واحد وسبعون عاماً مضت على نكبة فلسطين ولا زالت مأساتها الإنسانية مستمرة على الشعب الفلسطيني، وتأتي الذكرى في ظل تسابق عربي مخزٍ ومعيب للتطبيع مع الكيان الإحتلالي الصهيوني لفلسطين العربية، وفي ظل مشروع أمريكي- صهيوني لتصفية القضية الفلسطينية.
إحياءً لهذه الذكرى الأليمة التي تعصف بالشعب الفلسطيني، نُظّمت وقفات وإعتصامات في مخيمات بيروت، تزامناً مع مثيلاتها في فلسطين، كل فلسطين، وذلك الأربعاء في 15/5/2019.
شارك فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح"، ممثلو تحالف القوى الفلسطينية، ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والجمعيات والتيارات اللبنانية، ممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، الفرق الكشفية والموسيقية الفتحاوية، الشعب التنظيمية والأطر والمكاتب الحركية، وفاعليات ووجهاء وأهالي مخيمات بيروت. وشارك إلى جانب الحضور في مخيم مارالياس "المساعادات الشعبية النرويجية"، وبيت أطفال الصمود، و" معرض يافا".
ففي مخيم شاتيلا دعت الفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية وحركة "فتح" - الشعبة الرئيسية الى وقفة أمام مثوى شهداء المخيم، ألقى فيها أمين سر حركة "فتح" في المخيم كاظم حسن كلمة، جاء فيها:
"نجتمع اليوم في الخامس عشر من أيار الذي سموه سياسياً بيوم النكبة، لكن نكبة الشعب الفلسطيني ابتدات منذ ما قبل الحرب العالمية الاولى. في العام 48 هجرت قطعان الصهاينة ما يقارب المليون فلسطيني وهدموا ما يقارب الخمسمئة قرية ومدينة وتجمع سكني وزرعوا سياسة الرعب اينما كان".
واعتبر أن هناك نقمة على الشعب الفلسطيني وهذا الشعب يدفع الثمن ويقف وحده في هذا الميدان ولكن مهما طال الزمن نقول للجميع أن الشعب الفلسطيني سيعود إلى أرضه مهما طال التهجير.
وأضاف حسن: "إن هذه النكبة التي حصلت عام 48 ذبحت الشعب الفلسطيني وقتلت منه الكثير ولكن هذا الشعب الفلسطيني شعب مستمر. ومن هنا من مخيم الشهداء نوجه التحيه إلى قيادتنا التاريخية وإلى الرمزأابو مازن ومعه اللجنة المركزية والتنفيذيه وكل أبطال فلسطين من الضفةإالى غزه الصابرين الصامدين ونقول لهم أنهم عنوان المقاومة والصبر وأن النكبة ستنتهي والشعب الفلسطيني سينهيها ولكن هذه النكبة لن تنتهي ما لم يكن هناك وحدة فلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي يجزء الشعب الفلسطيني ويسهل المؤامرة عليه".
وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في مخيم شاتيلا أبو عبدالله، قال فيها:
"هذه النكبة التي ألمت بشعبنا وأرضنا وتاريخنا وفلسطين هي نكبة المت بالامة العربية والاسلامية كلها وهي وصمة عار على جبين الأمة وعلى هذا النظام الرسمي العربي الذي ترك فلسطين 71 عاما تحت الاحتلال. لقد لحقت بنا الكثير من النكبات منذ نكبة العام 1948 أكثر من 700 نكبة النكبات من المخيمات إلى التشريد إلى التهجير إلى كل ما يعيشه الشعب الفلسطيني داخل المخيمات. نحن هنا كشعب فلسطين في الشتات نؤكد أن فلسطين ستبقى عربية فلسطينية وسنبقى نطالب بحقنا بالعودة الى فلسطين بكل السبل وعلى رأسها المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين".
وأضاف: "نحيي كل من وقف وقال لا لصفقة القرن هذه الصفقة هي أخطر وأسوء من النكبة الفلسطينية، نحيي كل القيادة الفلسطينية التي رفضت هذه الصفقة ونؤكد عزمنا وثباتنا كشعب فلسطيني في الداخل والخارج على المقاومة حتى تحرير فلسطين".
وختم: "باسمكم جميعًا نتوجه بالتحية إلى القدس، إلى الأقصى، الى شعبنا المرابط وإنها لثورة حتى النصر".
