من قلعة الوفاء لأزكى الدماء، من شبريحا الوفاق والإنفاق، من شبريحا التألف والتحالف، عناق الدم وعشق القدس وحدها وتزينت، وتزينت بأرقى أشكال العيش المشترك، ومن الجنوب توأم جليل الأحرار نقول لترامب وتلاميذته لو تذكرتكم للحظة واحدة أسماء شهداءنا وتذكرتم أن قادة الشعب الفلسطيني قضوا شهداء على درب الحرية والاستقلال، ومضوا بعد أن اطمئنوا أن الراية بأيدي أمينة، وتذكرتم شهيدنا الرمز الخالد ياسر عرفات مع الوزير أبو جهاد وشيخ فلسطين أحمد ياسين وحكيم الثورة جورج حبش وأبو العباس وطلعت يعقوب وعمر القاسم وسمير غوشة وسليمان النجاب وزهير محسن وجهاد جبريل وفتحي الشقاقي لخجلتم قليلاً".
وتابع: "بما أنكم تجاوزتم عقلنا وارادتنا اعلموا أن كل من ساندكم وساهم في صياغة نصوصكم فلسطين ليست للبيع والقدس ليست للبيع، حيث قال الرئيس القائد أبو مازن القدس عاصمتنا وإحنا حراسها، واعلموا أننا لن نسمح لعروسنا أن تغتصب إن دفعنا مهرها نهرًا من الدماء".
يا سادة يا أكارم نحن لن نرفع الراية البيضاء فنحن من أجاد كسر المعادلات وقرع كل المستحيلات واتقن فن الصراع مع كل القوى وكل قوى الشر والعدوان، نعم ونحن الذين عبدنا كل الطرق بجماجم العمالقة، بجماجم الأبطال ونحن الصادقين  بصون النصوص والمسلمات دائمًا وأبدًا، ونحن من التزم بمفردات القسم والثوابت والخطوط الحمر، ونحن الذين سنلتزم قسم انتماؤنا.
كل قضاة العدل الدوليين قد تحطمت مطارقهم ولا قاضي أبدًا يحكم أو يطرق مطرقته ويقول هاتوا الجلاد لأن قفص الاتهام فارغ ولا جلاد فيه.
إذاً نحن مع الأحرار في هذا العالم سوف نستعيد عزتنا ومجدنا ومجد الأمة لأن مجد هذه الأمة أمانة في أعناق الأحرار والشرفاء والأوفياء. 
وسوف نستجمع كل عناصر قوى شعبنا الصابر الصامد المحتسب وسنمضي موحدين لضرب كل الفيروسات الضارة بمشروعنا الوطني، وسنحطم كل المشاريع لخلق وقائع جديدة تمس بثوابتنا وتنال من أحلامنا، الدولة المستقلة المزينة بالقدس العاصمة وحق العودة ثوابت دونها الدماء ودونها الرقاب.
نحن وبكل عظيم الشرف من أبكرنا الإطلاع لما يجري في سوريا عندما قلنا أن سوريا تتعرض اليوم إلى مؤامرة وقررنا أن نكون إلى جانبها، فأرسل الرئيس أبو مازن أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح إلى دمشق عندما كان الذهاب إلى سوريا من المحرمات وتجاوزنا كل الخطوط الحمر ولم نهتم بتهديد أو وعيد. وها نحن اليوم نقول قبل الجميع ومنذ سنتين لا لصفقة العصر، الجميع قال للرئيس أبو مازن انتظر تمهل قليلاً لماذا تقول لا لصفقة العصر رد عليهم لأن رائحة القدس فيها. صفقة العصر عنوانها الأساس المساس بفلسطين ودرة تاجها القدس الشريف.
نقول للجميع الجميع باقون ثابتون صامدون وسنواجه الكون لو تمادى على أقصانا وكنيستنا وقيامتنا. وأنها لثورة حتى النصر. 
ثم كانت كلمة أبناء الإمام السيد موسى الصدر ألقاها الأستاذ صدر الدين داوود حيا فيها القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لرفضهم هذه الصفقة، وبارك الجهود من أجل إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية ، وأكد أن الموقف الموحد للقيادة الفلسطينية برفض مؤامرة صفقة القرن هو السلاح الأمضى لمواجهتها ومواجهة العدو الصهيوني.
وقال: "إننا في حركة أمل وأفواج المقاومة اللبنانية وشعبنا في الجنوب كنا وما زالنا وسنبقى نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه التاريخية في وطنه المغتصب فلسطين وحقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم".
وأضاف: "إن رئيس حركة أمل نبيه بري دائمًا يؤكد على عدالة القضية الفلسطينية ودعمها في كافة المحافل الدولية والبرلمانات العربية والإسلامية والعالمية".
وأكد داوود رفض الرئيس بري وحركة أمل صفقة القرن التآمرية على فلسطين وقدسها وشعبها، وعلى الشعب الفلسطيني مواجه هذه الصفقة بكافة أشكال المقاومة مدعومًا بكل شرفاء وأحرار العالم.
كلمة فصائل التحالف الفلسطيني ألقاها الأستاذ عبدالمجيد عوض قال فيها: "صفقة أعدتها أمريكا لتثبت من جديد بأنها الوجه الآخر للاحتلال الغاصب، والشريك الأكبر في العدوان على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، لن تمر الصفقة، والله لو قرضنا بالمقاريض ولو قتلنا جميعًا نفراً نفراً، ولو قدمنا الشهيد تلو الشهيد، فلن نقر لهم إقرار الخونة العبيد، ولن نقر لهم بصفقة قرن ولا بأي شرعية على الوجود".
فلسطين إرث ديني وتاريخي لشعبنا وأمتنا، لا تلغيها صفقات ولا تغيرها قرارات، فلسطين في قاموس المقاومين سبع وعشرون ألف كيلومتر وسبع وعشرون، لا تنازل عن ذرة تراب واحدة منها، كل فلسطين لنا.
صفقةٌ تسعى لأن نعترف بإسرائيل، ونقولها اليوم: "لن نعترف بإسرائيل، حتى نحرر أرضنا أعزاء، أو نلقى الله شهداء".
صفقةٌ تقضي على حق عودتنا إلى قرانا في فلسطين، ونقولها اليوم: "قسمًا برب الكعبة سنعود إلى صفد إلى عكا ويافا، وسنصلي في القدس، وإن غداً لناظره قريب".
أمام هذه الصفقة الخطيرة لا بد لنا أن نؤكد من جديد بأن الحقوق تُنتزع ولا تُستجدى، ولذلك فإن مواجهة صفقة القرن تكون من خلال ضرب الاحتلال بصفعة الوحدة على قاعدة المقاومة، والمطلوب لقاء وطني فلسطيني عاجل يضع استراتيجية نضالية واحدة ترفض صفقة القرن وتضع آليات للمواجهة، وعلى رأسها المقاومة بكافة أشكالها.
ومن ثم حرق الجميع العلمين الأميركي والصهيوني ودعس صورة المعتوه المقامر ترامب.
بعد ذلك جابت المسيرة شوارع وطرقات تجمع وبلدة الشبريحا حيث علت الهتافات الرافضة والمستنكرة لصفقة القرن المشؤومة.