إنَّ ما يجري اليوم هو جريمة حرب وعملية تطهير عرقي ممنهَجة بحقِّ أهلنا في بلد صور باهر في وادِ الحمص بالقدس المحتلة وسط صمت مخزي للمجتمع العربي والدولي أمام الإجراءات العسكرية الإسرائيلية الخطيرة بالشروع في تنفيذ أكبر عملية هدم للمنازل المواطنين وتهجير سكّانها بقوّة السلاح والضرب المبرح بالعصي والهراوات على مدار وجود قوات الاحتلال منذ عام 1967م، بعد أن حولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية وإعلانها منطقة أمنية مغلقة صباح اليوم الاثنين الموافق22/7/2019م وتعد هذه الإجراءات القمعية والاعتداءات السافرة انتهاكاً صارخًا لكلّ الاتفاقيات الدولية الموقعة بين سلطات الاحتلال "م.ت.ف" وضرب بعرض الحائط لاتفاقيات جنيف الداعية لحماية المواطنين تحت الاحتلال الصهيوني.
فإنّ الهدف من وراء هذه الإجراءات العسكرية الجائرة من أعمال هدم للمنازل الفلسطينيين في وادِ الحمص هو تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي والسياسي فيها وإيجاد منطقة عازلة لفصل القدس عن بيت لحم وعدم تواصلها مع الضفة الغربية ويعتبر حي وادِ الحمص حسب اتفاقية اسلوا منطقة "أ" مصنفة وتحت السيادة الفلسطينية, في حين يتماهى القضاء العسكري الصهيوني مع رأس الهرم السياسي الإسرائيلي في رفض الاستئناف المقدم من أهالي المنطقة بالقدس بتجميد قرار الهدم.
وقد أجبرت قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين بإخلال المباني السكنية بعد رفضهم مغادرة منازلهم وقد افترشوا الأرض دون أن يتمكنوا من إخراج ممتلكاتهم الشخصية, ويخشون بقية سكان المنطقة من توسيع عمليات تنفيذ الهدم بحق نحو 200 مسكن في المنطقة صور باهر يتهدّدها الهدم بذات لذرائع والحجج الواهية, بعد هدم ستة عشر مبنى سكنيا فلسطينيا تضم أكثر من مائة شقة سكنية، تأوي نحو 500 فرد. بحجة أنه بُني بجوار جدار الفصل العنصري، وأنه يُهدد الأمن الإسرائيلي.
أن فرض سياسة الأمر الواقع بضوء أخضر من قبل الإدارة الأمريكية لقوات سلطات الاحتلال ضمن مخطط تمرير صفقة ترامب المزعومة لم تعد هذه السياسة الحمقاء هي مجرد مأساة ومعاناه فردية بل هي أصبحت جماعية ومدانة ومستفزة لكل المشاعر الإنسانية, وهذه الإجراءات الإجرامية المتواصلة تستدعي التدخل العربي دولي لتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني ولجم التوغل الصهيوني من الاستمرار في جرائمه,
إلا يتطلب من الجميع الوقوف عند مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية بالدعم والإسناد الحقيقي للمدينة المقدسة وسكانها والتصدي لانتهاكات سلطات الاحتلال الهمجي وطي صفحة الانقسام البغيض ولم الشمل الفلسطيني ومداواة الجراح وحدة الموقف والالتفاف خلف القيادة الفلسطينية وحماية مشروعانا الوطني الفلسطيني.