وفي مخيم برج البراجنة دعت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" - الشعبة الجنوبية الى إعتصام حاشد أمام جامع الفرقان، وكانت كلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرها وسر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، جاء فيها:
"واحد وسبعون عاماً على النكبة، نكبة العصر، ونكبة الشعب الفلسطيني التي سبقها القرار المشؤوم الذي سلب الأراضي الفلسطينية. نستذكر اليوم وعد بلفور الذي مرّ خِلسةً على الشعوب العربية والإسلامية، فنحن ومن هنا نؤكد في منظمة التحرير الفلسطينية وكل مكونات وشرائح الشعب الفلسطيني و كل مؤسساتهِ أن هذا الكلام لن ينسحب على صفقة القرن التي وعى شعبنا وقيادته خطورتهِ. لذلك نؤكدّ على رفضه كاملاً لأن القدس ستبقى أرض عربية وإسلامية ومسيحية".
وتابع أبو عفش مؤكدًا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لأنه عنوان نضال الشعب وعنوان تكديس المنجزات الفلسطينية ولا بديل عنها مهما قِيل أو حُيّك ضد أيقونة النضال والثورة.
وأضاف أبو عفش: "إن بوصلة الشعب الفلسطيني هي فلسطين، و إنَّ ما يجري من مؤامرت تحاك ضد الشعب الفلسطيني هو عار على جبين الإنسانية وجبين الأمة، هذا الشعب الذي أثبت في كل لحظة من لحظات حياته أن بوصلته فقط القدس وفلسطين وليس لنا عدوا الا إسرائيل".
وتابع أبو عفش: نحن مع السلم الأهلي في لبنان وعلاقتنا مبنية على التوافق والمحبة الوطيدة والتنسيق المستمر ،كما أننا لسنا عبءٌ على الأراضي اللبنانية ونرفض التوطين وبوصلتنا موجهة فقط بإتجاه فلسطين
فمن هذا المنطلق نسأل ألا يحق لنا أن نتمتع بحياة كريمة ولائقة لحين العودة ، فأين حقوقنا المدنية والإنسانية.
وختم أبو عفش موجهاً التحية إلى الأسرى البواسل في سجون الاحتلال .
كما أكد على العبارة التى تردد من قبل اسرائيل ها هم الكبار يموتون والصغار ينسون، في ذكرى ال ٧١ للنكبة ومن مخيم برج البراجنة مخيم الشهداء نقول أن الصغار هم المتمسكون بحقوقهم وأرضهم وستستكمل مسيرات العودة من لبنان في مسيرات العودة الكبرى.
وفي مخيم مارالياس دعت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" - الشعبة الغربية إلى إعتصام تخلله معرض صور لمركز بيت أطفال الصمود، وآخر تراثي ل"معرض يافا".
وكانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سر اللجان الشعبية في بيروت أبو عماد شاتيلا، جاء فيها:
"71 عاماً زادت في تماسكنا وتمسكنا في وطننا ومدننا وقرانا جيلاً بعد جيل يحملون الراية وهموم النضال وهم على مقاعد الدراسة يحلمون في حقهم بالعودة الى ديارهم وقراهم ومدنهم في فلسطين.
إن الإدارة الامريكية المنحازة إلى دولة العدوان والاغتصاب لهي إدارة معادية لحق شعب فلسطين في بناء دولته وحق تقرير مصيره وعودة اللاجئين، إن البارز اليوم ما يهلل له سيد البيت الأبيض الأمريكي إطار جديد لتسوية تحت مسمى صفقة القرن غايته منها خدمة اسرائيل في تصفية الحقوق الوطنية وحلول ذات طابع معيشي مغلفة بوعود كاذبة".
وأضاف: "حسنا فعلت القيادة الفلسطينية في رفضها هذا العرض الجائر وعليها أن تعد الخطة البديلة للمقاومة في توحيد صفوف الفلسطينيين ليكون هذا الرد الأبلغ ما دام الفلسطيني يرفض ولم يوافق لن تمر المشاريع الخبيثة
رغم مشاريع التجويع ومحاولات تجفيف الموارد والإمكانيات والدعم والتهديد بإنهاء خدمات وكالة الغوث". وتابع: "إن اصدقاء فلسطين ليسوا نكرة في هذا العالم وحتما سيأتي الرد يوماً، اننا ندعو العالم من هذه الرقعة الصغيرة أن يقوموا في بناء جبهة واسعة عالمية من الشعوب المتضررة من سياسة الامبريالية الأمريكية الغاشية الجديدة سارقة أموال الشعوب وخبراتهم وليقف هذا الابتزاز الأميريكي لا بد من مواجهة عالمية للعالم الحر المتضرر".