جاء اللقاء على غير المتوقع من حيث الاستقبال والحفاوة التي لقيها الرئيس الفلسطيني في البيت الأبيض ،حيث تم التعامل معه كرئيس دولة من الطراز الأول مثله مثل رئيس مصر وملك الأردن وحتى رئيس وزراء إسرائيل .موضوع الزيارة والحفاوة سيثير جدلاً كبيراً في أوساط السياسيين والمتابعين للشأن الفلسطيني، فمنهم من يعتبر الذي جرى هي مراسم بروتوكولية لا أكثر ولا أقل، ومنهم سيسمح لنفسه القول أن هنالك متغيرات حدثت لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، ومنهم يعتبر أنه بعد أن ينفض السامر ستعود الأمور الى ما كانت علية سابقاَ .

صحيح يقال أن الرئيس ترامب لا يوجد لديه خبرة كبيرة في الملفات الخارجية وخاصة ما يتعلق في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن كما هو معروف أمريكا دولة مؤسسات ولا يتخذ أي قرار ألا بعد أن يمر على عدة مؤسسات ومستويات وبعدها يتخذ الموقف من أي قضية مطروحة .

أعتقد جازماً أنه لا يوجد أي ممسك أو نقطة إدانة على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لأن هذه القيادة ألتزمت وأوفت بشكل كامل بكل المعاهدات والمواثيق الموقعة بين الطرفين،وأن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بأي شيء بل زاد من تغوله على الفلسطينيين وحاول أن ينهي فكرة حل الدولتين من جانب واحد .

الشعب الفلسطيني يشعر بالارتياح والراحة النفسية مما شاهده وسمعه من الرئيسين ،وبدأت الآمال تتجدد وتعود الى ماضي عهدها بأن السلام سيحل بين الطرفين وأن الدولة الفلسطينية أصبحت على مرمى حجر وأن الاحتلال اقتربت نهايته عما قريب .

لكن هناك تخوف كبير أن تمضي الأيام والسنين ولا يتحرك ساكناً ويظل الحال على ما هو، قتل وتدمير وحصار للفلسطينيين وإدخال اليأس والقنوط الى قلوبهم بأن أملهم في دولتهم ما هو إلا حلم جميل بدأ يتبخر يوماً بعد يوم ،ومن ثم تعود حالة الصراع والعنف الى المشهد الذي لا أحد يريد أن يتكرر سوى دعاة العنف والإرهاب .

الأيام حبلى بما تلد والفلسطينيون يتمنون أن يكون المولود بصحة جيدة ومعافى، لا أن يكون المولود مصاب بالشلل والإعاقة، لأنه إذا كان هذا هو حال المولود فموته أفضل من بقاءه على قيد الحياة ،لأن المولود المشوه سيشوه كل جوانب الحياة بين الفلسطينيين والإسرائيليين .

هذه الفرصة التاريخية قد لا تتكرر،لأن صناع السلام قله، وصانعي ومدبري الحروب كثُر، فهل يتغلب صوت السلام على صوت الحرب وتنتهي معاناة الشعب الفلسطيني إلى الأبد أم أن مع كل رئيس امريكي جديد نبدأ العد من نقطة الصفر.