يا أيها المستعجلون على التطبيع، توقفوا، لا تبيعوا أنفسكم بالمجان، اقرأوا الصورة بعمق، وسوف تكتشفون أن أوهامكم تخدعكم، ويا أيها الذين تعرضون أنفسكم بهشاشة مفزعة لتكونوا انكشارية زمن ترامب، لا تتهوروا أكثر، فحين يحدث الطوفان لن تجدوا، ما تهربون إليه سوى هذا الجبل الشامخ جبل الوطنية الفلسطينية، وجبل الشرعية الفلسطينية.
ترامب قادته تغريداته العنصرية العمياء التي تعاون من خلالها مع مجموعات المسيحانية اليهودية بصفته واحدا منها، ورسا مزاده الأخير على إدارة لا يوجد لها أي مصداقية أو كفاءة ، ابتداء ببومبيو وزير الخارجية، وجون بولتون مستشار الأمن القومي، إلى الثالوث المرح جارد كوشنير، وجيسون غرينبلات، وديفيد فريدمان، لأنهم يعتبرون تغريداته البلهاء نصوصا مقدسة، فأوقعوه في شر أعماله حين صفقوا له في خطواته المجنونة ضد الشعب الفلسطيني وقضيته وقيادته، وكأنهم حفروا له حفرة في قرارها الجحيم، حتى أن كل محاولاته للنجاة جعلته يغرق أكثر في مأزق الفشل، بل إن تغريداته ضد الديمقراطيات عضوات الكونجرس، تحولت من فضيحة عنصرية بامتياز إلى جريمة كاملة أخطر من العنصرية ضد الاثنيات الكثيرة المكونة للشعب الأميركي، جريمة الانقسام الداخلية الأميركية بين الشمال والجنوب، فإذا ترامب يعيد إشعالها من جديد تحت عنوان أبيض وغير أبيض، ومهاجر أصل أو مهاجر قديم، أفلانجيلكان أو مؤمن صافي الايمان، وكل القضايا التي فجرها ترامب في الخارج والداخل لم تنعكس عليه إلا بمزيد من الفشل والخوف من المستقبل وعودة القضايا الصعبة لتطل برأسها من جديد، تقرير مولر الذي سيدلي بشهادة قريبا، الملف النووي الايراني حيث انسحب ترامب من الاتفاق لأنه تم في عهد أوباما، وحقدا على عرقه الأسود خرج ترامب من الاتفاق، فتضخمت التداعيات، وموضوع المهاجرين الذين وضعهم في معسكرات اعتقال لترحيلهم لا تليق بالحيوانات بينما هو يصفها بالجميلة!!!! رجل لا يعرف ولا يريد ان يعرف، لا يفهم وهو عدو لكل من يحاول الفهم، تغريداته تسبق عقله، ومن لا يوافق عليها من أعضاء إدارته فمصيره الطرد، ولكن الأمر غير ذلك لما جرى هذا المشهد الكثيف الغباء الذي اتخذه ترامب ضد الشعب الفلسطيني وقضيته وقيادته الشرعية، حين قرر الغاء كل مفردات القضية وازاحتها عن الطاولة، فازيحت أميركا عن الطاولة، وقررت القيادة الفلسطينية على رأس شعبها أن ليس لأميركا دور بعد ذلك سوى أن تعود الى الصراط المستقيم.
أيها الخائفون إلى حد الذعر، أيها المطبعون إلى حد العار، أيها البائعون إلى حد أن ليس عندكم شيء مستثنى من البيع، رويدكم، ما هكذا تورد الأبل، ولا هكذا تدار قضايا الأمم، ولا هكذا يتم الركوع للاعداء، ارحموا أنفسكم من مهاناتكم التي فاقت كل حد، فإن للباطل جولة بينما الحق له جولات وجولات، ارحموا انفسكم ، فالأمم لا تعيش دون قضايا، وأنتم لديكم أعظم وأعدل قضية فلماذا ترتجفون؟؟