في سبعينيات القرن الماضي غنت فيروز من كلمات الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل أغنية "عمان في القلب"، وكلما نحن هنا في فلسطين توجعت "عمان" صدحت أغنية فيروز في قلوبنا، ولعل هذا ما يكون كلما توهجت اللحظة العاطفية الحميمية في قلوبنا، لكن فيما يتعلق بوحدة التاريخ والمصير، فإن الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي، في رؤيته لطبيعة العلاقة الفلسطينية الأردنية،هو ما يتوهج وعلى نحو أبلغ من الأغنية وأبعد منها، إذ هو موقف وحدة الدم والمصير، ولهذا فإن ما يحدث في الأردن يهمنا، مثلما يهم الأردن، كما أكد ذلك بمنتهى الوضوح، الرئيس أبو مازن، لحظة وصوله أمس الأول إلى "عمان" ويهمنا لا لأن الأردن ملكًا ومملكة وحكومة وشعبًا، هو أردن التمسك العربي الأصيل، بثوابت القضية الفلسطينية فحسب، وإنما لأنه كذلك أردن التنسيق والعمل المشترك، في سبيل تحقيق أهداف وتطلعات الأردن وفلسطين معا، في إقرار الأمن والاستقرار والسلام العادل لفلسطين بعاصمتها القدس الشريف، وللأمة العربية جميعها، بعيدًا عن مخططات الهيمنة والاستحواذ الإسرائيلية..!!

ويهمنا الأردن، ودائمًا ليس بسياسة التدخل في شؤونه الداخلية على الإطلاق، وإنما بالحرص الأكيد على سلامته واستقراره، وهذا ما عبر عنه الرئيس أبو مازن يوم أمس الأول بدعاء حميم "إننا ندعو إلى الله سبحانه وتعالى" أن يحمي الأردن ويرعاه، ويسبغ عليه ثوب الاستقرار والأمن، والأمان، برعاية أخي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي نرجو له القوة والعزيمة الدائمة لأنه هو الحامي لهذا البلد والذي يرعاه".

وفلسطين تهم الأردن، مثلما نهمه بلا أدنى شك، ولا أي تأويل ولا أية مخاتلات سياسية كانت، أو غير ذلك، لأن في تحقق دولة فلسطين، تحقق لاستقرار منتج على نحو خلاق للأمن القومي الأردني، وحماية محصنة للوصاية الهاشمية الراعية للمقدسات في القدس الشريف، وتاليا وبصورة حاسمة، هزيمة ساحقة لمخططات الوطن البديل، التي ينفخ اليمين العنصري الإسرائيلي المتطرف في كورها الكريهة..!!

ونعود لسعيد عقل، وفيروز ونقول ما قال عقل وما غنت فيروز "عمان في القلب أنت الجمر والجاه/ ببالي عودي مُري مثلما الآه ُ/ سكنت عينيك يا عمان فالتفتت/ إلي من عطش الصحراء أمواهُ / وكأس ماء أوان الحر ما فتئت / ألذُ من قُبل تاهت بمن تاهوا". أيضا ولأن عمان عالجت سريعا وبروية وحكمة ما ألم بها من وجع، نتذكر هنا ما غنت نجات الصغيرة من كلمات الشاعر الاردني الكبير حيدر محمود "أرخت عمان جدائلها  فوق الكفين ... فاهتز المجد وقبلها بين العينين.

 حمى الله الأردن، وفلسطين بلادًا لأحرار الأمة وفرسانها.