بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذي مكث في وظيفته أكثر من أي رئيس وزراء إسرائيلي سابق، ذبالته الآن تتراقص وتوشك أن تنطفئ غير مأسوف عليه بل إن التظاهرات الحاشدة التي تطالب بطرده لاحقته أمس الإثنين، وهو داخل مبنى المحكمة الإسرائيلية المركزية، ولم تنتظر حتى انتهاء المشاورات التي يجريها الرئيس الإسرائيلي رؤفين ريفلن الذي أعلن أنه سيذهب بنتائج تلك المشاورات الفاشلة إلى الكنيست، ومن المرجح حتى الآن أن تذهب إسرائيل كلها إلى انتخابات خامسة، وإذا بقي التخندق الإسرائيلي على حاله، فقد يتكشف الوضع الإسرائيلي أكثر.

ونحن أبناء الشعب الفلسطيني الموجودون في أرضنا في القدس والضفة والقطاع، وداخل الخط الأخضر، في الجليل والمثلث والنقب، والمدن المختلطة، والمنافي القريبة والبعيدة، أكثر من يعرف الأمراض الكامنة في جسد وفكر هذه الدولة التي وجدت في الأساس من الشقوق الضيقة للدول الاستعمارية التي كانت تتهيأ لملء الفراغ.

حكومة نتنياهو وهي تتهيأ لمغادرة المشهد تواصل بقوة وبمزيد من الحقد برنامجها العدواني ضد الحقيقة الفلسطينية، يتجلى ذلك في استمرار جرائم الاستيطان، وجماعات المستوطنين الذين يقومون بنشاط منهجي كبير لسرقة الأرض وهدم البيوت وطرد الفلسطينيين والترحيل خاصة في القدس الشرقية، وضمن هذا البرنامج الإرهابي يتم التركيز ضد أطفال فلسطين ابتداء من عشر سنوات وأقل حتى الثامنة عشرة، خاصة أطفال القدس، لماذا؟؟ لأن الأطفال في ثقافة الحقد والعفونة الصهيونية هم الذاكرة التي ستتفتح، وهم الجيش القادم سواء كان سلاحه الحجر أو الوعي أو البندقية، وهم المستقبل الآتي، خاصة أطفال القدس، فهم في القدس طيور الذاكرة المقاومة، ورسل المعرفة التفصيلية بنقاط الضعف الثابتة التي يتوارثها هذا العدو الصهيوني، يعرفون عنه ما هو حقيقي وما هو مزور، يعرفون تفاصيل حياته ومتدرجاته الإرهابية ابتداء من الحاخامات مثل" الحاخام غليك" وجماعات الارهاب المتبناة الرسمية مثل "فتية التلال" و"تدفيع الثمن" وغيرها، يعرفون الفرق بين الحقيقي والزائف في تكوين هذه الدولة الإسرائيلية التي لا تربطها أية بصمة وراثية ببني إسرائيل، بل هذه الدولة ليست أكثر من رؤية زائفة، لأطفال القدس الذين هم ذاكرة المستقبل، ننحني إجلالا وحرصا واحتراما، ونجدد القسم بأننا من أجلك يا قدس نحن عائدون.